الأسير براقعة المحكوم 21 مرة مؤبد يدخل عامه الـ19 في سجون الاحتلال
يعاني الأسير خليل براقعة اليوم جرّاء التعذيب وظروف التحقيق والاعتقال التي واجهها، من مرض الديسك ومشاكل في الرئتين وفي التنفس، وهو بحاجة إلى متابعة صحيّة مستعجلة.
-
شارك براقعة في غالبية معارك الإضراب عن الطعام، وواجه عمليات القمع التي استهدفت الأسرى
ولد الأسير خليل مسلم براقعة عام 1978 في مخيم عايدة في بيت لحم، والتحق في مدارس وكالة الغوث للاجئين حتى مرحلة الثانوي، وبعدها أكمل تعليمه في معهد "قلنديا" للتدريب المهني.
بدأ الأسير براقعة مسيرته النضاليّة منذ أن كان طفلاً خلال انتفاضة 1987، فالتحق في الكشافة، وفي لجان التطوّع، ثمّ في اللجان النضاليّة.
وتعرض براقعة للاعتقال على يد قوات الاحتلال للمرة الأولى عام 1996، وكان ذلك بعد وفاة والدته بشهرين، وفي حينه كان شقيقه إبراهيم رهن الاعتقال، وخلال الاعتقال تعرض خليل لتحقيقٍ قاسٍ وطويل، تخلّله تعذيب نفسيّ وجسديّ، وصدر بحقه حُكماً بالسّجن قرابة 4 سنوات، حتى تحرر في أواخر عام 1999.
الأسير براقعة عمل بعد الإفراج عنه في جمعية "نادي الأسير الفلسطيني"، وكان من أبرز الداعمين لقضيّة الأسرى وعائلاتهم، واستمر عمله حتى اعتقاله للمرة الثانيّة في 26 تموز/يوليو 2002، حيث حوّلته سلطات الاحتلال إلى الاعتقال الإداري، جرى خلالها نقله بشكل مفاجئ إلى التحقيق الذي استمر معه لأربعة أشهر متتالية في عسقلان والمسكوبية، وبيتح تكفا.
وتعرض براقعة خلال التحقيق للتعذيب الجسدي والنفسي المكثف بكافة أشكاله، ورغم عدة التماسات قُدمت للمحكمة العليا الإسرائيليّة، بوقف التحقيق والتعذيب بحقه، إلا أن سلطات الاحتلال رفضت ذلك.
ويؤكد شقيقه إبراهيم أنه "حينما شاهد خليل لأوّل مرة بعد التحقيق، لم يتمكن من التعرف عليه نتيجة التعذيب، ورفض خلال جلسات المحاكمة الاعتراف بمحكمة الاحتلال العسكريّة، إلى أن صدر بحقه حُكماً بالسّجن المؤبد 21 مرة".
وخلال سنوات اعتقاله، شارك براقعة في غالبية معارك الإضراب عن الطعام، وواجه عمليات القمع التي استهدفت الأسرى، حيث أصيب عام 2010 على يد قوات القمع في سجن "نفحة" بكسر في إحدى يديه وأنفه، كما واجه العزل الإنفرادي الذي استمر بحقه 5 سنوات، حُرم خلالها من زيارة العائلة.
كما تواصل سلطات سجون الاحتلال حرمان غالبيّة أفراد عائلته من الزيارة، علماً أنّه تمكن من الحصول على درجة البكالوريوس في التاريخ خلال فترة اعتقاله.
ويقبع الأسير براقعة اليوم في سجن "بئر السبع – ايشل"، وقد تلقى مؤخراً نبأ وفاة والده الذي انتظره طويلاً لاحتضانه، وذلك نتيجة إصابته بفيروس "كورونا".
يُشار إلى أن عائلة براقعة لم تتمكن منذ عام 1987 من أن تجتمع في عيد أو مناسبة معينة جرّاء عمليات الاعتقال التي تعرضت لها.
ويعاني براقعة اليوم جرّاء ظروف التحقيق والاعتقال التي واجهها من مرض الديسك، ومشاكل في الرئتين وفي التنفس، وهو بحاجة إلى متابعة صحيّة. وكالعشرات من الأسرى، فإنّه يواجه سياسة الإهمال الطبي المتعمد، بكافة أشكالها وأدواتها.