سلوك ترامب النفسيّ قد يدمّر الولايات المتّحدة!
يُطلق ترامب إشارات خطيرة عن شغفه بالسّلطة، ليس آخرها التلميح إلى تأجيل الانتخابات الرئاسية الأميركية.
-
سلوك ترامب النفسيّ قد يدمّر الولايات المتّحدة!
ليست شعوب شرق المتوسط وحدها من تنتظر دخول الولايات المتحدة الأميركية في أتون استحقاق انتخابات الرئاسة في الشهر العاشر من العام الجاري، بل إن العالم بأسره يتطلع إلى سلوك الرئيس دونالد ترامب الَّذي ينحو بسرعة مقلقة نحو اتخاذ قرارات أشدّ عنفاً على الصعيد الدولي.
يُطلق ترامب إشارات خطيرة عن شغفه بالسّلطة، ليس آخرها التلميح إلى تأجيل الانتخابات الرئاسية الأميركية، بدعوى عدم القدرة على ضمان نزاهة العملية الانتخابية عن بُعد.
قبل ذلك، كان أداؤه في معالجة ذيول الاحتجاجات على مقتل جورج فلويد حاداً، إلى درجة المساهمة في إشعالها. لم تكن تصريحاته المستفزة للمحتجين وليدة الصدفة، بل هي فعل مقرّر عن سابق تفكير، بغرض كسب تعاطف شرائح انتخابية واسعة أكبر حجماً من الشريحة المحتجّة.
في الواقع، تتقاطع التفسيرات النفسية لسلوك الرئيس الأميركي الحالي منذ انتخابه على أنه من الرؤساء "الأخطر" في تاريخ البيت الأبيض، ففي حالة ترامب، تتداخل السياسة مع السمات الشخصية والموروث العائلي، والعادات الاجتماعية مع التاريخ النفسي والصحة العقلية، لترسم سلوكاً يتسم بالنرجسية حد التدمير.
ورغم ذلك، فإنَّ الاهتمام بالصحة النفسية لزعماء العالم ليس ظاهرة جديدة، الزعيم النازي أدولف هتلر، على سبيل المثال، كان محل دراسة للكثيرين من المختصين في علم النفس على مدى عقود.
وبعيداً من المقارنة بين هتلر وترامب، فإنَّ المعاناة من المشاكل العائلية في الطفولة، والنشأة في ظروف غير سليمة، يمكن أن تسفر عن حب السيطرة في الكبر، فضلاً عن عقدة "تثبيت"، وهو مصطلح نفسي يشير إلى خلل في النمو، تظهر نتائجه عادة في السلوك الجنسي للفرد. وتشير قصص ترامب الكثيرة مع النساء ومواقفه من المرأة إلى وجود هذا النوع من الخلل لديه.
ويشترك ترامب مع هتلر في التجربة في الطفولة، علماً أن علماء النفس يرجّحون في ظروف معينة انتحار الشخصيات السلطوية في حال الفشل، لكنَّ خطورة الرئيس الأميركي تكمن في كون سماته الشخصيَّة شديدة التفاعل مع بيئة ناخبيه.
ورغم أن هذه المسألة كانت سبب فوزه المفاجئ للكثيرين في الانتخابات الرئاسية الماضية، فإنَّها هذه المرة قد تكون السبب في تأجيج العنف في مواجهة الفئات التي تعارضه، فترامب لم يتوانَ في "زلات لسان" لافتة عن الدعوة إلى "تحرير" مدنٍ بالسلاح، والتحريض على المحتجين، واستخدام القوة لفتح البلاد.
ثمة إشارات كثيرة تدلّ على أنّ الشارع الأميركي قد يجد نفسه قريباً مقسوماً بفعل شغف ترامب بالسلطة، كما أن مشاهد العنف الكثيرة التي شهدتها الولايات الأميركية في الأسابيع القليلة الماضية، لن تقتصر هذه المرة على أحداث عابرة، بل ستكون بداية لأحداث تاريخية.
أما سلوك ترامب في ما يخصّ القضايا الخارجية، فهو خارج أولويات اهتماماته، ومواقفه جميعها، من السياسة إلى الاقتصاد الدوليين، تهدف إلى حشد الناخبين، وهو ما يفسّر أيضاً حدّتها.