مجاهرون بالتخلّي.. نخب سعودية وإماراتية تغرّد "فلسطين ليست قضيتي"

بعد ردود الفعل الشعبية والدولية الكبيرة الرافضة للإتفاق الإماراتي الاسرائيلي، أبواق التطبيع السعودية والامارتية تعود للترويج وبلا حرج لهاشتاغ "فلسطين ليست قضيتي".

  • رد عربي على التطبيع الإماراتي:
    وسم فلسطين ليست قضيتي يعود اليوم ليتصدر مواقع التواصل الاجتماعي

بعد أيام على الإعلان عن اتفاق التطبيع الإماراتي الإسرائيلي، وبعد ردود الفعل الشعبية والدولية الكبيرة الرافضة، ظهرت بالتوازي أبواق التطبيع السعودية والإمارتية للترويج وبلا حرج للتطبيع تحت شعار "فلسطين ليست قضيتي".

وفي مقابل هذا التغيير في أولويات النخب التطبيعية الخليجية، كان بارزاً مواقف العديد من الدول الإسلامية الكبيرة، كمثل باكستان وبرلمان ماليزيا وتركيا رفضها التخلي عن تغيير الأولوية والمبادىء، وبالتالي المساومة على القضية الفلسطينية.

وعند كل مفترق طريق تمر به القضية الفلسطينية، يظهر بعض العرب وجوههم الحقيقية، يشيحون بنظرهم عن القضية التي من المفترض أن يصطفوا متكاتفين لنصرتها. ويجاهرون بالتخلي عنها، معززين حملة دعائية يقف خلفها حكامهم في سبيل تضليل جزء من الرأي العام بما يتماشى والأهواء الإسرائيلية. 

وسم "فلسطين ليست قضيتي" يعود اليوم ليتصدر مواقع التواصل الاجتماعي، بعد أن ظهر قبل أشهر، يعود عبر أبواق تطبيع سعودية واماراتية في وقت تضيء به الصواريخ الإسرائيلية سماء غزة وتتجلى صورة التطبيع بأبهى معالمها متكشفة بعد سنوات من التستر.

ومن بين الذين غردوا تحت هذا الشعار الكاتب والأكاديمي السعودي تركي الحمد.

هي نخب هدفها الترويج للحاكم، تمثل ثقافة الكراهية والخنوع، وتدار على أساس تبييض وجه "إسرائيل"، وتثبيت احتلالها على حساب الفلسطينيين وأرضهم وعقود من التضحيات.

في مقابل هذا الوسم وهذا الشعار، خرجت حملة مضادة على مواقع التواصل الاجتماعي، لتعيد البوصلة إلى مكانها، وتوجهها نحو فلسطين وقضيتها المحقة. فانتشر وسم بشكل واسع تحت إسم "فلسطين قضيتي"، يؤكد على أحقية هذه القضية وخيارات الشعوب التي تتبناها.

لم يقتصر التطبيع والتشجيع عليه على الإمارات والسعودية، التي أعلن وزير خارجيتها اليوم أن التطبيع مع "إسرائيل" ممكن في حال "التوصل إلى اتفاق سلام مع الفلسطينيين".

البحرين لها نصيب من التطبيع أيضاً، حيث ذكر موقع صحيفة "يديعوت أحرنوت"  الإسرائيلية أن وكالة الأنباء الإماراتية أعلنت عن لقاء جمع رئيس "الموساد" يوسي كوهين، مع مستشار الأمن القومي الإماراتي. وأضاف الموقع أنه من المتوقع أن "يزور كوهين البحرين في طريق عودته إلى إسرائيل".

وأيضاً نشر موقع i24NEWS  مقالاً يتحدث فيه عن الاتقاف الإماراتي الإسرائيلي، ويقول إن البحرين وسلطنة عمان رحبتا بالاتفاق. وفي السياق، قالت وزارة الخارجية العمانيّة، في وقت سابق، إن وزير الدولة للشؤون الخارجيّة يوسف بن علوي بن عبد الله، أجرى اتصالين هاتفيين أحدهما مع وزير الخارجية الإسرائيلي غابي أشكينازي، والآخر مع مسؤول من حركة فتح.

بعدما كانت سلطنة عمان، أعلنت في وقت سابق، أنها تدعم القرار الذي أقدمت عليه الإمارات يوم 13 آب/أغسطس، بتطبيع العلاقات مع "إسرائيل".

 وزير الاستخبارات إيلي كوهين، كشف أيضاً عن وجود اتصالات بين السودان و"إسرائيل".

وقال كوهين الذي قام الإثنين الماضي بزيارة إلى الإمارات إن "الاتفاق مع الإمارات هو فقط السنونو الأول"، وتطرق إلى اللقاء "التاريخي" الذي جرى قبل 6 أشهر بين نتنياهو وحاكم السودان.

يشار إلى أن مستشار الأمن القومي الأميركي، روبرت أوبراين، قال إن إدارة الرئيس دونالد ترامب "واثقة" من أن العديد من الدول الأخرى ستتوصل لاتفاق تطبيع العلاقات مع "إسرائيل"، بعد إعلان تطبيع العلاقات بين الإمارات و"إسرائيل".

في المقابل، يظهر التضامن من خارج البيت العربي ليؤكد تضامنه مع الفلسطينيين وحقهم في أرضهم، إلى جانب عدد من الدول العربية التي كانت أعلنت رفضها للإتفاق الإماراتي الإسرائيلي. 

رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان ذكر بوصية مؤسس الجمهورية الباكستانية محمد علي جناح، وشدد خان على  أن باكستان لن تعترف بـ"إسرائيل" حتى إعطاء الفلسطينيين حقهم بتسويةٍ عادلة.

هذا وخرج إلى جانبه موقف البرلمان الماليزي الذي طالب بالإجماع بطرد "إسرائيل" من الأمم المتحدة، رداً على خططها بضم المزيد من الأراضي الفلسطينية مديناً التطبيع الاماراتي الأخير.

الموقف التركي لا ينفصل عما سبق، فإعلان الرئيس التركي رجب طيب إردوغان عن نية بلاده تعليق العلاقات الدبلوماسية مع الإمارات والوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني "يندرج ضمن الواقع الرافض لسياسات التمدد الإسرائيلي ومشروعها الاستعماري".

وأكد إردوغان أن بلاده تفكر بإغلاق سفارتها في أبو ظبي وتعليق العلاقات الدبلوماسية مع الإمارات بسبب اتفاقها على تطبيع العلاقات مع "إسرائيل".

إلى ذلك، وصف رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، أحمد الريسوني، إن التطبيع مع "إسرائيل" هو "ركون للظالمين"، داعياً الشعوب العربية والإسلامية إلى مقاومته بـ"أقوى سلاح"، وهو الرفض.

وتصاعد رفض شعبي، عربي وإسلامي، منذ إعلان الولايات المتحدة والإمارات و"إسرائيل"، التوصل إلى اتفاق لتطبيع العلاقات بين تل أبيب وأبوظبي، في خطوة هي الأولى من عاصمة خليجية.

يتجسد اليوم مفهوم محو القضية الفلسطينية ضمن المخطط الذي لطالما سعت إليه "إسرائيل" وخلفها الولايات المتحدة المرتبط بصفقة القرن والتحركات التطبيعية الأخيرة التي لا شك أنها ستتوسع، إلا أن لكل فعل رد فعل آخر لا بد أن يسجله التاريخ ضمن خانة الانتصارات.

أنظمة عربية عدة، وبعد سنوات من التطبيع السري مع الاحتلال الإسرائيلي، تسير في ركب التطبيع العلني، برعاية كاملة من الولايات المتحدة الأميركية.

اخترنا لك