في ظل التطبيع العربي مع "إسرائيل".. هل أصبح تهديد إيران هدفاً؟
بعد "الاتفاق التاريخي" بين الإمارات و"إسرائيل"، وقبيل التطبيع مع البحرين، وبانتظار السعودية للانضمام، هل بات تحالف الحرب الإسرائيلي الهدف منه تهديد إيران؟ بعد تكرار الإخفاقات الأميركية في المنطقة؟ وما هي تبعات ذلك؟
-
التطبيع مع "إسرائيل" هو لمواجهة إيران ومحور المقاومة في المنطقة
في انتظار السعودية انضمام البحرين رسمياً إلى تحالف الحرب الإسرائيلي، هل أصبح الهدف تهديد إيران ومحور المقاومة، وليس تحرير فلسطين؟ فالمنطقة أمام حقبة جديدة، وتحالف الحرب بقيادة تل أبيب أصبح جيش أميركا المتقدم.. أليس هو نتيجة تراكم الإخفاقات الأميركية وأدواتها؟
مبادرة تحالف الحرب الإسرائيلي للعدوان، قد تجعله هدفاً مشروعاً لأي مقاومة ضد الوجود الإسرائيلي في أي ساحة.. فهل يدرك التحالـف الجديد تبعات ذلك؟
بعض دول الخليج أصرّت على تبرير تطبيعها مع "إسرائيل" وتقاربها مع قوة الاحتلال بالإدعاء بأنها تسعى إلى تحقيق مصلحة الفلسطينيين وتأمين حقوقهم. فلم رفض الفلسطينيون كل ادعاءات الإمارات والبحرين؟
لقد ظهرت الأهداف الحقيقية لهذه الاتفاقيات المتسارعة مع الاحتلال.. وهي مواجهة إيران ومحور المقاومة.
هذا التحالف تتقدمه "إسرائيل" بعد أن فشلت واشنطن وأدواتها في المنطقة بتحقيق الأهداف والخطط الأميركية، حيث تجسد هذا الإخفاق في كل الساحات فشلاً مدوياً في وقف المقاومة الفلسطينية بعد اتفاق أوسلو.
محاولات متكررة لإخضاع إيران فشلت من الحرب الأميركية التي وضع نظام صدام حسين في واجهتها، إلى العقوبات والحصار والابتزاز، بالملف النووي، ثم الترويض بتوقيع الاتفاق والخروج منه.
فشل آخر لواشنطن وأداوتها في سوريا عبر حرب أرادت إسقاط النظام وتقسيم البلد كما الإخفاق ضد المقاومة في لبنان.
تحالف الحرب الإسرائيلي أدخل المنطقة في حقبة جديدة من الصراع كجيش متقدم لواشنطن.. فهل سيفشلون هذه المرة أيضاً؟ وهل يدرك التحالف الإسرائيلي أن الحرب التي يخوضها بأشكال متعددة ستعرضه للاستهداف من قبل قوى المقاومة.
الساعدي للميادين: إيران لن تقع في الفخ الأميركي
-
الساعدي للميادين: هدف التطبيع والحرب الناعمة هو سيطرة "إسرائيل" على المنطقة
وفي قراءة لما يجري، رأى أمير الساعدي، الخبير في الشؤون السياسية والعسكرية العراقية في حديث مع الميادين أن هدف التطبيع والحرب الناعمة هو سيطرة "إسرائيل" على المنطقة.
وقال الساعدي إن هذه الحرب لن تكون بمواجهة فقط سيناريو مشابه لما تقوم به "إسرائيل" على أقل تقدير، وفق جدول مصالحها وأمنها القومي، بحيث أنها "تطمح إلى عملية إضعاف كل خطوط المنطقة العربية، ولا نتكلم هنا عن المقاومة".
وأضاف أن ما يجري في الخلفيات الإسرائيلية على مدى التاريخ، يرى أن "إسرائيل" لن تتوقف في إضعاف العالم الإسلامي، وبالتالي "هي تخشى من أن تكون هناك قوة جامعة تستنهض كل إمكانات وقدرات قوة الإسلام وقوة العرب مرة أخرى، لتعيد رجالاً أشداء لتحرير فلسطين". وأكد الساعدي أن "إسرائيل" سيتم الإطاحة بها عاجلاً أم آجلاً.
وأشار إلى أنه وبعد فشل "صفقة القرن"، وعدم استمرارية الدعم الأميركي في أهداف "إسرائيل"، انتقلت الأخيرة إلى التطبيع، وهو لم يكن وليد اللحظة حالياً.
واعتبر أن الحرب لم تكن فقط بمحاولة إفشال محور المقاومة بل بدأت بحرب ناعمة. وأكد أن إيران لن تقع في الفخ الأميركي بجرها إلى حرب تبدأها هي.
عريقات للميادين: "إسرائيل" تحاول أن تجد لها شرعية في المنطقة لا أكثر
-
عريقات للميادين: اتفاقيات التطبيع فيها مصلحة انتخابية للرئيس الأميركي دونالد ترامب
بدوره، رأى الخبير في الشؤون الأميركية سعيد عريقات في حديث للميادين أن "إسرائيل" ليست قوة عظمى وهي بحاجة للحماية الأميركية، مشيراً إلى أنها دولة زائفة وصغيرة، لا تستطيع قيادة المنطقة أو القيام بالدور الأميركي الامبريالي في المنطقة.
ولفت إلى أن اتفاقيات التطبيع فيها مصلحة انتخابية للرئيس الأميركي دونالد ترامب.
ولفت إلى أن "إسرائيل" تحاول أن تجد لها شرعية في المنطقة لا أكثر، و"هناك مصلحة انتخابية لترامب والكل يعلم ذلك. هناك حالة استقطاب وخلق تحالفات ضد إيران وضد معسكر المقاومة، والمقاومة الفلسطينية، و"إسرائيل" من خلال التهويل بالملف النووي الإيراني على سبيل المثال، تحاول الاستفادة قدر الإمكان من هذا الملف كورقة للضغط".
عريقات اعتبر أن "إسرائيل" تعمد إلى تضخيم موضوع الملف النووي الإيراني للمواصلة في ملف الاستيطان، وقمع الفلسطينيين، وأن تُقبل شرعياً في المنطقة.
وأشار إلى أن ترامب فاشل في كل شيء، ولم ينجح إلا بما ينفع "إسرائيل"، لكنه ومع ذلك لم ينجح في حمايتها.
صباغ للميادين: "إسرائيل" تدفع البحرين والإمارات لمواجهة إيران
-
صباغ للميادين: "إسرائيل" تدفع البحرين والإمارات لمواجهة إيران
من جهته، الخبير في الشؤون الإسرائيلية أليف صباغ من الجليل، قال للميادين إنه إذا اعتدت "إسرائيل" على إيران فإنها سترد وتدفع الإمارات والبحرين الثمن.
واعتبر أن "إسرائيل" جنت على دول الخليج، وخاصة البحرين والإمارات من خلال ممارساتها العدوانية ضد الوجود الإيراني في سوريا.
ورأى صباغ أن الوجود الإسرائيلي اليوم في دول الخليج يشكل خطورة على الأمن الوطني القومي الإيراني، وبهذا الموضوع ستدفع الثمن الإمارات والبحرين وربما دول أخرى أيضاً، لأن إيران لن تسكت ولديها كل الذرائع للرد على القصف الإسرائيلي في سوريا.
وأضاف، أنه وحتى لو أن "إسرائيل" تتحالف معهم اليوم وتزودهم بتكنولوجيا وبرامج جاسوسية وأمنية، فهي لن تحارب عنهم بمواجهة إيران، ووستدفع البحرين والإمارات حتماً هذا الثمن.
ورأى أن "المشروع الصهيوني ليس مشروعاً يهودياً صهيونياً، بل مشروعاً استعمارياً دولياً".
ولفت صباغ إلى أن "الولايات المتحدة تعبت من حروبها في الشرق الأوسط لمدة عشرين عاماً، وخسرت أكثر من 7 تريليون دولار، وأكثر من 7 آلاف قتيل وحوالى 60 ألف جريح، من دون أن تحقق أهدافها، وترامب وعد عقب فوزه في الانتخابات عام 2016، بأنه يريد الخروج من شرق سوريا ومن الأوسط".
إذاً.. إخفاق أميركي آخر يظهر عراقياً مع فشل محاولات الاختراق انتخابياً، وفشل التسويات الموضعية لإضعاف التيار المقاوم، رغم كل الأموال التي تصرف على آلات ترويج الفتن وعزل المقاومة وقيادتها، الأمر مشابه لما حدث في اتفاق أوسلو، الذي فشل كذلك بإيقاف المقاومة بل عزز خيارها كخيار وحيد وبديل.
واشنطن التي فشلت في حربها ضد طالبان، وها هي تضطر إلى التفاوض معها، كما فشلت في إسقاط الدولة في سوريا، وضرب المقاومة في لبنان.
وتجدر الإشارة إلى أن واشنطن تريد تسليم مفاتيح المنطقة "لإسرائيل" بعد فشل دول الخليج الهيكلي والبنوي في تنفيذ دورها المطلوب، لنصبح أمام حقبة جديدة من صراع المحاور.. محور المقاومة، وتحالف الحرب الإسرائيلي.