تونس: عودة مدرسية يشوبها الحذر... بسبب كورونا
في الوقت الذي تشهد فيه تونس ظرفاً صحياً استثنائياً بسبب تفشي عدوى فيروس كورونا، يعود اليوم، أكثر من مليونين و215 ألف تلميذ إلى مقاعد الدراسة بشكل تدريجي بعد انقطاع دام ستة أشهر.
-
تم إقرار تأجيل العودة المدرسية بقرية تنبيب التابعة لمعتمدية قبلي الشمالية
الأسر التونسية، ينتابها القلق بشأن مخاطر العدوى بهذا الفيروس، رغم تأكيدات الحكومة في أكثر من مناسبة على توفر كل ظروف السلامة للعودة المدرسية.
وكان العديد من الأهالي قد عبّروا عن رفضهم قرار العودة إلى المدارس خوفاً على أطفالهم من الإصابة بفيروس كورونا بسبب عودة تفشي الفيروس في البلاد، خاصة وأن الأطفال لا يستطيعون الالتزام بالإجراءات الوقائية.
ورغم أن وزارة التربية أقرّت جملة من الإجراءات الصحية، فإن عدداً هاماً من الأولياء والأساتذة اعتبروها غير كافية للحيلولة دون تفشي الجائحة خاصة بعد تسجيل أرقام قياسية في عدد المصابين يومياً.
وكانت الجامعة العامة للتعليم الثانوي، قالت في بيان صادر عنها الاثنين 14 أيول/سبتمبر، إنّها تحمّل الحكومة ومختلف مصالحها المعنية كامل المسؤولية عن سلامة أعضاء الأسرة التربوية وما يمكن أن تتسبب فيه ظروف العودة المدرسية من تبعات صحية.
وأكّدت الجامعة استحالة تطبيق أي بروتوكول صحي في ظلّ إحجام الدولة عن رصد ما يكفي من إمكانيات مادية ولوجستية وصحية لمجابهة جائحة كورونا، معتبرةً أنّ هناك تدمير ممنهج للمنظومة التربوية من قبل جميع الحكومات المتعاقبة سواء قبل الثورة أو بعدها، وأنّ جائحة كوفيد 19 عرّت ما بقي مستتراً من نقائص هذه المنظومة.
كما شدّدت على أنّ الخيارات المتخذة من قبل هذه الحكومات وإعتماد سياسات تقشفية، أدّت إلى عجز المؤسسات التربوية عن القيام بالدور الموكول إليها حتى في الأوضاع العادية بسبب اهتراء البنية التحتية وافتقارها إلى وسائل العمل الضرورية والموارد البشرية المطلوبة.
كذلك، دعت الجامعة الحكومة إلى الإسراع بتفعيل ما نصّ عليه اتفاق 9 شبا والقاضي بالترفيع بنسبة 20 بالمائة في ميزانيات المؤسسات التربوية.
ومن أهم الإجراءات الصحية التي ستعتمدها المؤسسات التربوية في تونس: نظام الأفواج ونظام الدراسة يوما بيوم عبر التناوب بين الأفواج، حتى لا يتجاوز عدد التلاميذ الحاضرين بقاعة الدرس الواحدة، 18 تلميذا بهدف احترام التباعد الجسدي، بعد أن كان معدل عددهم يصل إلى 38 تلميذاً.
وستخصص فترة تتراوح بين 4 و 6 أسابيع للتدارك بالنسبة لجميع المستويات الدراسية باستثناء السنة الأولى ابتدائي التي سيتم فيها الدخول مباشرة في البرامج المخصصة لها.
ووفق ما أعدته وزارة التربية لهذه السنة الاستثنائية بسبب انتشار كورونا، سيتم التقليص من أيام العطل المدرسية وتمديد السنة الدراسية لتنتهي يوم 30 حزيران 2021.
تأجيل العودة ببعض المدارس
في المقابل أجلّت بعض المدارس التونسية استئناف الدروس بسبب جائحة كورونا، إذ أعلنت المندوبية الجهوية للتربية بمحافظة المنستير تأجيل العودة المدرسية بالمؤسسات التربوية العائدة بالنظر إلى بلدية منزل نور من محافظة المنستير إلى 21 أيلول/ سبتمبر الجاري، في إطار متابعة تطور الوضع الوبائي لانتشار الفيروس.
كما تم إقرار تأجيل العودة المدرسية بقرية تنبيب التابعة لمعتمدية قبلي الشمالية لمدة أسبوع بسبب انتشار فيروس كورونا بالمنطقة.
من جهتها، قررت اللجنة الجهوية لمجابهة فيروس كورونا بمحافظة القصرين تأجيل العودة المدرسية بمنطقتي سيدي محمد والوساعية.
تونس تسجل 747 إصابة جديدة بكورونا في 48 ساعة
وكانت وزارة الصحة أعلنت الأثنين أنه تم تسجيل، أيام 11 و12 أيول/سبتمبر 2020، 747 حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا، ليبلغ العدد الجملي للحالات 7382.
وقد تم، منذ فتح الحدود في27 حزيران 2020، تسجيل 6181 حالة مؤكدة حاملة لفيروس الكورونا الجديد منها 606 حالة وافدة و5478 حالة محلية و67 حالة وفاة.
ويقع التكفّل حالياً بـ 131 مريضاً في المستشفيات من بينهم 30 مريضاً بأقسام العناية المركزة و11 تحت جهاز التنفس الاصطناعي. ويبلغ عدد الحالات النشيطة 5090 وعدد المرضى الحاملين للأعراض 686.
وقد تمّ إجراء 6118 تحليلاً مخبرياً، ليبلغ بذلك العدد الإجمالي للتحاليل 177904.