واشنطن تسعى لإطلاق مفاوضات مباشرة بين "إسرائيل" ولبنان؟
لبنان يسعى لتحصيل حقوقه الاقتصادية في بحره وسواحله، لكن الضغوط الأميركية تحاول دفعه نحو عقد مفاوضات مباشرة مع "إسرائيل"، لتحقيق إنجاز للرئيس دونالد ترامب الطامح لولاية رئاسية أخرى.
-
الإدارة الأميركية تضغط لاستئناف المفاوضات بين "إسرائيل" ولبنان
يبدو أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يسابق الأيام المتبقية قبل نهاية ولايته الرئاسية، لتعزيز إنجازاته التي يشكلها بقالب "رجل السلام" الساعي لرعاية المصالح المشتركة بين الدول، ونزع فتائل المواجهة والصراع، لكنها سياسة تخضع لمبدأ آخر بالغ ترامب في استخدامه، وهو العقوبات.
فبعد توقيع اتفاق "السلام" بين الإمارات والبحرين و"إسرائيل" في البيت الأبيض، وإعلان ترامب أن دولاً أخرى يصل عددها إلى 7 أو 8 دول عربية، تسعى لإبرام اتفاقيات مع "إسرائيل"، يبدو ترامب متحمساً للإعلان قبل نهاية تشرين الأول/أكتوبر، عن بدء مفاوضات بين لبنان و"إسرائيل" حول الحدود البحرية.
مصادر إسرائيلية وأميركية رفيعة المستوى، ذكرت لموقع "والاه" الإسرائيلي، أن إدارة ترامب "تضغط من أجل استئناف المفاوضات بين إسرائيل ولبنان، حول ترسيم المياه الاقتصادية بينهما"، على أن تكون المفاوضات بشكلٍ مباشر، و"هذا ما لم يحصل منذ 30 عاماً" على الأقل، وهو ما سيعد "إنجازاً سياسياً كبيراً" لادارة ترامب، وفق معلق الشؤون السياسية باراك رابيد.
يقود مساعد وزير الخارجية الأميركي ديفيد شينكر، مساعي البيت الأبيض للتوصل لاتفاق بين "إسرائيل" ولبنان حول ترسيم المياه الاقتصادية، وحل الخلاف حول التنقيب عن الغاز في البحر المتوسط، بمساع أقوى، منذ انفجار مرفأ بيروت في آب/أغسطس، حيث اشتدت حاجة لبنان إلى البحث عن موارد اقتصادية قد يؤمنه اكتشاف الغاز في المنطقة الاقتصادية الجنوبية للبنان.
وزار شينكر في مطلع أيلول/سبتمبر بيروت، وأعلن أمام الصحافيين أن المحادثات التي تجري بوساطة واشنطن لترسيم الحدود البحرية بين لبنان و"إسرائيل" تحرز "تقدماً تدريجياً"، معرباً عن أمله بالعودة إلى لبنان و"توقيع هذا الاتفاق في الأسابيع المقبلة".
وتوجّه مساعد وزير الخارجية بعد أسبوعين من زيارته غير الرسمية إلى بيروت، نحو "إسرائيل"، حيث التقى وزير الطاقة يوفال شتاينتس، المعيّن من قبل رئيس الحكومة عن هذه القضية، كما اجتمع بوزير الخارجية غابي أشكنازي، الذي تشارك وزارته بالاتصالات.
ونقل موقع "والاه" عن مسؤول إسرائيلي رفيع، قوله إن هذه الزيارة "كانت جزءاً من جولة الحوار التي أجراها شينكر خلال الأسابيع الأخيرة بين بيروت والقدس، في محاولة لتحريك العملية"، وأضاف أن الحكومة الإسرائيلية "مستعدة للبدء بالجلوس والتفاوض الجدي ونأمل ان يحصل ذلك قبل نهاية العام 2020".
شينكر أبلغ شتاينتس وأشكنازي ما جرى خلال محادثاته في لبنان، وعرض أمامهم مسودة لوثيقة المبادئ من أجل بدء المفاوضات، وفق الموقع نفسه، والذي أكد أن هناك انطباعاً بعد هذه الزيارة عند المسؤولين الإسرائيليين، بأن "هناك ليونة من الجانب اللبناني، وأنهم أصبحوا اليوم أكثر استعداداً من ذي قبل للدخول في اتصالات حول الموضوع مع إسرائيل".
إلا أن المشكلة التي لا تزال عالقة وفق المصادر الإسرائيلية، هي "الوساطة" في المفاوضات، حيث طالب لبنان بأن يكون الأميركيون بالإضافة للأمم المتحدة هم الوسطاء في المحادثات، لكن "إسرائيل" من جانبها رفضت، وطالبت أن تكون الأمم المتحدة مجرد مضيف.
ولم يصدر تعليق لبناني يهذا الشأن، لكن سبق لحزب الله أن أعلن غير مرة، عدم ثقته بالوساطة الأميركية فضلاً عن المفاوضات المباشرة، حيث أكد السيد حسن نصر الله في شباط/فبراير 2018، أن "الاميركي هو محامي "إسرائيل"، فلا تعوّلوا على هذه الوساطة. وهم يريدون مصلحة "إسرائيل" وليس مصلحة لبنان، ليس هناك وساطة أميركية بل هناك إملاءات وتهديدات للبنان".