محاولات تركيع لبنان.. من الحصار الاقتصادي إلى الخضات الأمنية
الخطوة الأكثر خطورة لتركيع لبنان بدأت عبر الحصار الاقتصادي والمالي متوجاً بتفجير مرفأ بيروت وإطلاق سلسلة خضات أمنية وسياسية وطائفية، تكاملت تحت عنوان تحويل لبنان إلى بلد فاشل.
للوصول إلى هدف اغتيال لبنان، لا بد من إزالة العقبات والحواجز المتمثلة بالدولة اللبنانية، وحرمانها من القوة الأساسية الضامنة لبقائها والمتمثلة بالمقاومة.
الخطوة الأكثر خطورة لتركيع لبنان بدأت عبر الحصار الاقتصادي والمالي، متوجاً بتفجير مرفأ بيروت، وإطلاق سلسلة خضات أمنية وسياسية وطائفية، تكاملت تحت عنوان تحويل لبنان إلى بلد فاشل.
والحجة دائماً هي المقاومة، وهو ما عبر عنه الملك السعودي سلمان أخيراً بقوله حرفياً، إن "ما يتطلع إليه الشعب اللبناني الشقيق من أمن واستقرار ورخاء يتطلب تجريد هذا الحزب الإرهابي من السلاح".
موقف لا يفترق مع أدبيات قادة "إسرائيل" وواشنطن، إلا بلغته العربية، وهو بالتالي يطرح مقايضة سافرة بين خيارين: إما البقاء والرخاء للبنان بإنهاء مقاومته، وإما لا اقتصاد ولا خبز ولا أمن واستقرار.
من هذا الوضوح لأهداف الحلف الإسرائيلي الأميركي السعودي تحديداً، لا يعود تفجير المرفأ وما تلاه من تتابع وترابط للأحداث الأمنية بصيغتها الإرهابية أو الطائفية، إلا وظيفة واحدة هي ضرب مقومات لبنان وتفريغه من الداخل، بما يؤمن انهياره كمرفأ ومصارف ومؤسسات اقتصادية وصحية وثقافية وإعلامية، تمكيناً للتحالف الجديد بين "إسرائيل" ودول خليجية من الاستيلاء على هذا الدور.
أليس ما بدأ يظهر تباعاً لجهة هجرة المؤسسات والشركات والعقول والكفاءات؟ إلى حيث "جنة" النفط والتكنولوجيا الناشئة بين "إسرائيل" ومعظم دول الخليج، يعزز القناعة بأن صفقة جهنمية دخلت حيز التنفيذ على حساب لبنان؟