لماذا يخفي نتنياهو زيارته للسعودية عن كبار المسؤولين الإسرائيليين ويسربها عبر الإعلام؟

بعد تقصده تسريب الخبر عبر وسائل الاعلام الإسرائلية، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يقرر إخفاء زيارته إلى السعودية ولقائه ولي عهدها محمد بن سلمان أمام المسؤولين الإسرائيليين. والمؤسسة الأمنية الإسرائلية تعتبر أن هذه الخطوة غير مسؤولة.

  • لماذا يخفي نتنياهو زيارته للسعودية عن كبار المسؤولين الإسرائيليين ويسربها عبر الإعلام؟
    لماذا يخفي نتنياهو زيارته للسعودية عن كبار المسؤولين الإسرائيليين ويسربها عبر الإعلام؟

في موضع محرج وضع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، عندما قرر الكشف هذه المرة عن اللقاء السري الذي جمعهما في مدنية نيوم السعودية، بحسب مراقبين إسرائيليين.

تعمّد نتنياهو تسريب أمر اللقاء عبر إبقاء جهاز الإرسال والاستقبال مفتوحاً طوال الرحلة، بما يسمح بمعرفة مسار الطائرة ووجهتها وعدم تدخل الرقابة العسكرية لمنع نشر الخبر، جر عليه الكثير من الانتقادات على خلفية الربط بين تسريب خبر اللقاء واعتبارات نتنياهو الداخلية والحزبية.

فنتنياهو بحسب مراقبين، مستعد للتضحية بخطوة دبلوماسية مهمة من أجل تحديد جدول أعمال سياسي في "إسرائيل"، ما يشير وفقاً لصحيفة "يديعوت أحرنوت"، "إلى أي حد أصبحت السياسة الإسرائيلية الداخلية متعفنة".

يقرر رئيس الوزراء الإسرائيلي إخفاء زيارته إلى السعودية ولقائه ولي عهدها محمد بن سلمان عن كبار المسؤولين لا سيما العسكريين.

هذا الأمر أثار سجالاً داخلياً، حيث توالت الانتقادات سواء من المؤسسة الأمنية التي بدت مستاءة، واعتبرت خطوة نتنياهو غير مسؤولة، أو من مسؤولين ومراقبين آخرين ربطوا بين تسريب خبر اللقاء واعتبارات نتنياهو الداخلية والحزبية.

وكانت نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن وزير الأمن بني غانتس قوله، الإثنين، إن "تسريب رحلة نتنياهو السرية إلى السعودية خطوة عديمة المسؤولية".

وأضاف في بداية جلسة كتلة "أزرق أبيض"، "لا أتصرف هكذا ولن أتصرف هكذا. وبخصوص هذا الأمر فإن شعب "إسرائيل" عليه أن يقلق، وتستطيعون تخيل كم من الأمور السرية قمت بها خلال حياتي ومن ضمنها أمور بإرسال من نتنياهو".

القناة "12" كشفت بدورها أن نتنياهو لم يبلغ حتى الجيش بزيارة السعودية، "وهذا ما أثار امتعاض المؤسسة الأمنية".

وأضافت، "رئيس الحكومة قرر عدم إطلاع الجيش حول موضوع خروجه إلى السعودية، وهي لا تزال تعتبر دولة معادية، ورافقه في الرحلة سكرتيره العسكري العميد افي بلوت الذي قرر عدم إطلاع رئيس الأركان عن خروجه الشخصي، وأيضاً عن خروج رئيس الحكومة والوفد إلى السعودية". 

ولفتت إلى أن "رئيس الحكومة أيضاً قرر عدم تعيين قائمقام خلال هذا الساعات التي كان فيها هناك في السعودية".

كذلك، رجحت القناة الإسرائيلية أن هذا التسريب له معان كثيرة، "إذا حصل شيء في "إسرائيل"، أو حصل شيء في الطريق إلى السعودية، أو إذا حصل أمر في السعودية، الجيش لم يتم إطلاعه على أي شيء وفي الواقع لا يستطيع أن يرد، وإذا رد فإنه سيفعل ذلك بشكل متأخر".

بالتوازي، نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن نتنياهو قوله أمس، "لا تصدقوا كل تقرير غير دقيق في الإعلام عن اجتماعات سرية"، مرجحةً أنه "ربما هناك محاولة من نتنياهو للتراجع خطوة إلى الوراء، بعد انزعاج السعودية من تسريب المعلومات حول هذا اللقاء".

ورأت "القناة 13" الإسرائيلية أمس، أن "الرقابة العسكرية سمحت بصورة استثنائية نشر خبر زيارة نتنياهو ورئيس الموساد السعودية لعقد قمة بمشاركة وزير الخارجية الأميركي ومحمد بن سلمان". 

فيما أشار مراسل عسكري في "القناة 13" إلى أن "مواقع تتابع حركة الطيران في الشرق الأوسط شاهدت أمس الساعة 7:30 مساء إقلاع طائرة خاصة صغيرة من نوع "غولف ستريم" استخدمها نتنياهو عدة مرات من بين عدة أمور لزيارة بوتين في موسكو".

وأكد أن "الطائرة أقلعت من مطار بن غوريون إلى مدينة نيوم السعودية وبقيت على الأرض لحوالى ساعتين وأكثر، ومن ثم عادت إلى مطار بن غوريون حيث حطت حوالى الساعة 12:30 ليلاً".

صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية قالت إنه كان من الممكن أن تبقى الرحلة السرية إلى السعودية تحت الرادار، مع إيقاف تشغيل جهاز الإرسال والاستقبال، لكن الرحلة التي قام بها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كانت علنية. ولأسباب محددة.

فيما أشارت صحيفة "إسرائيل هيوم" إلى إن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وافق على نشر نبأ الاجتماع مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لبحث ردود الفعل في المملكة السعودية والعالم العربي.

وأكدت الصحيفة أن مصدراً على صلة مع مسؤولين كبار في السعودية، قال لهم إن "هذا اللقاء ليس الأول بين نتنياهو وبن سلمان، وقد عُقدت مثل هذه اللقاءات مؤخراً، وأن المشاركين في الاجتماع وافقوا على نشر تفاصيله من أجل نقل الرسائل إلى الإدارة الجديدة في الولايات المتحدة".

أنظمة عربية عدة، وبعد سنوات من التطبيع السري مع الاحتلال الإسرائيلي، تسير في ركب التطبيع العلني، برعاية كاملة من الولايات المتحدة الأميركية.

اخترنا لك