ما هو الدور الذي لعبته المقاومة العراقية مع الشهيدين سليماني والمهندس؟

بكذبة شهيرة عن أسلحة دمار شامل استباحت أميركا وحلفاؤها العراق، برغم معارضة روسيا والصين وفرنسا استخدام القوة، مستغلة قراراً أممياً يهدد بغداد بعواقب وخيمة، ولم يكتف الأميركيون بالغزو والاحتلال، بل قاموا بحل الجيش العراق.

  • هي قصة العراق والمقاومة والاحتلال وهي صفحة لم تكد تطوى حتى فتحت أخرى
    هي قصة العراق والمقاومة والاحتلال وهي صفحة لم تكد تطوى حتى فتحت أخرى

بكذبة شهيرة عن أسلحة دمار شامل استباحت أميركا وحلفاؤها العراق، برغم معارضة روسيا والصين وفرنسا استخدام القوة، مستغلة قراراً أممياً يهدد بغداد بعواقب وخيمة. 

ولم يكتف الأميركيون بالغزو والاحتلال، بل قاموا بحل الجيش العراقي وسعوا إلى ضرب مؤسسات الدولة وتفكيكها، بهدف التحكم في المسار السياسي والنفوذ في المؤسسات الناشئة، وبحلول نهاية عام 2011، انسحبت جميع القوات الأميركية مثلما نصت عليه الاتفاقية الأمنية التي وقعها بوش عام 2008، برغم سعي خلفه أوباما إلى تمديد مدة البقاء.  

لكن أميركا عادت بقواتها وبتحالف دولي في عام 2014، تحت غطاء محاربة داعش بطلب عراقي رسمي، وهي الخديعة التي مكنتها من نشر خمسة آلاف من جنودها مجدداً، قبل أن ينخفض العدد خريف هذا العام بقرار من الرئيس دونالد ترامب إلى ثلاثة آلاف جندي، ولاحقاً منتصف الشهر المقبل إلى 2500 جندي، أي قبل أربعة أيام من رحيله المرتقب.

تحدث الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في حوار العام عن المقاومة العراقية والشهيدان القائدان قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس. قصة قرار مصيري ونضال ومسار عمل طويل في الميدان.. عن المنشأ والتأسيس والخيار، عن الانطلاقة دون غطاء يروي السيد نصر الله الوقائع بين من قاوم الأميركيين حقاً ومن قتل العراقيين فعلاً، بين مقاومين التقوا على هدف اخراج الاحتلال وإرهابيين وانتحاريين اجتمعوا على بث الفتنة المذهبية.

كذلك لفت السيد نصر الله إلى المقاومة التي أجبرت الجيش الأميركي على الانسحاب رغماً عن أنفه، والانتقال من ضفة تهديدات سليماني بقصف مقرات قوة القدس في إيران إلى التوسل إليه للانسحاب دون إطلاق النار.

إذاً السيد نصر الله أكد أن الأغلبية الساحقة من العمليات العسكرية ضد الاحتلال الأميركي في العراق نفذتها فصائل المقاومة، مشيراً إلى وجود تعمية إعلامية كبيرة على عمليات هذه الفصائل.

ولفت إلى أن المقاومة العراقية كانت تتلقى دعماً حقيقياً من قوة القدس والحاج قاسم سليماني، مشيرا إلى أنهما هددا من قبل واشنطن لوقف الدعم عن فصائل المقاومة العراقية.

السيد نصر الله قال للميادين إن الشهيد أبو مهدي المهندس "قائدٌ عظيم وشخصية شبيهة بالشهيد قاسم سليماني"، كما شدد على أن الشهيد المهندس كان شريكاً أساسياً في صنع الانتصارين على الاحتلال الأميركي و"داعش".

انطلاقاً مما ورد، قال الباحث في مركز الهدف للدراسات كاظم الحاج إن "الإعلام الغربي والخليجي حاول خلط الأوراق على العراقيين بشأن المقاومة الحقيقية للاحتلال الأميركي".

وفي حديثه إلى الميادين أوضح الحاج أن مواقف السيد نصر الله في حوار العام "كانت كتاريخ يكتب بشأن المقاومة العراقية". كما لفت إلى أن الشهيد سليماني كان حاضراً في توفير الدعم للشعب العراقي للتخلص من الاحتلال الأميركي. وتابع قائلاً إن "خيار المقاومة هو الخيار الوحيد للشعب العراقي وهذا ما تدركه واشنطن".

  • كاظم الحاج للميادين: مواقف السيد نصر الله في حوار العام كانت كتاريخ يكتب بشأن المقاومة العراقية

أما رئيس لجنة المتقاعدين العسكريين في الأردن العميد المتقاعد الدكتور علي الحباشنة، قال للميادين إن "هناك تنظيمات ادعت مقاومة الأميركيين بينما كانت من صنع واشنطن لتشويه المقاومة العراقية الحقيقية".

وأشار الحباشنة إلى أنه عندما انطلقت المقاومة الحقيقية، أنشأت واشنطن تنظيم داعش وقدمت له كل الدعم لإثارة الفتنة المذهبية، مضيفاً أن قوات الحشد الشعبي أوقفت المخطط الأميركي عندما قضت على داعش.

  • الحباشنة للميادين: هناك تنظيمات ادعت مقاومة الأميركيين بينما كانت من صنع واشنطن لتشويه المقاومة العراقية

من جهته، قال الخبير في الشؤون الأميركية سعيد عريقات إن بذور المقاومة العراقية انطلقت منذ اللحظة الأولى لبدء بول بريمر بتنفيذ أجندته، مضيفاً أن من مصلحة الاحتلال تشويه صورة المقاومة وعدم تسليط الضوء عليها وعلى انتصاراتها.

 ووفق عريقات فإن كبار المسؤولين الأميركيين كانوا يأتون خلسة إلى العراق من دون الاعلان عن زياراتهم مسبقاً.

وأضاف عريقات "العراق دولة غنية وقوية ولديها مقدرات شعبية ولذلك هي مستهدفة".

  • سعيد عريقات للميادين: بذور المقاومة العراقية انطلقت منذ اللحظة الأولى لبدء بول بريمر بتنفيذ أجندته

فبين كون العراق بلداً محتلاً ومستهدفاً من الإرهاب المدعوم دولياً، وتحوله إلى ركيزة أساسية في محور المقاومة، لا يزال العراق يتعرض لمحاولات من الأميركيين المحتلين لزعزعة استقراره سياسياً وأمنياً، ولا سيما عبر زرع الفتنة بين العراقيين.

ومع ذلك لم يعد التهديد الإرهابي، مصوغا لوجود ثلاثة آلاف جندي أميركي، فالعراقيون بحزم يخوضون معارك التطهير، جيشا وحشدا شعبيا. 

يدرك الأميركيون أن العراق، قد بات أحد أقطاب محور المقاومة، بفصائل تتبنى مشروع إخراج القوات الأجنبية طوعاً أو كرها، وعينها على فلسطين أيضاً. 

وذاك أحد أهم الدوافع وراء الإبقاء على وجودهم، وأمر يقلق حليفتهم "إسرائيل"، فالعراق أصبح مصدر تهديد صاروخي لا يستهان به، يضاف إلى ترسانة الصواريخ التي تحيط بالإسرائيليين... من كل صوب.