إيران: وفاة آية الله العلامة مصباح يزدي
وفاة العلامة الفقية آية الله محمد تقي مصباح يزدي في أحد مستشفيات طهران بعد معاناة مع المرض. له مؤلفات وكتب عديدة في الفلسفة الإسلامية والمقارنة والأخلاق والعقيدة الإسلامية والفلسفة.
-
آية الله العلامة محمد تقي مصباح يزدي
توفي مساء اليوم الجمعة، آية الله العلامة محمد تقي مصباح يزدي عن عمر يناهز (86 عاماً) الأستاذ في الحوزة العلمية في قم جنوب العاصمة طهران والعضو في مجلس "خبراء القيادة"، وفق ما أعلن مكتب رئيس مؤسسة "الإمام الخميني" التعليمية والبحثية في بيان.
وكان الفقيد يزدي يعاني منذ فترة من مرض في الجهاز الهضمي، ويرقد في أحد مستشفيات طهران لغرض المعالجة، وتوفي بعد تدهور وضعه الصحي، وفق ما أفادت به "وكالة أنباء فارس".
آية الله يزدي كان عضواً في مجلس خبراء القيادة، ورئيس مؤسسة "الإمام الخميني".
ولد آية الله محمد تقي مصباح يزدي عام 1934 في مدينة يزد، وسط إيران. وأنهى دراسة المقدمات في العلوم الدينية في يزد، وهاجر بعدها إلى النجف الأشرف لإكمال دراساته الحوزوية، ثم غادرها بسبب الضائقة المالية، مهاجراً إلى قم المقدسة لمواصلة تحصيله العلمي.
شارك في دروس الإمام الخميني، في الفترة بين 1952 و1960، حيث تتلمذ على يد العلامة المرحوم الطباطبائي في دروس تفسير القرآن، وفلسفة إبن سينا، وملا صدرا. وشارك قرابة 15 عاماً في درس فقه آية الله بهجت.
بعد نفي الإمام الخميني، واصل العلامة يزدي أبحاثه وتحقيقاته في الموضوعات الاجتماعية للاسلام، بما فيها الجهاد والقضاء والحكومة الاسلامية.
مارس العلامة يزدي نشاطاته السياسية قبل الثورة في إيران، وكان له دور فعّال في المجال الثقافي إلى جانب رفاقه الثوريين من العلماء الدينيين، أمثال آية الله الشهيد بهشتي، وآية الله الشهيد مرتضى مطهري والشهيد باهنر والشيخ هاشمي رفسنجاني الراحل. وبادر في تلك الفترة إلى إصدار عدة نشريات بما فيها "بعثت" و"انتقام".
كما شارك معهم في سبيل تطوير الحوزة العلمية، وتقريبها إلى الجامعة. وقام برفقة آية الله جنتي، وآية الله بهشتي وآية الله قدوسي بإدارة مدرسة "حقاني" للعلوم الدينية بقم وألقى فيها دروساً في علم الفلسفة، علم الأخلاق، وعلوم القرآن لمدة 10 سنوات. وبدعم وتشجيع من الامام الخميني، أسس عدة مؤسسات ثقافية ودينية، بما فيها مؤسّسة "في طريق الحقّ" العلمية الثقافية، ثم قام بتأسيس قسم تعليمي فيها.
وبعد انتصار الثورة في إيران اختير الشيخ مصباح يزدي عضواً فعّالاً في اللجنة الثورية الثقافية، وشارك في فعاليات تأسيس مكتب التنسيق بين الحوزة والجامعة، وإصلاح نظام الحوزة العلمية، وقد قام بتشجيع من الإمام الخميني بتأسيس مؤسّسة باقر العلوم العلمية التحقيقية، ثم بتأسيس مؤسسة الإمام الخميني للتعليم والبحث العلمي.
انتخب عام 1990 نائباً عن محافظة خوزستان في مجلس خبراء القيادة لدورته الثانية، كما أنتخب فيما بعد نائباً عن أهالي طهران في المجلس ذاته للدورتين الثالثة والرابعة.
في الفترة الأخيرة قبيل وفاته، شغل العلامة يزدي منصب رئاسة مؤسسة الإمام الخميني، ورئاسة المجلس الأعلى للمجمع العالمي لأهل البيت، وعضوية جماعة المدرّسين في الحوزة العلمية بمدينة قم إلى جانب عضوية المجلس الأعلى للثورة الثقافية، وممثل أهالي محافظة خراسان الرضوية في مجلس خبراء القيادة.
له مؤلفات وكتب عديدة في الفلسفة الإسلامية والمقارنة والإلهيات والأخلاق والعقيدة الإسلامية من بينها: معرفة الله، معرفة الكون، معرفة الإنسان، معرفة القرآن، الأخلاق في القرآن، المجتمع والتاريخ في الرؤية القرآنية، الحقوق والسياسة في القرآن، الحرب والجهاد في القرآن، المنهج الجديد في تعليم الفلسفة، وغيرها.