باراك يفرغ كل استراتيجية "إسرائيل" التي قادها نتنياهو

أُثيرت التساؤلات، المبطنة بانتقادات، حول جدوى السياسة التي قادتها "إسرائيل" ضد إيران، والتي عبر عنها إيهود باراك بالقول إن السيطرة مقابل إيران ضعفت، والإيرانيون باتوا اليوم في موقع أكثر تقدماً في مجالي الصواريخ والنووي، وتحميل نتنياهو مسؤولية هذا الفشل.

  • إيهود باراك يعترف: السيطرة في مواجهة إيران ضعفت
    إيهود باراك يعترف: السيطرة في مواجهة إيران ضعفت

في موازاة مسارعة المسؤولين الإسرائيليين إلى إطلاق التهديدات ضد إيران على خلفية إعلانها بدء مرحلة التخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المئة، وتكثيف حملة التحريض عليها، سارع خبراء ومعلقون ومسؤولون سابقون إلى قراءة دلالات القرار الإيراني، وما ينطوي عليه من رسائل للادارة الآميركية الجديدة.

فيما أُثيرت التساؤلات، المبطنة بانتقادات، حول جدوى السياسة التي قادتها "إسرائيل" ضد إيران، والتي عبر عنها إيهود باراك بالقول إن السيطرة مقابل إيران ضعفت، والإيرانيون باتوا اليوم في موقع أكثر تقدماً في مجالي الصواريخ والنووي، وتحميل نتنياهو مسؤولية هذا الفشل.

مقاربة كلام باراك ينبغي تفسيرها من أكثر من زاوية:

الزاوية الأولى: هي هوية الشخص المتكلم، فايهود باراك هو من تكلم وليس محلل أو خبير هو رئيس حكومة سابق ووزير أمن سابق ورئيس أركان سابق، وبالتالي هو يمثّل ما يمثّل يحمل معه من خلال هذا الكلام  كل هذه الدلالات التي تعسكها المناصب التي شغلها.

النقطة الثانية بموضوع الهوية، هو أن باراك كان شريك بنيامين نتنياهو في آخر منصب له  كان وزير الامن لنتنياهو، وعندما وصلت التهديدات الاسرائيلية أيام الرئيس الأميركي باراك أوباما ضد إيران إلى أعلى السقف ولوحت "إسرائيل" بالخيار العسكري ضد إيران، كان باراك وزير الامن وبالتالي أن يصدر عنه هذا الكلام ومن هذا الشخص تحديداً عن شريك نتنياهو هذا له أهمية.

والزاوية الثانية هي مناسبة هذا الكلام، والمناسبة هي اولاّ إعلان إيران رفض تصيب اليورانيوم إلى 20% وثانياً هو التهديدات الاسرائيلية التي صدرت، هذا يقودنا إلى النقطة الثالثة والتي لها علاقة بالمضمون.

فمضمون كلام باراك على قدر كبير من الأهمية، هو بحكم شخصيه ومناصبه وخبرته ينبغي التعامل مع هذا الكلام، باراك يفرغ كل استراتيجية "إسرائيل" التي قادها بنيامين نتنياهو.

تخبط أميركي بشأن إيران

أما فيما يتعلق بالإدارة الأميركية الحالية، هناك تخبّط واضح في مواقف هذه الادارة تجاه الملف الإيراني بشكلٍ واضح، وهذا ما رأيناه جلياً في التصرف بالموارد العسكرية الأميركية، وكان واضحاً من خلال القرار المتعلق بحاملة الطائرات التي أرسلت إلى المنطقة لمواجهة كما تقول الإدارة الأميركية التهديدات الإيرانية، ومن ثم قررت سحبها بعد انتهاء مهمتها إلى الولايات المتحدة ومن ثم يسار إلى قرار آخر بتجميدها في موقفها.

في المقابل، الخطوة الإيرانية التي فيها أيضاً رسالة واضحة أو رداً لعدم التزام الأورويين  بمواقفهم تجاه الموقعين الأوروبيين فيما يتعلق بالاتقاف النووي، تساعد إدارة بايدن في المرحلة المقبلة على حث الخطى بهدف العودة للاتفاق النووي.

وهذه نقطة جوهرية مهمة، خصوصاً نحن نعلم أن قبل أيام قليلة كانت هناك رسالة قدمها كثر من 100 عضو في الكونغرس قالوا لادارة بادن أن العودة للاتفاق النووي مع إيران ينطوي على رفع العقوبات الأميركية المفروضة عليها.

هل هناك من تفاعل في الوسط الإسرائيلي؟

الخطاب الرسمي الاسرائيلي الذي عبّر عنه نتنياهو ووزير الخارجية ووزير الأمن ووزاء آخرين ووزير الاستخبارات، فالخطاب الرسمي يقوم على أكثر من اتجاه.

يقوم على اتجاه، التحريض ضد إيران بالدرجة الأولى، من خلال تحريض المجتمع الدولي، ومحاولة حشد المجتمع الدولي للضغط على إيران أكثر في موضوع العقوبات وغيرها، والاتجاه الثاني على تهديد إيران.