آخر ما قاله أنيس النقاش على الميادين

الميادين تنشر آخر ما قاله منسّق شبكة أمان للبحوث والدراسات الإستراتيجية أنيس النقّاش ضمن برنامج "عشرية النار".

  • آخر ما قاله أنيس النقاش على الميادين
    آخر ما قاله أنيس النقاش على الميادين

في آخر حديث له ضمن برنامج "عشرية النار"، قال منسّق شبكة أمان للبحوث والدراسات الاستراتيجية أنيس النقّاش إنّ "بداية الحرب على المنطقة بدأت منذ انتصارنا في عام 2000 في جنوب لبنان، وبعد انتصارنا.. منظر الحشود الشعبية وهي تذهب إلى أراضيها وتحرر أراضيها كان بالنسبة للكيان الصهيوني وللغرب وللحلفاء في المنطقة منظر مخيف جداً على أنّ هذه مدرسة ممكن أن تقلب كل المعادلات".

وأضاف: "بعد ذلك، جاءت الانتفاضة المسلّحة في فلسطين، وهي وصلت إلى مستوى عال جداً من العنف والقتال بحيث كان الشعب الفلسطيني لا يأبه بشيء من القدرات الإسرائيلية".

وأوضح النقاش أنه "وفي نفس الوقت الذي كان ينهار فيه كل هذا المشهد الغربي الصهيوني في المنطقة وقدراته أمام حشود شعبية وأمام مقاومة شعبية.. كان هناك عطش كبير في الغرب للنفط في المنطقة".

وتابع: "نفط السعودية مؤمّن ولكن نفط العراق غير مؤمّن، وهو من أهم أنواع النفط الخفيف. ولذلك بدأت المحاكاة بين حاجتين، حاجة انقاذ أمن الكيان الصهيوني وحاجة الغرب لنفط المنطقة".

  • الراحل أنيس النقاش: الانتصار في لبنان والحاجة للنفط دفعا واشنطن لتعزيز تدخلها بالمنطقة

احتلال العراق هدفَ لاستسلام سوريا

ورأى الراحل النقاش أن  استهداف سوريا بدأ من احتلال العراق، حيث جاء كولن باول "وهو يعتقد على أن إسقاط العراق كان يكفي لاستسلام سوريا.. وبكل وقاحة حمل شروطه وذهب إلى دمشق وضعها أمام الرئيس بشار الأسد".

لكن الرئيس السوري رفض الشروط، وكانت هذه "أول مفاجأة لهم"، لأنهم "وجدوا أنّ هناك عدم تفاعل في سوريا وعدم تفاعل في لبنان، فكان القرار الثاني هو ضرب لبنان في 2006 لإخضاع المقاومة". 

  • الراحل أنيس النقاش: الأميركيون اعتقدوا أن الحرب على العراق كافية لإخضاع سوريا

وأشار النقاش إلى السيناريو الذي رسم بعد هزيمة "إسرائيل" عام 2006 في لبنان، والذي كان يقضي بـ"أخذ المنطقة العربية من الداخل، بما سُمّي بالربيع العربي المزوّر، الذي حرّكوا فيه قوى سياسية وإعلامية من أجل أن يتفجّر الوضع العربي من الداخل تحت عناوين لطيفة".

ولكن الهدف، بحسب النقاش، كان "ضرب المنطقة، فعندما لا تستطيع أن تهيمن عليها عسكرياً، ومن خلال إسقاط بغداد، فعليك أن تفجرها من الداخل". 

الدور الإسرائيلي في أحداث "عشرية النار"

وقال النقاش إن "إسرائيل" كانت تقرأ "قراءة سليمة للمخاطر التي تواجهها من إيران، وسوريا، وحزب الله. وكانت تتابع تصاعد قدراتهم، ولا تنسى هزيمتها في 2006، وهي تعرف أنّ الهزيمة سببها صمود المقاومة في لبنان، الدعم السوري للمقاومة، ودعم إيران لها".

ولذلك كانت "تتمنى بأن تسقط الدولة السورية بأي شكل من الأشكال، وعلى أيدي من يكون، لأنها تعرف كيف تدير الأزمة بعد ذلك، وكان الهدف هو تدمير الجيش العربي السوري كهدف أساسي، إسقاط الدولة السورية كدولة أساسية، ثمّ المجيء بأطراف تستطيع أن تحكم البلد ولكن تكون مرتبطة بالمشروع الغربي".

  • الرحل أنيس النقاش: "إسرائيل" أرادت ضرب الدولة السورية من خلال المعارضة المسلحة

وتابع: "شاهدنا كيف أنّ كافة المعارضات التي ظهرت على السطح كانت مموّلة ومدعومة من الدول العربية النفطية ومن دول الغرب التي حشد لها إعلامياً.. أنت تريد أن تتحرر في سوريا لا تتحرر على يد الغرب ولا الصهيونية ولا تتحرر على أموال النفط العربي الذي لا يعرف ما معنى ديمقراطية. ولكن إذا أردت أن تتحرر حقيقةً عليك أن تلتحق بمحور المقاومة".

محور المقاومة والحرب على سوريا

وقال النقاش إن محور المقاومة عرف أنّ هناك "سيناريو لإسقاط الدولة السورية، وعرف أنّ الهدف هو إسقاط محور المقاومة وهذا العمود الأساسي".

وأكّد أنه "منذ البداية كان يعرف أن المستهدف هو النظام والدولة السورية بمكوناتها كدولة وكرئيس وكجيش وكشعب ومكوّنات وموقع جغرافي، هذا لا شكّ به".

وتابع: "لذلك كان الحوار أنّه ما الذي يجب أن نواجه به؟ فكان هناك صعوبة من البداية أن يتحرك محور المقاومة ويتدخل بغير سيناريو إصلاح ذات البين، لأنه كان لا يزال في البداية تظاهرات، والبعض كان يقول أنّ هذا شبيه بما يحصل في الدول الأخرى".

  • الراحل أنيس النقاش: محور المقاومة عرف أنه المستهدف من الحرب على سوريا

ولكن عندما دخلت المجموعات المسلحة تبيّن أنّ هؤلاء إذا انتهوا من سوريا سيأتون الى مناطق أخرى، ولذلك "الرئيس بوتين في 4 مناسبات علنية قال: وجودنا في سوريا هو لمحاربة الإرهاب قبل أن يصل إلينا، هذه إحدى الأسباب الرئيسية".

وتابع: "لذلك منذ بداية المعارك في سوريا عندما دخلت المقاومة وحررت مدينة القصير نعود إلى اعترافات السفير الأميركي فورد الذي قال أكثر من المرة على أنه ما أن دخل حزب الله الى القصير اكتشفت أنّ السيناريو العائد لنا فشل وأننا لم نأخذ أبداً بالحسبان هذا التدخل".

وبالتالي فإنه بم يأت ببال أحد من المخططين مسألتان: "أن تدخل إيران وحزب الله على الأرض للقتال، وأن تأتي روسيا أيضاً للقتال.. هذا ليس موجوداً في أي تقرير أميركي".

وختم النقاش قائلاً: "كلمة الحرب الكونية على سوريا ليست مبالغ فيها، وانتصار محور المقاومة في صدّ هذه الحرب له مردوده بحجم الكونية.. الانتصار سيكون أيضاً بحجم هذه الهزيمة للقوة الكونية".

اخترنا لك