الانتخابات البريطانية.. اختبار جديد لجونسون

عمليات فرز الأصوات مستمرة في بريطانيا، مع توّقع استغراقها وقتاً أطول من العادة نتيجة القيود المفروضة بسبب الجائحة.

  • رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون
    رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون

أدلى الناخبون البريطانيون يوم أمس الخميس، بأصواتهم في انتخابات محليّة تشكّل اختباراً لرئيس الوزراء بوريس جونسون، ووحدة المملكة المتحّدة حيث يأمل الانفصاليون في اسكتلندا في تحقيق نصر مدوّ لتمهيد الطريق أمام استفتاء جديد لتقرير المصير. 

وأغلقت مراكز الاقتراع في الساعة 21:00 بتوقيت غرينتش، لتبدأ بذلك عمليات فرز الأصوات التي يتوقّع أن تستغرق وقتاً أطول من العادة نتيجة القيود المفروضة بسبب الجائحة، ما سيؤخّر صدور أولى النتائج حتّى يوم الجمعة على أن تتوالى تدريجياً خلال عطلة نهاية الأسبوع. 

ودعيّ 48 مليون ناخب للإدلاء بأصواتهم في هذه الانتخابات، التي أرجئت لمدة عام بسبب كورونا، لتجديد حوالى خمسة آلاف مقعد في 143 برلماناً محلياً في إنكلترا، ولاختيار رئيس بلدية العاصمة لندن وأعضاء برلماني مقاطعتي ويلز واسكتلندا. 

وفي اسكتلندا المقاطعة التي يبلغ عدد سكانها 5,5 ملايين نسمة، قد تكون هذه الانتخابات حاسمة لمستقبل المملكة المتحدة. 

وفي حال فوز الاستقلاليين الحاكمين بالأغلبية في البرلمان المحلي، تنوي رئيسة الوزراء نيكولا ستورجون زعيمة الحزب الوطني الاسكتلندي الضغط على الحكومة المركزية في لندن لتتمكن من تنظيم استفتاء جديد حول استقلال المقاطعة.

وقالت ستورجون في تغريدة على تويتر إنّ المنافسة على أشدّها والفارق ضيّق للغاية، داعية الناخبين للإدلاء بأصواتهم في "ما يمكن أن يكون أهمّ انتخابات قد يتذكّرها أيّ منّا".

ويرى محللون أن هذه الانتخابات تشكّل اختباراً مزدوجاً، بالنسبة لبوريس جونسون بعد صعود المحافظين بقوة في الانتخابات التشريعية في نهاية 2019 مع الوعد بإنجاز خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وقد تحقق ذلك فعلياً لكن في أيرلندا الشمالية خصوصاً، رافقته اضطرابات أدت إلى إحياء التوتر بين المجموعتين.

وقال جونسون في تسجيل مصوّر نشره على حسابه في موقع تويتر الخميس "إنّه يوم عظيم للغاية"، داعياً البريطانيين للتصويت لحزبه المحافظ في مواجهة المعارضة التي لا تفعل شيئاً سوى "ممارسة ألاعيب سياسية".

كما تشكّل الانتخابات اختباراً لزعيم المعارضة العمالية كير ستارمر الذي سيخضع لحكم صناديق الاقتراع للمرة الأولى منذ توليه قيادته في نيسان/إبريل 2020 بعد هزيمته التاريخية في الانتخابات التشريعية. 

وما زال جونسون، الذي يشدد على نجاح حملة التطعيم ضد فيروس كورونا، يتصدر استطلاعات الرأي على الرغم من الفضائح بما فيها تمويل تجديد شقته الرسمية والحصيلة الهائلة لوفيات الوباء التي بلغت 127 ألفاً و500. 

والرهان واضح حول هارتلبول معقل حزب العمال في شمال شرق انكلترا الذي قد يتحول إلى محافظ من خلال انتخاب نائب جديد بعد استقالة المسؤول المنتخب المنتهية ولايته المتهم بتحرش جنسي. 

وسيكون لذلك طابعا رمزياً كبيراً بعد استيلاء المحافظين في 2019  على "الجدار الأحمر" أي هذه المناطق التي تأثرت بتراجع التصنيع في شمال انكلترا. 

وفي لندن يبدو حزب العمال في وضع أفضل بكثير، فبعد خمس سنوات من انتخابه رئيساً للبلدية وكان أول مسلم يشغل منصباً من هذا النوع في عاصمة غربية كبرى، تشير استطلاعات الرأي إلى تقدم صادق خان لولاية ثانية بفارق كبير عن المحافظ شون بيلي.

 

اخترنا لك