إدارة بايدن تصر على انتهاج سياسة الضغوط القصوى ضد خصومها.. فماذا في حساباتها؟
دعوة من رئيس الأركان الأميركي إلى تجنب الحرب بين الدول الكبرى، يقابلها تنديد روسي بالخطوات الأميركية التي تقود العالم إلى الحروب عبر اعتبار إصرار واشنطن على الانسحاب من معاهدة الأجواء المفتوحة خطأ سياسياَ جديداَ للإدارة الأميركية.
-
تخيم أجواء أشبه بالحرب الباردة بين روسيا وأميركا كادت تجر الجانبين إلى حرب ساخنة
واشنطن تحذر من انهيار الوضع الأمني العالمي، وتدعو إلى عدم السماح بوقوع حرب مستقبلاً، وموسكو ترد بأن أميركا مسؤولة عن عدم نقاش الحد من التسلح لرفضها العودة إلى الأجواء المفتوحة.
"السلام بين الدول العظمى في وضع صعب، وهو على شفير الانهيار"، بحسب رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الأميركية الجنرال مارك ميلي، الذي شدد على "عدم السماح بوقوع حرب في المستقبل"، وهو ما يثير الأسئلة عن التناقضات في السلوك الأميركي.
لكن أسئلة تطرح مع وصول الرئيس الأميركي جو بايدن إلى البيت الأبيض، لماذا فتح الأخير النار باكراً على موسكو ولم يستثنِ حتى رأس الهرم الرئيس بوتين؟ ليعلن لاحقاً عدم رغبته بالعودة للانضمام إلى معاهدة الأجواء المفتوحة التي انسحب منها سلفه ترامب.
هذه الخطوة، رآها نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف كأحد عوامل "وصول السلام والأمن العالمي إلى حافة الانهيار"، مؤكداً أن رفض واشنطن العودة إلى اتفاقية الأجواء المفتوحة "لا يساهم في خلق مناخ ملائم لمناقشة الحد من التسلح".
إدارة بايدن لم تكتفِ فقط بالالتزام بسياسة ترامب العقابية ضد الدول المخالفة لإرادة واشنطن، بل ذهبت إلى التشدد أكثر في سياسة الحصار وتجويع الشعوب، يقول مراقبون.
بين دخوله البيت الأبيض رئيساً، وقمته الثنائية مع بوتين قريباً على أرض محايدة، تمضي 6 أشهر من تصاعد للتوتر بين الولايات المتحدة وروسيا، أثارته خلافة بايدن لترامب.
نسبياً تراجع التوتر قليلاً، لكن الروس ليسوا مرتاحين للرئيس الديموقراطي، بل في خشية من تعزيز علاقات ضفتي الأطلسي، بعدما تراجعت وكانت مهددة، وفي أوروبا ينتابهم شعور بتنامي نازية جديدة.
تخيم أجواء أشبه بالحرب الباردة، كادت تجر الجانبين إلى حرب ساخنة، على خلفية أزمة أوكرانيا، والحشد المتبادل للقوات تأهباً، بعد تأجج الأوضاع في إقليم دونباس، قبل أن تسحب روسيا قواتها من المنطقة الحدودية.
قبلها أصر الأميركيون والأوروبيون على استهداف روسيا، في شأن داخلي ذي صلة بالمعارض أليكسي نافالني، تحت غطاء حقوق الإنسان وانتهاكها، بينما رفضت موسكو تدخل الغرب في شؤونها.
وكعادة الأزمات السياسية بينهما، تبادل الروس ودول غربية، على رأسها الولايات المتحدة، طرداً للدبلوماسيين، وأثيرت أزمات عديدة ضد موسكو، في ظل فرض للعقوبات وردود على الأفعال روسيا.
ثمة خلافات عديدة بين الروس والأميركيين، فلا يزال الوجود العسكري للجانبين في سوريا، وتباين الرؤيتين للنزاع هناك، مثاراً للخلاف وحتى تأججه.
على طاولة بايدن - بوتين ستكون الأجندة ثقيلة، بالنظر إلى ملفات شائكة تشمل أيضاً نشر الصواريخ وسباق التسلح، وتطويقاً أميركياً أطلسياً لروسيا، يقابله توسيع للنفوذ تعززه موسكو في المياه الدافئة.
وكما هي على الدوام طبيعة علاقة بلديهما، تبقى التوقعات حذرة في التفاؤل بنتائج قمة جنيف المرتقبة، فأصل الخلافات صراع قوتين عالميتين، إحداهما تحاول الاحتفاظ بالهيمنة، وأخرى ترى نفسها أحق باستعادة النفوذ.
مدير معهد السياسات الدولية، باولو فون شيراك، قال إن "واشنطن تعتبر أن الصين ابتعدت عن القانون الدولي وتصرفاتها تنافي القانون العالمي"، مشيراً إلى أن "أولويات إدارة بايدن هي محلية داخلية وليست لديها شهية لشن الحروب".
فون شيراك، أضاف للميادين أنه "لم أرَ أية خلافات ملحوظة وكبيرة داخل الإدارة الأميركية بشأن كيفية التعامل مع روسيا"، معتبراً أن "الصين لا تحترم القوانين الدولية بعد الحرب العالمية الثانية وتنتهك قانون الملكية".
ونوه إلى أن روسيا "ليست قوة اقتصادية كبرى كالصين لكنها تملك أسطولاً هائلاً من الصواريخ العابرة للقارات"، لافتاً إلى أن "التوصل إلى اتفاق بين روسيا والولايات المتحدة سيكون انجازاً على صعيد السلام العالمي".
#المسائية | باولو فون شيراك لـ #الميادين : #واشنطن تعتبر أن #الصين ابتعدت عن القانون الدولي وتصرفاتها تنافي القانون العالمي. #أميركا pic.twitter.com/mbIr0y9bSc
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) May 28, 2021
من جهتها، مديرة مركز آسيا والشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية، ايلينا سوبونينا، قالت إن "على واشنطن التفكير قبل القيام بخطوات غير مدروسة وتدخلاتها في الشرق الأوسط خير دليل".
سوبونينا أشارت للميادين أن "جو بايدن يستخدم أسلوب العصا والجزرة في التعامل مع روسيا"، وأضاف "أعتقد أن القمة بين بايدن وبوتين ستركز على معاهدات استراتيجية مهمة بين موسكو وواشنطن".
#المسائية | إيلينا سوبونينا لـ #الميادين : على #واشنطن التفكير قبل القيام بخطوات غير مدروسة وتدخلاتها في #الشرق_الأوسط خير دليل. #أميركا #روسيا #الصين pic.twitter.com/vHLvIUnGBh
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) May 28, 2021
بدوره، الكاتب والصحافي أحمد أصفهاني قال "أتوقع حدوث صدامات بالوكالة لأننا وصلنا إلى مرحلة عالية من الاستقطاب بين واشنطن وخصومها"، منوهاً إلى أن "الصين انتقلت من مرحلة الاعتدال العسكري إلى البناء العسكري وهذا ما يقلق واشنطن".
#المسائية | أحمد اصفهاني لـ #الميادين : #الولايات_المتحدة تدرك أن #الصين قادرة على أن تتحول إلى قوّة تهديد سياسية واقتصادية وعسكرية بالمستقبل القريب. #أميركا #الصين pic.twitter.com/L5Uwx41E4k
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) May 28, 2021