رحيل السيد محتشمي بور بعد عقود من النضال والمقاومة

توفي وزير الداخلية الايراني الأسبق وعضو مجمع علماء الدين المناضلين وأحد مؤسسي حزب الله عام 1982، والجريح نتيجة محاولة اغتيال من قبل الاحتلال الإسرائيلي، السيد علي أكبر محتشمي بور، بعد معاناة مع إصابته بفيروس كورونا.

  •  وزير الداخلية الإيراني الأسبق وعضو مجمع علماء الدين المناضلين السيد علي أكبر محتشمي بور
    وزير الداخلية الإيراني الأسبق وعضو مجمع علماء الدين المناضلين السيد علي أكبر محتشمي بور

توفي وزير الداخلية الإيراني الأسبق وعضو مجمع علماء الدين المناضلين السيد علي أكبر محتشمي بور، صباح أمس الإثنين، بعد معاناة مع إصابته بفيروس كورونا، في مستشفى "خاتم الأنبياء" بطهران، إثر إصابته بفيروس كورونا عن عمر ناهز 75 عاماً، بعد سنوات طويلة من النضال، حيث نعاه المرشد الإيراني السيد علي خامنئي، معتبراً أن "مسيرة النضال الجهادي لمحتشمي بور التي تكللت بخدماته الثورية في عهد إيران والمناصب القيادية التي تقلدها، تشكل سجلاً قيماً يبعث على الفخر".   

من هو محتشمي بور؟

درس محتشمي في مدينة النجف العراقية، حيث أمضى وقتاً طويلاً مع الإمام الخميني، ورافقه في فترة المنفى في كل من العراق وفرنسا. 

وتولى بور مناصب رفيعة المستوى في إيران، بداية كسفير لطهران بدمشق عام 1982، ثم عين وزيراً للداخلية الإيرانية خلال الفترة من 1985 إلى 1989، وممثلاً لطهران في مجلس الشورى الإسلامي خلال الدورتين الثالثة والسادسة، ومستشاراً لرئيس الجمهورية الإسلامية في الشؤون الاجتماعية خلال الفترة من 1997 الى 1999.

كما كان الراحل عضواً في اللجنة المركزية لرابطة علماء الدين المناضلين والأمين العام السابق للمؤتمر الدولي لدعم القدس وحماية حقوق الشعب الفلسطيني.

محتشمي بور وتأسيس حزب الله

خلال توليه منصبه في سوريا، لعب محتشمي بور دوراً في المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي، فكان من الشخصيات التي أسست حزب الله في لبنان عام 1982، وأعلن الحزب عن ذلك في بيان تعزيته، مشيراً إلى أن "الفقيد بذل جهوداً كبيرة عام 1982، بعد الاجتياح الإسرائيلي لمناطق ‏واسعة من لبنان مع شهيدنا القائد السيد عباس الموسوي وإخوة ‏آخرين من أجل إطلاق المقاومة الإسلامية في لبنان، وقَدم لها كل أشكال الدعم الممكن".

كما أعلن مكتب محتشمي بور عن ذلك لافتاً في بيانه إلى أنه "كان من مؤسسي حزب الله لبنان"، موضحاً أن "السيد محتشمي بور قضى عمره في سبيل رفع راية الإسلام والثورة وتحرير القدس الشريف والدفاع عن المظلومين، ولم يألُ جهداً في تقديم جسمه وروحه في هذا السبيل".

إصابة محتشمي بور نتيجة لجهاده ضد الاحتلال

نتيجة لعمله في دعم المقاومة اللبنانية والفلسطينية، تعرض بور إلى محاولة اغتيال من قبل الاحتلال الإسرائيلي في سوريا، ونتيجةً لذلك أصيب في يديه وجرح في وجهه وصدره، وأعلن عن ذلك السيد خامنئي أثناء نعيه، مشيراً الى أن "محتشمي بور تعرض للإصابة إثر عمل إرهابي من جانب الأعداء".

ووصف رئيس السلطة القضائية الإيرانية والمرشح للانتخابات الرئاسية السيد إبراهيم رئيسي، في بيان التعزية بمحتشمي بور، بأنه "كان أحد المجاهدين في طريق تحرير القدس الشريف، ومن رواد مقارعة الكيان الصهيوني الغاصب، لذلك نال شرف التضحية بعد إصابته في حادث إرهابي في هذا الطريق".

أما حزب الله فاعتبر في هذا الصدد أن "جهود الفقيد الكبيرة في خدمة القضية الفلسطينية ونُصرتها معروفة للجميع، وما زالت جراحه ‏الدامية في يديه ووجهه وصدره جراء محاولة اغتياله شاهدةً على موقعه الجهادي الكبير، ‏خصوصاً في تلك المرحلة من الصراع مع العدو الصهيوني".

وأعلن مكتبه في بيان نعيه أنه "كان على أعتاب الاستشهاد في التفجير الذي نفّذه عملاء الكيان الصهيوني الغاصب في القدس عام 1983".