الإيرانيون يردون على التضليل الإعلامي في صناديق الاقتراع
مع إغلاق صناديق الاقتراع والبدء بفرز الأصوات، لن يألو خصوم إيران وأعدائها جهداً للتقليل من أهمية ما جرى في الأيام الأخيرة.
-
انتخب الإيرانيون رغم الدعايات الدولية المصممة على تشويه كل ما يتعلق ببلدهم
مرّ استحقاق الانتخابات الرئاسية الإيرانية بسلام، على الرغم من عشرات وسائل الإعلام الدولية المصممة على تشويه كل ما يتعلق بإيران، حتى في تلك الدول التي لا تشهد أي ممارسة شعبية إلا في مبايعة الملك والأمير.
ليس هناك ما يدعو للمفاجئة في كل الحملات والتي بلغت حد الاعتداء على الناخبين الإيرانيين المغتربين في بريطانيا على يد جماعة "خلق"، بهدف ترويعهم والحد من نسبة المشاركة للتشكيك لاحقاً بنتيجة الانتخابات.
الولايات المتحدة دخلت بدورها على خط الاستحقاق الرئاسي الإيراني باكراً، في الأشهرة الأخيرة، على الرغم من الإيجابية التي تسير بها المفاوضات النووية في فيينا، حيث تركزت الدعاية الأميركية على أن الحرس الثوري الإيراني بات يسيطر على مؤسسات الحكم الإيرانية بالكامل.
ادعاء تدحضه تركيبة النظام الإيراني والذي يقوم في جزء من فلسفته على ما نادى به حكماء اليونان من آلاف السنوات حين تحدثوا عن حكم "الفرد العادل" (أو حكم الإنسان الفاضل)، مع لحاظ رأي الشعب في كافة مفاصل السلطة، بما في ذلك "الولي الفقيه" الذي يُنتخب وفق آلية فريدة من نوعها في العالم.
ومع إغلاق صناديق الاقتراع والبدء بفرز الأصوات، لن يألو خصوم إيران وأعدائها جهداً للتقليل من أهمية ما جرى في الأيام الأخيرة، مع التصويب باتجاه فكرة أن البلاد بأسرها قد خسرت سماتها الديمقراطية مع سيطرة الحرس الثوري على مفاصل الدولة.
والحقيقة أن نسبة المشاركة في هذه الإنتخابات تُعد إنجازاً للنظام الإيراني في ظلّ الحملات الإقليمية والدولية الكثيفة لكف الناخبين عن الاقتراع ومحاولة بث اليأس من نتائجها، في حين أن الشعار الرئيس للمرشح الأبرز في الانتخابات السيد إبراهيم رئيسي هو مكافحة الفساد والاهتمام بالأطراف في استجابة مباشرة لمزاج الشعب.
ومع أن جزءاً كبيراً من الدعاية الغربية والعربية المضللة على صعيد الاستحقاق الرئاسي الإيراني تجد صداها لدى الجاهلين بقوة النظام ومدى تجذره في الوعي الحضاري للشعب الإيراني، فإن نفس هذه الدعاية تسقط أمام أحداث قريبة كالعقوبات الأميركية المستمرة بهدف إفقار وتجويع وحصار الشعب الإيراني، حتى أنّ قضية إنسانية عالمية كوباء "كوفيد 19" لم تُحدث أي خرق في جدار الحصار الأميركي.
ومهما حاول الأميركيون وحلفائهم رمي كرة الوضع الإقتصادي الإيراني على الحكومة أو السلطة أو النظام، فإنّ الممارسات المعلنة لواشنطن وتهديداتها المستمرة لن تسقط في القريب من أذهان وذاكرة الإيرانيين الذين يشهدون هذه الأيام على انتصار صمودهم في فيينا كما في ساحات الشرق الأوسط.
عامل أخر يفسر سبب المزاعم الأميركية بخصوص دور الحرس الثوري، ويكمن في القدرة التي أثبتتها هذه المؤسسة في ردع التهديدات الخارجية ودعم القوى المناهضة للولايات المتحدة و"اسرائيل" في المنطقة. وبالتالي فإن التحريض على الحرس لن يقف عند حدود المفاوضات النووية بل سيستمر ما دامت إيران تتمسك بالعلن بسياسة المقاومة والاقتدار الوطني.