بلينكن يحثّ الدول الغربية على إعادة مواطنيها الذين قاتلوا مع "داعش"

وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، يدعو الدول، التي لديها مقاتلون معتقلون لدى فصائل كردية في شمالي سوريا يُشتبه في أنهم قاتلوا في صفوف "داعش"، إلى العمل على تحريرهم مع عائلاتهم، وإعادتهم إلى بلادهم.

  • بلينكن يحثّ الدول الغربية على تحرير مواطنيها الذين قاتلوا في صفوف
    تعارض فرنسا وبريطانيا دعوة واشنطن بسبب تعرضهما لهجمات إرهابية

حثَّ وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، حلفاءَ الولايات المتحدة على استعادة مواطنيهم المقاتلين والموقوفين في الخارج، بعد أن حاربوا في صفوف تنظيم "داعش"، معتبراً أنه "لا يمكن أن يبقوا معتقلين إلى ما لا نهاية في سوريا".

ووجّه بلينكن هذا النداء من العاصمة الإيطالية روما اليوم الإثنين، خلال اجتماع للتحالف الدولي،"المناهض لتنظيم داعش".

وقال بلينكن إن واشنطن تواصل حثّ الدول، وبينها 78 دولة عضواً في التحالف ضد "داعش"، على استعادة مواطنيها الذين انضموا إلى التنظيم، مشيراً إلى أن "هذا الوضع غير مقبول بالمرة".

وأكّد أن بلاده "تواصل حثَّ البلدان، حتى تلك المشاركة في التحالف، على استعادة مواطنيها، وإعادة تأهيلهم، وحتى ملاحقتهم قضائياً".

وثمّة 10000 مقاتل، يُشتبه في أنهم كانوا في صفوف "داعش"، لا يزالون معتقلين في شمالي سوريا لدى فصائل كردية، متحالفة مع  الدول الغربية، وفق التقديرات الأميركية.

وكانت فرنسا وبريطانيا، وهما من أكبر حلفاء الولايات المتحدة، من أكثر المتحفظين على إعادة مواطنيهما، على الرغم من نداءات الإدارة الأميركية المتكررة، حتى في عهد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، بسبب تعرُّضهما لاعتداءاتٍ إرهابية دامية.

وأشاد بلينكن بإيطاليا، وهي من الدول الغربية القليلة التي تعيد هؤلاء المقاتلين. ورحّب أيضاً بالجهود التي تبذلها دول آسيا الوسطى، مثل كازاخستان، التي أعادت، على حدّ قوله، 600 مقاتل مع أفراد عائلاتهم، واعتمدت برامج إعادة تأهيل لهم.

بلينكن أعلن أيضاً عن 436 مليون دولار إضافية مساعدات إنسانية للسوريين سواء في داخل البلاد أو في الدول المجاورة والمجتمعات السخية التي تستضيفهم. 

ولفت إلى أن "هذا التمويل سيدعم تقديم الأغذية والمياه النقية والإيواء والرعاية الصحية ومكافحة سوء التغذية، وضمان الحماية، وتقديم التعليم من بين أشكال أخرى للإغاثة".

هذا، ولم تذكر وزارة الخارجية الأميركية أسماء تلك الدول، لكن المسؤولين الأميركيين قالوا إن هذا تمويل جديد.

من جهته، دعا وزير الخارجية الإيطالي، لويجي دي مايو، إلى تشكيل مجموعةِ عملٍ جديدةٍ "لمواجهة التهديد المتزايد من داعش في أفريقيا".

وجاء في تقريرٍ لمنظمة "هيومن رايتس ووتش"، نُشِر في آذار/مارس الماضي، أن قوات سوريا الديمقراطية، "قسد"، في شمالي سوريا، تعتقل أكثر من 63 ألف امرأةٍ وطفلٍ من أفراد عائلات مقاتلين يُشتبه في أنهم كانوا مع "داعش"، ويحملون جنسية أكثر من 60 بلداً، وذلك في مخيمين محاطين بأسلاكٍ شائكةٍ.

ويجتمع وزراء الائتلاف "المناهض لداعش"، والذي يضمُّ 83 عضواً، اليوم الإثنين، للمرة الأولى حضوريّاً، منذ شباط/فبراير من عام 2019.

وقبل عدة أيام، كشف ناشطون، في مدينة إدلب السورية، قيام تنظيم "هيئة تحرير الشام" قبل أسابيع، بإجبار كل المقاتلين الأجانب، في مناطق سيطرة زعيم جبهة "النصرة" أبي محمد الجولاني، على تسجيل أسمائهم بالكامل، بالإضافة إلى مناطق وجودهم، مرفقةً بصورٍ شخصيةٍ لهم، وذلك تحت ذريعة الإجراءات الأمنية، بينما تبيّن أن الأمر يتعلق ببيعه المعلومات التي تم جمعها عن المقاتلين الأجانب للغرب، بهدف استهدافهم عبر طائرات "التحالف".