40 دقيقة فقط لبحث الحرب والسلام في أوكرانيا!
المحادثات التي أجرتها مساعدة وزير الخارجية الأميركية في موسكو أخيراً حول أوكرانيا لم تكن ذات جدوى، ولم تسجل تقدماً، في الوقت الذي سجلت فيه محادثات بوتين مع نظيره الصيني تعزيزاً في التخطيط والتنفيذ عسكرياً.
-
مساعدة وزير الخارجية الأميركي كارين دونفريد
عندما تستغرق محادثات مساعدة وزير الخارجية الأميركي كارين دونفريد في الخارجية الروسية 40 دقيقة فقط، والحديث يدور فيها عن الحرب والسلام في أوكرانيا، فإن ذلك يبعث على القلق، ويشير إلى استمرار التدحرج (الانحدار) نحو الصدام العسكري في أوكرانيا.
ولعل بيان وزارة الخارجية الروسية، الذي صدر بعد لقاء نائب الوزير سيرغي ريابكوف مع الدبلوماسية الأميركية، والذي أدان السياسة التوسعية لواشنطن وبروكسل على حساب أمن روسيا، إنما يشير إلى أنه لا جدوى من هذه المحادثات، إن لم نقل فشلها. وحتى إذا أخذنا التصريحات الحذرة التي صدرت عن الطرفين بعد لقاء دونفريد مع مساعد مدير الديوان الرئاسي دميتري كوزاك، والتي تحدثت عن ضرورة استمرار الحوار بين موسكو وواشنطن، فإن ذلك لا يزيل القلق ولا يحلّ مشكلة.
يتكون انطباع بأن توقيت زيارة دونفريد لموسكو لم يكن ناجحاً، ولم يكن ممكناً توقع تقدم في محادثاتها في موسكو، في الوقت الذي كان فيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يتحدث مع نظيره الصيني شي جين بينغ حول تعزيز العلاقات بين البلدين بمضمون جديد، قد يكون ذا طابع عسكري في التخطيط والتنفيذ.
باختصار، يمكن القول إنّ المسؤولين الروس لم يسمعوا من المبعوثة الأميركية شيئاً ملموساً، فأعطوها من الوقت قليلاً، لتغادر موسكو بخفّي حنين، ومن دون الحصول على أي تنازلات روسية.
الخطوط الحمر الروسية تبقى إذاً، وموسكو مصرّة على عدم المساس بأمنها القومي من وراء الحدود الأوكرانية. نحن نتحدث عن سياسة كسر العظم بين روسيا والغرب. ماذا في جعبة الرئيس الأميركي جو بايدن؟ الكثير من السلاح والقوات والحلفاء، والقليل من العزيمة والإصرار على الاصطدام مع روسيا، وماذا في جعبة بوتين؟ ما يكفي من السلاح المتطور والكثير من الحزم والإرادة والعزيمة على القتال، وعدد مقبول من الحلفاء تتقدمهم الصين.
في هذه المعادلة المعروفة النتائج، يتوقف الكثير على تصرف كييف. هل سترفع العلم الأبيض، وتقبل بالحل الدبلوماسي، وفق "اتفاقات مينسك" من دون مماطلة وتلاعب بالمفاهيم، أم أنها تتصرف بحماقة وتذهب إلى الحرب المجهولة النتائج بالنسبة إلى مستقبل الدولة الأوكرانية؟
سياسة الغرب في أوكرانيا على مدى السنوات الأخيرة، تثبت أنه لا يكترث لمصير أوكرانيا وشعبها، وإنما يسعى إلى جعلها ساحة تجارب في الحرب المركّبة على روسيا.
في كل الأحوال، بوتين يتصرف كلاعب شطرنج يجيد قواعد اللعبة، ويحسب خطواته إلى الأمام، لكن الخصم لا يفهم هذه اللعبة، ويبدو أنه فقد رقعته الشطرنجية بعد أن أغواه لعب القمار.