السيسي في الصين.. استراتيجية جديدة لمصر في بناء علاقاتها الخارجية

بعد زيارة روسيا وانتظار الرئيس فلاديمير بوتين في القاهرة أوائل العام المقبل، الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يحلّ ضيفاً على الصين، في زيارة تحمل دلالات اقتصادية وأهدافاً تجارية، مع توجه مصري ضمن خطة استراتيجية نحو الأسواق الآسيوية لتنويع وجذب الاستثمارات.

أهمية اقتصادية كبيرة لزيارة السيسي إلى الصين (أ ف ب)
بوابة الشرق الاقتصادية بالنسبة لمصر هذه المرة هي الصين. خطوة أرادت القاهرة أن تقول من خلالها للغرب إن سياسة مصر في علاقاتها الاقتصادية في المرحلة الجديدة لن تكون من خلال وضع البيض كله في سلة واحدة مرة أخرى.

مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق السفير حسين هريدي رأى أن الزيارة ليست لتبديل قوة بقوة أخرى معتبراً أنه من المهم لمصر "إقامة علاقات متوازنة وذكية على أساس المصالح المتبادلة مع كل الأطراف والقوى الاقتصادية الكبيرة في العالم". 

تنويع علاقات مصر شرقاً وغرباً وتجنب الارتكاز على طرف واحد من الأطراف الخارجية، وبالتالي الوقوع تحت ضغوطه السياسية والاقتصادية، ليس الهدف الوحيد من زيارة السيسي إلى الصين. ملفات عديدة أخرى تهدف الزيارة إلى معالجتها، على رأسها مساهمة الصين في مشروع تنمية محور قناة السويس، وتفعيل موارد الطاقة المتجددة وصناعة السيارات والبتروكيماويات، إضافة إلى توسيع شبكات السكك الحديدية وإحياء طريق الحرير وصولاً إلى الاستفادة من تجربة الصين في المناطق الاقتصادية الخاصة.

وفق رئيس تحرير القسم الاقتصادي في صحيفة "المصري اليوم" مصباح قطب فإن الزيارة ستكون ناجحة على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والتجارية خصوصاً في ظل وجود مشاريع جديدة في مصر". 

وترتبط مصر بالصين بعلاقات اقتصادية هي الأوسع عربياً وأفريقيا حيث اقترب حجم التبادل التجاري إلى نحو عشرة مليارات دولار، واجمالي الاستثمارات الصينية إلى نحو نصف مليار دولار، وناهز عدد الشركات الصينية العاملة فى مصر 1200 شركة بعمالة تصل إلى عشرة آلاف موظف عامل.

زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى الصين لا تأتي أهميتها من كونها تهدف إلى توقيع عدة اتفاقيات اقتصادية، فحسب، بل تأتي نتيجة رغبة بكين في رفع مستوى علاقاتها مع القاهرة إلى المستوى الاستراتيجي، بالإضافة إلى انفتاح مصر على جبهة قوية صاعدة. 

اخترنا لك