إسرائيل على خط الأزمة السورية منذ بدايتها

لم تتوقف إسرائيل عن التدخل في مجريات الأزمة السورية. تارة عبر المجموعات المسلحة في الجنوب لرسم المنطقة العازلة مع الجولان المحتل، وتارة أخرى عبر اغتيال وتصفية العقول السورية، إضافة إلى التدخل المباشر بغاراتها الجوية.

الجماعات المسلحة حققت لإسرائيل ما لم تحلم بتحقيقه خلال نصف قرن
تل الحارة بريف درعا.. التل الذي استعصى على إسرائيل عام 1973 عادت إليه بفضل التحالف غير المعلن مع المجموعات المسلحة وعملية أمنية. التدخل الإسرائيلي لم يتوقف لحظة منذ بدء الصراع في سوريا، واستغلت إسرائيل اشتعال عشرات الجبهات بوجه الجيش السوري لتحقيق أهداف قديمة، إما بالواسطة كالجبهة الجنوبية عبر مشاريع المنطقة العازلة، وإما مباشرة عبر غارات أربع  حتى الآن على مواقع سورية عسكرية ومدنية.

استهدفت المجموعات المسلحة تشكيلات الاستطلاع الجوي والتنصت والرادارات في مرج السلطان وجباتا الخشب وجبل الشيخ. وهي كلها أهداف لا تمت بصلة مباشرة للمعارك على الأرض، ولا تقوم بأي دور قتالي. ومن الواضح أن المجموعات المسلحة التي قامت بعمليات التدمير كانت تحقق هدفاً إسرائيلياً يسعى إلى تدمير كل البنى التحتية الالكترونية والاستطلاعية  للجيش السوري. حيث كانت هذه الشبكات تعمل على رصد تحركات الجيش الإسرائيلي على كامل منطقة الجولان وعلى طول الجبهة الشمالية لفلسطين المحتلة مع لبنان.

وسعت إسرائيل إلى اغتيال كوادر أساسية في البرامج الصاروخية والبرامج التسلحية السورية كاللواء نبيل زغيب أحد أهم العقول في البرنامج الصاروخي السوري.

وفي فوضى القتال داخل المدن قتلت إسرائيل برصاص المجموعات المسلحة العديد من الكوادر العلمية السورية. وبعد عامين من القتال تحقق لإسرائيل أيضاً اختراق الجبهة الجنوبية لسوريا فأخرجت قوات الفصل الدولية وأحلت محلها النصرة وجماعات مسلحة محلية تدين لها بالولاء مقابل دعم لوجستي واستخباري وطبي أوصل 1600 مسلح إلى المشافي الإسرائيلية.

وللمرة الأولى منذ بدء الصراع أصبح لإسرائيل ذراعاً تجسسياً واستخبارياً وبشرياً قادراً على تخريب البنى التحتية في منطقة الجنوب، التي يتسم الصراع فيها بحرب بالوكالة تقوده المعارضة المسلحة نيابة عن إسرائيل.

وما حققته المجموعات المسلحة لإسرائيل في غضون سنتين لم تكن لتحلم بتحقيقه خلال نصف قرن من القتال وثلاثة حروب مع سوريا ومعارك أخرى. 

اخترنا لك