تقنيات وتجارب أميركية جديدة لاستفزاز روسيا والصين
مكتب الميادين في واشنطن بالتعاون مع مركز الدراسات العربية والأميركية، سيتناول بالتحليل تطور وتسخير "التقنية العالية" في خدمة الأمن القومي الأميركي، وذلك على ضوء إجراء تجارب أميركية غير معلنة على صاروخي "ترايدنت" بالقرب من شواطيء ولاية كاليفورنيا.
-
-
المصدر: مكتب الميادين في واشنطن بالتعاون مع مركز الدراسات الاميركية والعربية
- 14 تشرين ثاني 2015
استعادت طبول الحرب الباردة نشاطها بقوة مؤخراً
استعادت طبول الحرب الباردة نشاطها بقوة مؤخراً عبر
عنها بامتياز وزير الدفاع الاميركي، آشتون كارتر، بتصريح يشدد فيه تصميم بلاده
"الرد على روسيا، أحد مصادر الاضطرابات اليوم، وصعود الصين التي تقود تحولات
في المحيط الهاديء الآسيوي"، 7 تشرين2/نوفمبر الجاري.
وفي مساء اليوم عينه شاهد العامة بريق ضوء متوهج أقرب
إلى اللون الأخضر في سماء كاليفورنيا "نجم عن تجربة عسكرية لسلاح البحرية
بالقرب من جزيرة كاتالينا"، مصدره صاروخ أطلق من قاعدة "ادواردز"
الجوية في صحراء كاليفورنيا، حسب الرواية الرسمية لخفر السواحل الأميركية.
مصادر عسكرية أخرى أوضحت أن صاروخاً باليستياً أطلق
من على متن غواصة حربية مع غروب شمس كاليفورنيا، يعتقد ان البنتاغون تعمد إطلاق
الصاروخ ليشاهده أكبر عدد من الجمهور والمراقبين على السواء لاختبار قدرته
وفعاليته النووية الحرارية، يصل مداه 4000 ميل، باستطاعته تهديد بيكين.
شبكة (بي بي سي) الإخبارية، 8 تشرين2/نوفمبر، علقت
بالقول إنه "وميض متوهج غامض في السماء روّع كاليفورنيا"، رجحت أن يكون
مصدره قذيفة نووية حرارية شوهدت على شواطىء مدينة لوس انجليس "ثاني كبريات
المدن الأميركية" من حيث الكثافة السكانية.
وجدير بالذكر أن موقع إطلاق تجربة الصاروخ، محيط
مبنى "مكتبة رونالد ريغان،" معقل المحافظين الجدد، في كاليفورنيا ربما
رمت البنتاغون عبره إرسال رسالة بينة إلى كل من روسيا والصين، والتهديد بالمضي في
اشعال حرب كونية غير آبهة بتداعياتها، لإبعاد شبهة الاعتقاد السائد بأفول نفوذها
كقوة عظمى وحيدة أمام بروز عالم متعدد القطبية.
وكررت البنتاغون إطلاق تجربة ثانية لصاروخ من الطراز
عينه بعد يومين، 9 تشرين2/نوفمبر، في وضح النهار، فسّره بعض المراقبين بأنه محاولة
من القوات العسكرية الأميركية اختبار تقنية شبح متطورة واستخلاص الدروس المطلوبة.
وكرّس وزير الدفاع آشتون كارتر، المحسوب على معسكر
دعاة الحرب والمحافظين الجدد، تهديده بالحرب النووية بموافقته على نشر نحو 200 رأس
نووي في بلدان أوروبية تتبع حلف الناتو لكنها لا تمتلك التقنية النووية، لموقعها
الحساس بالقرب من الحدود الروسية.
وقبل أسبوعين من التجارب المذكورة أرسلت البحرية الأميركية
إحدى سفنها المدمرة "لاسين" إلى بحر الصين الجنوبي، على بعد 12 ميلاً من
المياه الإقليمية للجزر الصينية المستحدثة للتحرش، مما أثار غضب بيكين متهمة
واشنطن بانتهاك حرمة أراضيها، وهددت برد عسكري على البحرية الأميركية في المرة
المقبلة.
وتجدر الإشارة إلى تقرير أحد أهم المراكز البحثية في
الشؤون العسكرية، المجلس البريطاني الأميركي للمعلومات الأمنية، مقره في لندن
وواشنطن، نهاية عام 2001، حثّ فيه البرلمان البريطاني على استعادة وممارسة
صلاحياته الرقابية كاملة الخاصة بالاستراتيجية النووية، وفكّ طلاسم السرية المحيطة
بها، للخشية من مخاطر "تبعية بريطانيا للولايات المتحدة في تطوير أسلحة نووية
والاحتفاظ بحق تسديد أول ضربة وقائية"، موضحاً حجم تبعية لندن واعتمادها على
واشنطن "لتوريد وصيانة الصواريخ الباليستية العابرة للقارات من طراز
ترايدنت-دي5، والتي دخلت الخدمة في الغواصات النووية التابعة لسلاح البحرية
الملكية".
المحافظون الجدد أحياء يرزقون
استحضار حقبة ريغان من قبل وزير الدفاع له دلالاته
وبالعودة إلى آشتون كارتر، فقد تضمن خطابه بتاريخ 7
الشهر الجاري تهديداً واضحاً لروسيا التي "تعرض النظام العالمي للخطر"،
مجدداً الاستشهاد بحقبة الرئيس الأسبق رونالد ريغان الذي وصفه بقدرته على اتخاذ
"مواقف جريئة ومبتكرة" لتعزيز الأمن القومي الأميركي في مواجهة الإتحاد
السوفياتي آنذاك، وتكريسه استثمار ميزانيات عالية في تطوير برنامج حرب النجوم،
ووضعه حداً لتقدم النفوذ السوفيتي، وفي نفس الوقت إبقاء باب الحوار مع الكرملين
مفتوحاص. واستطرد كارتر بالقول إن إدارة الرئيس أوباما ملتزمة بالحفاظ على القوة
العسكرية الأميركية.
استحضار حقبة ريغان من قبل وزير الدفاع أمام
"منتدى ريغان للدفاع الوطني" له دلالاته ومهد لكارتر مواصلة السير في
نهج التهويل من "الخطر الروسي"، مستشهداً بالأزمة الأوكرانية وتصاعد
تصريحات القادة الروس حول الترسانة النووية. كما نبّه جمهوره إلى عزم مؤسسة الدفاع
الأميركية البحث عن "حلول مبتكرة لردع العدوان الروسي وحماية حلفاء الولايات
المتحدة".
الصين أيضاً كانت حاضرة بقوة في خطاب كارتر أمام حشد
من خبراء الأمن القومي ومسؤولين في وزارة الدفاع، معرباً عن قلق بلاده من
"تمدد النفوذ الصيني وتنامي قدرات قواتها العسكرية"، بيد أن أقسى
مفرداته كانت من نصيب روسيا.
وطغت لهجة التهديد على خطاب كارتر متوعداً خصوم
بلاده بالويل والثبور وعظائم الأمور في عالم يعاني من "تنامي عدم الاستقرار
على امتداد العالم". واتهم "بعض اللاعبين بالعزم على تفتيت تلك المبادىء
وإضعاف النظام الدولي .. وبالطبع ليس باستطاعة روسيا أو الصين إسقاط ذلك النظام؛
لكن كليهما يمثل تحديات مختلفة عليه".
والحلّ برأي ممثل الصناعات العسكرية يكمن في تأجيج
خطاب المواجهة والتحدي بتطوير التقنية العسكرية الأميركية متعهداً قيامه
"بالاستثمار في تقنيات تحاكي استفزازات روسيا بشكل خاص، مثل النظم الجديدة
المسيرة عن بعد، وقاذفات طويلة الامد، وابتكار تقنيات مثل البندقية
الكهرومغناطيسية، أسلحة الليزر ونظم جديدة للحرب الالكترونية والفضاء الخارجي،
تتضمن بعض النظم المدهشة التي لا استطيع التحدث عنها بالتفصيل" في هذا
اللقاء.
و"تصادفت" تصريحات كارتر عن الاسلحة
المتطورة مع إطلاق صاروخ باليستي من على متن غواصة نووية، من طراز ترايدنت، بالقرب
من شواطيء مدينة لوس انجليس مساء ذلك اليوم. وفي اليوم التالي أطلق سلاح البحرية
صاروخاً ثانياً من ذات الطراز، أرفقه بإصدار بيان يؤكد فيه إطلاق تجربة على صاروخ
ترايدنت2-دي5، في وضح النهار سقط في قاعدة للتجارب العسكرية على الصواريخ في جزيرة
"كوايالين" المرجانية، ضمن مجموعة جزر مارشال عند خط الاستواء في المحيط
الهاديء.
الإعلان الرسمي لسلاح البحرية الأميركية أمر غير
مألوف، مما يعزز فرضية المغزى السياسي لكل من يهمه الأمر. يبلغ طول صاروخ ترايدنت
44 قدماً (13 مترا) بمدى أقصاه 4000 ميلاً (6400 كلم)، وأجريت تجارب ميدانية عليه
نحو 157 مرة منذ العام 1989، حسبما أفادت شركة لوكهيدمارتن المصنعة.
بيد أن التجربة الأخيرة هي الأولى من نوعها التي
يعلن عنها ببعض التفاصيل وأريد تحديد "توقيت مثالي يتيح مشاهدتها لأكبر عدد
ممكن من المواطنين، ميزه أجواء مسائية بالغة الصفاء تواكبها غروب الشمس في الافق"،
حسبما صرح مسؤول الشؤون الاعلامية للبرامج والنظم الاستراتيجية في سلاح البحرية،
جون دانيالز. وشاهد التجربة الصاروخية سكان مناطق شاسعة امتدت من مدينة سان
فرانسيسكو شمالاً إلى ولاية اريزونا جنوباً.
"الاطراف المعنية بالأمر" أوضحها أستاذ
مادة الاستراتيجية النووية في جامعة جورج تاون، لورين تومسون، قائلاً غنها
"ربما كانت رسالة تهديد واضحة لروسيا والصين مفادها أن الولايات المتحدة لا
يزال لديها سلاح ردع قوي".
وأشار تومسون إلى مزايا الصاروخ المتطور ترايدنت
قائلاً إنه "بصراحة فإن الصاروخ دي-5 ربما له الفضل الاكبر في عدم اندلاع حرب
عالمية ثالثة. إنشاء منظومة دفاعية فعالة ضد هجوم نووي كبير الحجم أمر صعب للغاية،
ولهذا اعتمدت الولايات المتحدة على التهديد بالرد بغية ردع دول أخرى من شن تلك
الهجمات".
وعزز الرئيس الروسي فلاديمير بوتين النظرية عينها
بتصريحه يوم 10 الشهر الجاري أن بلاده منكبة على تطوير نظم هجومية بالأسلحة
النووية باستطاعتها اختراق درع الدفاع الصاروخي الذي ينوي حلف الناتو نشره بمحاذاة
الأراضي الروسية.
تجارب دفاعية ضد صواريخ مارقة
كارتر أحجم عن الادلاء بتفاصيل مغزاه حول الاسلحة
الجاري تطويرها، عن سبق إصرار كما أوضح، ويرجح مركز الدراسات هدف إجراء التجربة
الصاروخية أيضاً إلى اختبار قدرة نظام محمول على متن "ترايدنت-2"
باستطاعته استشعار والتصدي لصواريخ موجهة من قبل "دول مارقة" أو مجموعات
إرهابية بالغة التطور في أساليبها التقنية.
الإجابة الجاهزة في الأوساط السياسية الأميركية هي
رصد ميزانيات إضافية للانفاق على التسلح والتساوق مع مطالب القيادات العسكرية
بالاعداد للتصدي لتهديدات مصدرها السفن التجارية التي تبحر على مقربة من الشواطيء
الاميركية، باستطاعتها إطلاق صاروخ من طراز سكود محمل برأس نووي، يستهدف المدن
الكبرى الحساسة، نيويورك وواشنطن. ويعتقد خبراء التقنية النووية أن التدمير الاكبر
سينجم عن تفجير نووي في الغلاف الجوي، مما يمهد لانتشار غيمة من النبض
الكهرومغناطيسي. ويضيفون على سبيل المثال، من شأن تفجير رأس نووي يطلق في غلاف
ولايتي نبراسكا أو كانساس أن يؤدي لشل معظم شبكة التوزيع الكهربائي في الولايات
المتحدة، وصهر معظم الاجهزة الالكترونية في محيطه؛ مما سيؤدي الى اضطرابات مدنية
واسعة قد تستغلها دولة مارقة بيسر.
معسكر صقور الحرب الأميركي جاهز في إطلاق تهديداته
لامكانية استغلال إيران أو كوريا الشمالية أجواء الهجوم لمصلحتهما، والبعض الآخر
يعرب عن قلقه من جهوزية داعش للتفكير بهذا الاتجاه، وهي التي تزهو وتبتهج
للاستيلاء على صواريخ سكود السورية، على الرغم من تسيد الاعتقاد بأنها عديمة
الفعالية. حقيقة الأمر نسبة اقتناء داعش رأس نووي ضئيلة للغاية، بيد أن الولايات
المتحدة تأخذه بأقصى الجدية في إطار خطط الطوارىء والفرضيات.
ومن ميزات نجاح التجربة المذكورة القدرة على تفادي
شبكات الرادار المنصوبة والمخصصة لاستشعار الصواريخ الباليستية القادمة من
"روسيا والصين او كوريا الشمالية". وعليه، تطالب القوى الأميركية
المعنية تطوير نظام استشعار إضافي مخصص لتعقب "صواريخ مارقة" تطلق
بالقرب من السواحل الأميركية.
وتجدر الاشارة إلى أن توقيت تجربة ترايدنت-2 في وضح
النهار اخذت في الحسبان تهيئة واعداد الاسلحة المختلفة المنتشرة في الاجواء وعلى
طول السواحل الأميركية، الكشف السريع عن صاروخ "مارق" موجه والتعرف على
التدابير والاجراءات التي يتعين اتخاذها وتطبيقها.
التجربة الأولى أطلقت بعد غروب الشمس وسماء صافية
شكلت مناخاً مثالياً لالتقاط ما تخلفه الاشعة تحت الحمراء المنبعثة من احتراق
الصاروخ، وكذلك لاجهزة استشعارها المتوفرة في الترسانة الأميركية للكشف وتعقب
الصاروخ "المارق" والتكهن بخط سيره.
ومن بين النظم المستخدمة للكشف عن الصواريخ جهاز
"فانتوم آي" لشركة بوينغ، الذي يعتمد على وقود الهيدروجين السائل لتزويد
الطاقة لطائرات مسيرة لجمع المعلومات والمراقبة ومهام الاستطلاع. باستطاعة النظام
المذكور التحليق المتواصل على علو ثابت لمدى اربعة ايام بحمولة تصل الى 450 رطل.
الحمولة العادية قد تشمل اجهزة استشعار الاشعة تحت الحمراء لتتبع اطلاق الصواريخ.
باستطاعة النظام المذكور تقديم انذار في المرحلة
الاولى، والتي قد تمتد لدقيقتين، لكنها كافية لقيام البنتاغون تنبيه قواتها للردع
الاستراتيجي. وقد يكون باستطاعتها في مرحلة متقدمة فصل بعض مكونات شبكة توليد
الطاقة الكهربائية للحد من الاضرار التي ستلحق بالمولدات.
للتذكير، فقد اشار مركز الدراسات في السابق الى
انخراط الولايات المتحدة و"اسرائيل" بقوة لتطوير تقنية الليزر وتمكينها
من تدمير الصواريخ الموجهة. يشار ايضا الى الغاء العمل باجزاء البرنامج المعلنة،
بينما تستمر جهود التطوير واستطاعت اميركا بناء نظام الليزر باستطاعة سيارة عادية
حمله او تحميله على متن طائرة مسيّرة.
المعلومات التقنية المتوفرة تشير الى تصميم تلك
النظم خصيصا لتدمير النماذج المختلفة من صواريخ سكود، المستخدمة بكثرة في ترسانات إيران
وكوريا الشمالية. واستطاعت الولايات المتحدة الاستيلاء سراً على مخزون من صواريخ
سكود المعدة للتدمير في بلدان أوروبا الشرقية، ووظفتها في التجارب الجارية على الأراضي
الأميركية.
واوضحت هيئة الدفاع الصاروخي، في البنتاغون، انتهاء
جهودها لتحميل سلاح ليزري محمول جواً ويخضع للاختبار، في وقت مبكر من الصيف الماضي
لحشد من خبراء الصواريخ والاسلحة الدفاعية. مدير الهيئة، جيمس سايرنغ، ابلغ الحضور
انه يجري اعتماد "نظام مختلف جذرياً عما اعتدنا عليه في السابق المتمثل
بالقفز الى تبني نموذج معين واستثمار كل ما توفر لدينا من امكانيات".
ومن مواصفات النظام المحمول جواً القدرة على الطيران
والتحليق لعدة أيام متواصلة، واستخدام اجهزة الاستشعار للكشف عن انبعاثات للاشعة
تحت الحمراء لصاروخ "مارق" واطلاق سلاح الليزر لتدميره وهو في مرحلة
الاطلاق الاولى. واكد نائب الاميرال سايرنغ للحضور ان التجارب على نظام
"فانتوم آي" اسفرت عن استجابته للمواصفات المطلوبة، الاستشعار لمديات
طويلة وتطوير قدرات التتبع؛ مؤكدا تصدر الهيئة التي يرأسها جهود تطوير التطبيقات
العسكرية لتقنية الليزر، ومنوها الى عزم المؤسسة التغلب على العقبات التقنية التي
تعترض اسقاط الصاروخ الموجه في مرحلة الاطلاق الاولى وما يتطلبه من "طاقة
حرارية اعلى، ومدى اوسع، وجودة الشعاع؛ بل تستدعي اداءً اعلى من مثيلاتها في نظم
الليزر المحمولة جوا يقودها طيارون".
ومن شأن جهود دمج تقنيات الطائرات المسيرة ومنظومة
اشعة الليزر المحمولة جوا التي تم التوصل اليها ان تحدث قفزة نوعية لادخالها
الخدمة الفعلية. ما تطمح اليه المؤسسة العسكرية التوصل الى انتاج شعاع ليزري قوته
ميغاوات واحد خلال خمس سنوات يتم تحميله على متن طائرة مسيّرة باستطاعتها التحليق
المتواصل لمدة 24 ساعة او اكثر، وتزويدها بالوقود جوا لاطالة امدها. واوجز نائب
الاميرال سايرنغ التحديات الماثلة بالقول "لو كان الامر يسيراً لقمنا
بتطبيقه. عند الاخذ بعين الاعتبار التطورات التي طرأت على تقنية الليزر للآن،
فالقفزة لن تكون ضخمة."
وجدير بالذكر أن المواصفات التقنية لنظام
"فانتوم آي" تطمح لابقاء الطائرة المسيرة عالياً في الجو لمدة 10 أيام
متواصلة بحمولة 2000 رطل، مما يمكنها من تنفيذ هجمات باشعة الليزر والتي تجاوزت
فترة الاختبار العملي بنجاح.
مدير برنامج "فانتوم" في شركة بوينغ،
داريل ديفيس، اوضح في مؤتمر صحفي عقده يوم 18 ايار 2015 ان طموح العلماء يقضي
بتطوير مركبة غير مأهولة باستطاعتها التحليق في الفضاء الخارجي تحمل على متنها
مولدات ليزرية تنتج الكترونيا .. تتمتع بمولدات للطاقة تمكنها من القيام ببعض مهام
الدفاع الصاروخي."
وسبق لشركة بوينغ انتاج سلاح ليزري محمول على طائرة
يقودها طيار استطاع اسقاط صاروخ باليستي عام 2010، عماده مركب اليود المؤكسد نصب
على متن طائرة بوينغ من طراز 747. وتستمر الابحاث والتجارب على تسخير اشعة الليزر
للاغراض العسكرية.
التصريحات المتتالية للمسؤولين الأميركيين وشركات
الاسلحة لا تخفي أغراضها من تطبيق تقنية الليزر في أماكن بعيدة من الأراضي الأميركية،
وتسخيرها لاعتراض صواريخ باليستية في مرحلة الاطلاق الأولى من دول يعتقد ان لديها
النية باستهداف اميركا، منها ايران وكوريا الشمالية، وروسيا والصين كما يروج معسكر
أنصار الحروب.
فعالية أشعة الليزر، في التطبيقات العسكرية، تعد
مثالية في التصدي لصواريخ باليستية عابرة للقارات تسير ببطء نسبي في مرحلة إطلاقها
الأولى؛ بيد أنها تشهد تراجعاً ملحوظاً في التصدي وتدمير رأس حربي يسير بسرعة
عالية في الثواني الأخيرة قبل وصوله الهدف.
تصريح وزير الدفاع كارتر سالف الذكر يحمل في طياته
عدد من الاشارات والتلميحات إلى توصل بلاده ابتكار أسلحة ليزر فعالة "لا
يستطيع البوح بها" في إطار المؤتمر العلني، بعيداً من التفسير بأنه ربما
خدعة.
يبلغ طول صاروخ ترايدنت 44 قدماً (13 مترا) بمدى أقصاه 4000 ميلاً (6400 كلم)