الغرب يسلّم بأن ناصية الحل في سوريا بيد موسكو وطهران
رأى مدير الاستخبارات الفرنسية برنار باجوليه يرى أن النزاع في سوريا والعراق ينذر بتغيير في خريطة المنطقة وبالتالي فإن الشرق الأوسط الحالي "انتهى إلى غير رجعة"،الاستخبارات الغربية التي تتوقع تفتت الدول العربية، تتناول المتغيرات كما تتوخى حكوماتها لكن تطور الأحداث ربما يؤول إلى مآلات أخرى.
ما يقوله رئيس المخابرات الفرنسية فيما سمّاه. انتهاء
مفهوم الدولة في الشرق الأوسط إلى غير رجعة يثني عليه زميله مدير وكالة الاستخبارات
المركزية الأميركية، بدليل أحداث سوريا والعراق وليبيا واليمن.
مثل هذه التوقعات تعجّ بها مراكز الأبحاث الاستراتيجية
الغربية. منذ غزو العراق والحديث عن شرق أوسط جديد. أوغيرها من مقولات تخبو وتعود.
لكن ما انتهى أيضاً إلى غير رجعة في الشرق الأوسط العربي، هو التدخل الغربي لإسقاط الدول. والغزو البري الأطلسي ولا سيما الفرنسي والأميركي.
مدير الاستخبارات الأميركية جون برينان يقول في هذا المعنى "إن الحل العسكري مستحيل في أي من هذه البلدان".
لقاء فيينا المزمع في بحث الأزمة السورية. تراهن فيه
دول تحالف واشنطن على ما يسميه "برينان" تسوية غير نهائية.
فهي تأمل اتفاقاً مع روسيا وإيران، على مستقبل سوريا والرئاسة
وشكل الحكم. كما تشيرممثلة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغريني، لكنها تسعى من ناحية أخرى إلى دعم جماعاتها
المسلحة، أملاً بإنشاء إقليم معارضة معتدلة كما تسميها.
ويبدو أن واشنطن تتوخى منافسة روسيا في سوريا. لكي يتسنى
لها أقلمة الجغرافيا السياسية السورية. بحسب التجربة العراقية وبحسب ما تدعو إليه في
اليمن وليبيا.
غير أن التراجع عن رفض مشاركة إيران في لقاء فيينا، لايفض
الاتفاق الروسي ــ الإيراني ــ السوري. على أن الأولوية هي مواجهة الإرهاب. والاتفاق
أيضا على أن الجهود المرحب بها لاتبت قبل هزيمة الارهاب.
الشرق الاوسط يتغير في اتجاه انهيار الدول والحدود تحت
وطأة رهانات تحالف واشنطن. لكنه يتغيّر في المقابل في اتجاه أفق إقليمي ودولي نحو الشرق.
ما بات مسلّماً به في الغرب. أن مسار الحل في سوريا تمسك بناصيته موسكو وطهران.