الكاف: مدينة تلاقي الحضارات والاديان
في نافذتنا على تونس نطل على مدينة الكاف شمال غرب البلاد. المدينة تعرف بملتقى الحضارات والأديان.
الكاف. سيكافينيريا قديماً. هي مدينة
الفن والاثار والطبيعة الخلابة. تطل من جبلها فاتحة ذراعيها لاستقبال الزائرين. تأسرك
بطابعها المعماري المميز وعراقة تراثها. في كل ركن من شوارعها تشم رائحة التاريخ وروح
الحضارة العربية الاسلامية.
ويقول أحد المواطنين هنا إن "الكاف
كانت تجمع الوافدين من كل المناطق. مكان يحلو فيه العيش. الكاف معروف بثقافتها وكرم
أهلها ومساعدة الفقير. الجميع كانوا يحبون العيش في الكاف".
وتعاقبت الديانات على الكاف من العصر
الحجري إلى اليوم. عرفت الوثنية واليهودية والمسيحية والاسلام، وكان التعايش رغم
الاختلاف سمة أهلها.
ويؤكد محمد التليلي، المختص في
التاريخ القديم، أن "الكاف بلا مفاخرة فيها تعايش كل الديانات من اقدمها إلى أحدثها.
ليس هناك من يكنّ البغضاء للاخر أو يحاربه باسم الدين. الجميع يتعايشون وهذا في حد
ذاته رسالة معبرة على قدرة الاسلام على استيعاب للديانات الاخرى والتعايش معهم".
ويكاد كل حجر في المدينة يؤرخ لمرحلة
موغلة في القدم. المعالم القائمة تشهد على تعاقب الحضارات على امتداد 15 قرناً من
البونيين إلى النوميديين فالقرطاجنيين والرومان والبيزنطيين، إلى العرب المسلمين
قبل أن يشيد فيها العثمانيون معلم القصبة.
مسلك ثقافي شيد لاستقطاب الزائرين والتعريف
بالمخزون الحضاري للمدينة عله يساهم في التسويق لها كوجهة سياحية مميزة. حبتها
الطبيعة بالخصوبة والامطار، وأنصفها الزمان بموروث تاريخي زاخر فكانت على مر
العصور مفترقاً للطرق ووجهة للبناء والتعمير.