في عيد ميلاده بوتين يسجل الأهداف في الهوكي.. وسوريا
يكمل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم عامه الثالث والستين وهو ومقاتلاته في سوريا يحتلان صدارة المشهد ليس في المنطقة فحسب بل في العالم بغض النظر عن الآراء المؤيدة أو المعارضة له ولسياساته.

فالرئيس الروسي الذي حاز إجازة في الحقوق عام 1975 يدرك جيداً قوانين اللعبة، فمن جهة يوجه وزارة الدفاع من أجل التعاون مع واشنطن وأنقرة والرياض بشأن الضربات الجوية الروسية في سوريا، فيما يطلق أسطوله المرابط في بحر قزوين صواريخ عالية الدقة باتجاه مواقع داعش والجماعات المتطرفة.
يقول بوتين الذي انتخب رئيساً للمرة الأولى عام 2000 ثم تولى منصب رئيس الحكومة بين عامي 2008 و2012 حيث أعيد انتخابه رئيساً للبلاد، "إنه يريد أن تملك روسيا القدرة التنافسية، وتكون قادرة على الدفاع عن مصالحها، وتستطيع التأثير على عمليات تهتم بها". ضمن هذا الإطار يضع موقف بلاده تجاه الأزمة السورية. إطار مختلف عن ذاك الذي يحكم نظرة الغرب وهو يشاهد مقاتلات "السوخوي" و"الميغ" وهي تحلق في السماء السورية وسط معطيات تشير إلى إمكانية توسع عملياتها باتجاه السماء العراقية، وهناك ربما لكل حادث روسي حديث أميركي من نوع آخر لا سيما وأن الكثير من الكلام يدور عن رغبة واشنطن بالعودة إلى الساحة العراقية من بوابة محاربة داعش.
ولعل أغنية "أريد مثل بوتين" التي أطلقت مؤخراً في روسيا تلخص هذه الجوانب حيث تقول كلماتها "بوتين قوة كاملة.. لا يسيء.. لا يهرب.. خفيف الظل.. أريد مثل بوتين".
أغنية رددها محبوه ممن يرون فيه أملاً بالعودة إلى العصر الذهبي للنفوذ الروسي في العالم، ذهب رصّع ثلاثة وستين جهاز "اي فون 6 اس" على عدد سنوات عمر بوتين، في خطوة أقدمت عليها شركة مجوهرات إيطالية. فيما يبقى الحدث الأبرز المرتبط بذكرى ميلاد الرئيس الروسي هو المعرض الذي يقام في موسكو ولندن بعنوان "عالم بوتين" والذي يظهر فيه الأخير بشخصيات متعدّدة من بينها غاندي ولاعب كرة القدم البرازيلي بيليه، وشخصية باتمان الأسطورية ومارتن لوثر كينغ وتشي غيفارا.
وإذا كان لبوتين محبون يتفننون بالاحتفال بعيده فإن ذلك لا ينفي وجود عدد قد يوازيهم ربما من المعارضين له ولسياسته يتفننون بدورهم في نشر صور ولوحات له ساخرة هذه المرة، كما فعلت "هافنغتون بوست" على سبيل المثال.
في الرابع من آب/ أغسطس الماضي أرسل الرئيس الروسي معايدة لنظيره الأميركي باراك أوباما بعيد ميلاده الرابع والخمسين وفق ما أعلن الكرملين آنذاك. في الساعات الأخيرة الماضية لم يرد من واشنطن أي رسالة باتجاه موسكو باستثناء اشتراطها وقف دعم السلطة في دمشق للتنسيق حول سوريا. فهل تكون هذه معايدة أوباما لبوتين؟ يبقى إذاً أن ننتظر ماذا سيكون الرد الروسي عليها..
