المقاومة التي انتصرت على العدوان الاسرائيلي تمهد لتحجيم موقع اسرائيل في الاستراتيجية الاميركية لكن الفوضى الاميركية في البلاد العربية تولد مخاطر وجودية كمخاطر إسرائيل.
أسهبت الأبحاث الاستراتيجية في دراسة جوانب الهزيمة الاسرائيلية
حين استنجدت إسرائيل في مثل
هذا اليوم بالادارة الاميركية لوقف الأعمال العدائية، ربما لم يخطر لها أنها تنقض
بيدها دور الشرطي في الشرق الاوسط وكالة عن واشنطن.
أسهبت الأبحاث الاستراتيجية
والعسكرية الاميركية والاسرائيلية في دراسة جوانب الهزيمة الاسرائيلية سواء بمقبرة "الميركافا" أم بالرد
الصاروخي وغيره. لكن المقاومة خلصت متيقنة أن توازن الردع كسر ما يعرف بالاستثناء
الاسرائيلي الذي وصفته المقاومة بأنه أوهن من بيت العنكبوت.
ما كان يطلق عليه بعض
الغربيين حاملة الطائرات الاميركية في الشرق الاوسط وظيفته هزيمة البلدان العربية
في الحرب لجرها إلى التبعية للمصالح والاستراتيجيات الغربية، مقابل فرض الغرب على
العرب التطبيع والسلام مع اسرائيل.
ما نقضه الرئيس باراك
أوباما في التفاوض مع إيران من دون المرور باسرائيل ذهاباً وإياباً، ربما مهد له
انتصار المقاومة قبل بضع سنوات، الذي كشف أن إسرائيل لم تعد قادرة على هزيمة العرب
في لبنان وفلسطين وفي أي بلد لا يتقيد باستراتيجية السلام.
العدوان الذي كان تأمله
إدارة المحافظين الجدد حرباً على شكل نزهة في القضاء على المقاومة، هو في سياق ما
سمي بمشروع الشرق الاوسط الكبير بحسب كوندوليزا رايس وغيرها، الذي يتخذ من الفوضى
أساساً في انهيار مؤسسات الدول العربية تمهيداً لهدم عاليها على واطيها.
هذه الفوضى التي أنجبت ما
تسميه جماعات "داعش" والقاعدة إدارة التوحش واستراتيجية الرعب بلغ سيلها
الزبى في تهديد وجود المنطقة العربية حين تداعت قدرة اسرائيل على التهديد في مخاطر
الوجود.
المقاومة التي لم تغب
اسرائيل عن عينيها كما يؤكد أمينها العام السيد حسن نصرالله تذهب إلى الدفاع عن
وجود المنطقة حيث يجب أن تكون في مواجهة الهمجية.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) لفهم كيفية استخدامك لموقعنا ولتحسين تجربتك. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط.
سياسية الخصوصية