بعد جريمة كارولينا العنصرية تظاهرات تطالب بإنزال العلم الفيدرالي
تظاهرات في ولاية كارولينا الجنوبية في الولايات المتحدة تطالب بإنزال العلم الفيدرالي من كل المباني، وذلك احتجاجاً على مجزرة الكنيسة الأخيرة وإيذاناً بانتهاء الممارسات العنصرية على السود.
إنها سماء كارولينا الجنوبية. يرفرف فيها العلم
الاميركي الفيدرالي ذو النجوم العشر. مذبحة الكنيسة قبل أيام قد تنزل هذا العلم
الى الأبد، وتسقط معه النظرة الاستعلائية للبيض تجاه الملونين في الولايات المتحدة
الأميركية.
وتظاهر عشرات المحتجين في ولاية كارولينا الجنوبية
مطالبين المجلس التشريعي بإزالة هذا العلم من فوق كل المباني الرسمية في الولاية، وذلك
إثر الجريمة الأكثر بشاعة في تاريخ الولاية والبلاد معاً، والتي قضى فيها 9 مصلين
في أقدم كنيسة بتشارلستون للأميركيين من أصل أفريقي.
ويعود هذا العلم إلى منتصف القرن التاسع عشر، وهو
يرمز إلى تاريخ الفصل العنصري في أميركا. نجومه العشر ترمز إلى الولايات التي تؤيد
استمرار الرق والعبودية في البلاد.
إلى المتحف، صار لزاماً أن يتخذ هذا العلم مكاناً في
ظل ما تتغنى به أميركا من حريات وتخلص من فصل عنصري ترى فيه حاكمة الولاية رمزاً للكراهية
يجب أن يزول.
وقالت حاكمو ولاية كارولاينا الجنوبية نيكي هالي إنه
"آن الأوان لإزالة العلم، بالنسبة للكثيرين بات رمزاً مكروهاً، وحادثة
الأسبوع الماضي دفعتنا للنظر إليه بطريقة مختلفة".
وينظر رجال الدين في المدينة للأمر من الزاوية نفسها،
مطالبين بطيّ العلم كأي قطعة قماش لا معنى لها غير تعكير صفو سكان المدينة.
وشدد القس نيلسون ب ريفرز، على أن الوقت قد حان "لإزالة هذا الرمز من
الكراهية والانقسام من عاصمة ولايتنا"، وقال "لقد حان الوقت للجمعية
العامة أن تفعل ما كان يجب أن يكون منذ زمن، وهي إزالة هذا الرمز الذي يمثل
الانقسام وحتى الإرهاب للبعض. إنه يرمز لأسوأ ما في تاريخ ساوث كارولينا".
وقال أحد النواب الجمهوريين إنه سيتقدم بمشروع قرار
أمام الكونغرس لاستصدار تشريع بإزالة العلم.
واستبق رئيس البلاد باراك أوباما زيارته المرتقبة إلى
الولاية الجمعة المقبل، بأوامر لتنكيس الأعلام مع إعتراف غير مسبوق. فأميركا لم تتخلص
بعد من مشاعر التمييز العنصري. تناحر اللونين قبل نحو قرنين لا يمكن أن تمحى آثاره
بين عشية وضحاها.