عمليات الموصل: تصاعد النشاط الهجومي لداعش
يلاحظ أن داعش بعدما كان يركز على الجبهتين الشرقية والغربية في هجماته المضادة، أصبحت هجماته تشمل كامل الجبهات استغلالاً لحالة التوقف التعبوية في أغلب هذه الجبهات. معركة مركز الموصل كانت أصعب مما كان متوقعاً بسبب عوامل عديدة أهمها طبيعة أرض المعركة ووجود أعداد كبيرة من المدنيين.
وأنهت قوات الحشد بهذا التقدم الجزء التكميلي للمرحلة الخامسة من عملياتها الهجومية في هذه الجبهة، وتستعد لبدء المرحلة السادسة التي يتوقع أن تكون متعددة المحاور، بحيث يتم التقدم شمالاً للسيطرة على مدينة تلعفر والتقدم جنوب غرب الجبهة باتجاه قضاء البعاج وما تبقى من مناطق في شمال قضاء الحضر. خلال الفترة المذكورة نفذ تنظيم داعش سلسلة من العمليات الهجومية ضد مواقع الحشد شمال وجنوب الجبهة، نفذ هجومين كبيرين، استهدف الأول مواقع الحشد في محيط قرية عدايه بالمحور الشمالي للجبهة واستخدمت فيه صواريخ مضادة للدروع وعدة عربات مفخخة.
الهجوم الثاني استهدف قرية الشريعة في المحور الشمالي الغربي للجبهة وهو هجوم تكرر بشكل مستمر خلال الأسابيع الماضية، نظراً لأهمية هذه القرية وسيطرتها على الطريق الرئيسي بين مركز الموصل والحدود العراقية – السورية. وتمكنت قوات اللواء 16 في الحشد الشعبي من إفشال هذا الهجوم الذي كانت العربات المفخخة هي الأداة الأساسية فيه.وتزامن مع هذين الهجومين هجمات أصغر بالعبوات الناسفة وعمليات القنص والسيارات المفخخة استهدفت كل من قرية أبو سنام في المحور الأوسط للجبهة انطلاقاً من قرية القامشلية، بجانب المواقع المتقدمة لقوات الحشد شمال مطار تلعفر وفي قريتي العريج والعذبة جنوب مركز الموصل.وفي الجبهة الشرقية لم يحدث خلال هذه الفترة اي تقدم ميداني مهم لقوات مكافحة الإرهاب في محوري عملياتها شمال شرق وشرق مركز الموصل، بعد سيطرتها الأربعاء الماضي على حيي الفلاح الأولي والفلاح الثانية.وأصبح عدد الأحياء المحررة في هذين المحورين 40 حي تشكل مربع توازي مساحته نصف مساحة الجانب الشرقي من مركز الموصل، وحدوده موازية لمسار نهر الخوصر وتتشكل هذه الحدود من الشمال للجنوب من أجزاء من حي الفلاح وكامل أحياء البريد والمصارف والزهور بجانب أحياء النور والتأميم والإخاء الأولى وعدن وشقق الخضراء.
ومازالت عمليات القوات مستمرة لتحقيق الهدف الرئيسي وهو تأمين تطهير كامل الأحياء الواقعة داخل مربع العمليات ومن ثم التقدم حتى ضفاف نهر دجلة، استمرت عملياتها في أطراف حيي السكر والمثنى وتعرضت لمجموعة كبيرة من الهجمات كان معظمها عمليات قنص في أحياء الزهور وعدن والشيماء والبريد والتأميم والبكر والنور والإعلام. وشنّ داعش هجمات عدة تركزت على حي التأميم بغرض تحقيق اختراقات فيه، وهذا التكتيك بشكل خاص وتكتيكات داعش بشكل عام في هذا المحور كانت الأعنف بسبب علمه التام أن قوات مكافحة الإرهاب وصلت إلى منطقتي سوق الغنم والنبي يونس، وباتت قريبة جداً من ضفة النهر. وكان من التطورات اللافتة في هذه الجبهة محاولة قام بها التنظيم للتسلل إلى ناحية برطلة شرق مركز الموصل. في المحور الجنوبي الشرقي لهذه الجبهة لم يتغير الوضع الميداني أيضاً بالنسبة لقوات الفرقة التاسعة المدرعة حيث مازالت محافظة على المواقع التي تسيطر عليها في أحياء الانتصار وجديدة المفتي والشيماء، مع استمرار عمليات القصف المدفعي باتجاه مواقع داعش في أحياء دوميز وفلسطين وسومر والمعلمين.وتعرضت الفرقة لهجومين كبيرين خلال الأيام الماضية استهدفا مواقعه في حي الانتصار وأطراف حي الوحدة وفيهما تم تدمير أربع سيارات مفخخة.ولم تشهد الجبهة الشمالية أي تطورات جديدة منذ فترة، وتستمر قوات الفرقة السادسة عشر في تطهير القرى الواقعة ما بين جنوب بعشيقة والأحياء الشمالية الشرقية للموصل، بجانب المناطق الواقعة في الأحياء الشمالية التي دخلتها الفرقة وهما حيي الحدباء والكفاءات2. وتعرضت مواقع اللواء 76 في قرية بعويزة إلى هجوم كبير بسيارتين مفخختين وعدد من عربات الدفع الرباعي تم إحباطه.وفي الجبهة الجنوبية لم يشهد محوري الهجمات فيها "الشمالي والجنوبي" أي تقدم ميداني جديد، في المحور الجنوبي "سهل الحويجة"، استمرت قوات الحشد العشائري ولواء المشاة 60 في تأمين القرى الواقعة شمال المحور، تعرضت قوات الحشد خلال الأيام الماضية لهجمات متكررة بالقناصة والمدفعية استهدفت قريتي كنعوص الأمام وشريعة الأمام بجانب قرية عين البيضة جنوب الشرقاط. في المحور الشمالي للجبهة استمرت عمليات التمهيد المدفعي لقوات الشرطة الاتحادية والرد السريع باتجاه معسكر الغزلاني ومنطقة البوسيف تمهيداً للتحرك قريباُ باتجاه مطار الموصل. تعرضت قوات الشرطة الاتحادية لهجوم كبير على مواقعها في مصنع الأسمنت غرب حمام العليل تم إحباطه.ويلاحظ أن داعش بعدما كان يركز على الجبهتين الشرقية والغربية في هجماته المضادة، أصبحت هجماته تشمل كامل الجبهات استغلالاً لحالة التوقف التعبوية في أغلب هذه الجبهات. معركة مركز الموصل كانت أصعب مما كان متوقعاً بسبب عوامل عديدة أهمها طبيعة أرض المعركة ووجود أعداد كبيرة من المدنيين، لكن يتوقع انهيار داعش فعلياً بمجرد بدء الهجوم باتجاه مطار الموصل في الجنوب وتحرك قوات الفرقة السادسة عشر باتجاه الأحياء الشمالية، وبدء تطوير قوات الحشد الشعبي لهجومها باتجاه الأحياء الغربية للموصل.