المسلحون يعرقلون تطبيق اتفاقي حلب وكفريا والفوعة

مراسل الميادين في حلب يفيد بتوقف عملية إخراج من بقي من المسلحين في الأحياء الشرقية لحلب، وأنّ الحافلات الخضراء غادرت معبر الراموسة بعد استهداف المنطقة من قبل المسلحين، ويأتي ذلك بعد إعلان مركز المصالحة الروسي عن إجلاء 6462 شخصاً، بينهم أكثر من 3 آلاف مسلح و301 من الجرحى من شرق حلب خلال الـ 24 ساعة الماضية.

الأركان الروسية: الجيش السوري طرد المسلحين من جميع أحياء حلب
أفاد مراسل الميادين في حلب أنه تمّ وقف عملية إخراج من بقي من المسلحين في الأحياء الشرقية لحلب، وأنّ الحافلات الخضراء غادرت معبر الراموسة بعد استهداف المنطقة من قبل المسلحين.

وأوضح مراسلنا أنّه تمت إعادة وضع السواتر الترابية وقطع الطرقات قرب الراموسة بعد توقف عملية إخراج المسلحين من حلب.

وبحسب مراسلنا فإنّ آخر مجموعة خرجت من الأحياء الشرقية لحلب متوقفة على اوتستراد الشيخ سعيد، وأنه تمت إعادة قافلة تحمل نحو 900 من المسلحين وعائلاتهم إلى المناطق التي خرجوا منها في شرق حلب.

وأفاد مصدر عسكري للميادين بأنّ المسلحين أخرجوا معهم أسلحة نوعية وأموالاً طائلة ومسروقات ذهبية بالحافلات كما اصطحبوا معهم عشرات الرهائن من جنود سوريين وأسرى في خرق صارخ للاتفاق.

وأكّد المصدر أنّ الاتفاق لن يمر هكذا طالما استمر المسلحون في خرقه.

وقد أكّدت وكالة سانا السورية أنّ المجموعات المسلحة خرقت الاتفاق وحاولت تهريب أسلحة ثقيلة ومختطفين من الأحياء الشرقية إلى ريف حلب الجنوبي الغربي، وأنّ المسلحين استهدفوا برصاص القنص والقذائف الحافلات والسيارات على معبر الراموسة جنوب حلب.
وفي ذات السياق نقلت وكالة "فرانس برس" عن مصادر مقرّبة من الجيش السوري أن الأخير قرر تعليق عمليات الإجلاء بعد أن غادر عدد من المسلحين ومعهم رهائن من القوات الموالية للجيش السوري.



من جهتها نفت المجموعات المسلحة في حلب استكمال عملية إخراج المسلحين من المدينة، بعد أن أعلنت وزارة الدفاع الروسية انتهاء عملية خروج المسلحين والمدنيين من الأحياء الشرقية لحلب، وأنّ جميع النساء والأطفال تم إخراجهم من الأحياء التي يسيطر عليها المسلحون.


الدفاع الروسية أكدت أيضاً أنّ الجيش السوري يواصل عمليات تحرير الأحياء التي يوجد فيها مسلحون في حلب، وأنّ مركز حميميم قام بإجلاء أكثر من 9500 شخص من مربع سيطرة المسلحين شرق حلب، وأنّ القوات السورية تقوم بالقضاء على جيوب معزولة للمسلحين.

 من جهتها أشارت منظمة الصحة العالمية إلى توقف عمليات الإجلاء في حلب وإبلاغ الصليب الأحمر والهلال الأحمر بضرورة مغادرة المنطقة.


يأتي ذلك بعد أنّ أتمت الحكومة السورية ولليوم الثاني على التوالي منذ صباح الخميس الاستعدادات اللوجستية لإتمام عملية خروج المسلحين من أحياء شرق حلب والقسم الجنوبي من هذه الأحياء، وذلك بعد خروج دُفعتين منهم ليل الخميس مع عائلاتهم باتجاه منطقة الراشدين 4 جنوب غرب مدينة حلب، ليكون قد وصل عدد الذين خرجوا حوالى الخمسة آلاف شخص.

 

وأضاف مراسلنا أن هذه العمليات لاتزال مستمرة على معبر الراموسة حيث من المنتظر الجمعة إتمام عملية خروج المسلحين مع عائلاتهم ومن بينهم مجموعات من حركة نورالدين الزنكي التي سلّمت نفسها للجيش السوري ولم تخرج بالحافلات الخضراء مع المسلحين الآخرين، باتجاه أرياف حلب الغربية والجنوبية الغربية، وفضّلت هذه المجموعات تسليم نفسها لتسوية أوضاعها ورفضت الخروج مع المسلحين كونها من أبناء مناطق صلاح الدين وسيف الدولة.

 

وأشار مراسل الميادين إلى أنه وفور خروج الجماعات المسلحة مع عائلاتهم يُنتظر دخول مؤسسات الدولة إلى القسم الجنوبي من الأحياء الشرقية لحلب لإعادة تأهيل الطرق وإزالة السواتر الترابية والدشم، والعمل قدر المستطاع لإعادة الخدمات الأساسية لهذه الأحياء تمهيداً لتأهيلها وإعادة السكان إليها، وخصوصاً أحياء العامرية والشيخ سعيد وصلاح الدين وسيف الدولة.

وقد أوضح مركز المصالحة الروسي صباح الجمعة أنه وبالتعاون مع السلطات السورية قام خلال الساعات الـ24 الماضية بإجلاء 6462 شخصا، بينهم أكثر من 3 آلاف مسلح و301 من الجرحى، من شرق حلب.

وأوضح بيان صادر عن مركز المصالحة الروسي الجمعة أن عملية الإجلاء جرت بمرافقة ضباط من المركز الروسي وموظفين من اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وذلك باستخدام 9 قوافل تتكون من حافلات ركاب وسيارات إسعاف.

وأضاف البيان أن القوافل تسير في ممر خاص من حي صلاح الدين في شرق حلب إلى حي الراشدين 4 في غرب المدينة، حيث يركب المسلحون وأفراد عوائلهم من هناك حافلات أخرى للتوجه إلى إدلب.

وأكدّ مركز المصالحة الروسي أنه أقيمت حواجز خاصة في الممر المذكور من أجل تأمين عملية الإجلاء، مضيفاً أن عملية إرسال حافلات إلى شرق حلب وركوب المسلحين وإخراجهم تجري مراقبتها باستخدام طائرات دون طيار وكاميرات بث مباشر من أجل تجنب الاستفزازات.


ويتواصل خروج المسلحين وعائلاتهم من الأحياء الشرقية لحلب، وقد غادرت قوافل عدة إلى أحياء غرب حلب.

ومن المتوقع أن يلي خروج المسلحين دخول مؤسسات الدولة إلى الأحياء الشرقية للمدينة.

المسلحون يعرقلون عملية إجلاء المدنيين من كفريا والفوعة

أما فيما يخص الاتفاق القاضي بإخراج المدنيين والجرحى من بلدتي كفريا والفوعة فقد أفاد مراسل الميادين بتوقف عملية إجلاء الأهالي من البلدتين بشكل كامل وأنه لا إجراءات جديدة ولا معابر بديلة فيما يخص هذا الاتفاق.

وأكّد مراسلنا أنّ الحافلات المخصصة لإخراج المدنيين من كفريا والفوعة غادرت المنطقة بعد عرقلة المسلحين للعملية، حيث قاموا بعرقلة عملية إجلاء المدنيين والحالات الإنسانية من البلدتين المحاصرتين، مضيفاً أن لا صحة للأنباء بشأن توجه الحافلات التي كانت في ريف حماة إلى حلب لتنقل أهالي البلدتين.

وفي وقت لاحق من صباح الجمعة ذكر الإعلام الحربي أنّ المسلحين استهدفوا معبر السقيلبية بريف حماة الذي تمر عبره الحافلات في طريقها إلى كفريا والفوعة، في وقت قام فيه أهالي كفريا والفوعة بإغلاق معبر الراموسة جنوب حلب لحين تحقيق مطالبهم بإخراج الحالات الإنسانية من البلدتين المحاصرتين في ريف إدلب الشمالي. 

ومن على حاجز تل باقلّو وهو آخر حاجز للجيش السوري في مواجهة المسلحين بالقرب من كفريا والفوعة، حيث تفصله بعض مئات الأمتار عن المسلحين من حركة أحرار الشام وجبهة النصرة، أوضح مراسلنا أنّه كان من المفترض أن تنقل الحافلات المتواجدة على أحد المداخل المواجِهة لحاجز باقلّو أهالي بلدتي كفريا والفوعة المحاصرتين حيث كانت الأولوية في بادىء الأمر لإخراج الحالات الإنسانية والجرحى والمرضى وستقلّهم الحافلات منها.


ولفت مراسلنا إلى أن البلدتين الواقعتين في ريف إدلب تبعد حوالي 60 كيلومتراً عن آخر حاجز للجيش في تل باقلّو.

وتحدّث مراسلنا عن وجود حوالى 29 حافلة فقط من أصل 189 حافلة في محافظة حماه التي تتواجد في ساحات أخرى كانت بانتظار أن تقل عدداً آخر من أهالي البلدتين، لافتاً إلى جهوزية كاملة من جانب الهلال الأحمر والسلطات الأمنية وكل المعنيين بهذا الملف لإخراج هؤلاء المدنيين باتجاه المشافي ومناطق أخرى.

 

مراسل الميادين قال إن خروج المدنيين كان له علاقة أيضاً بالترتيبات التي يجريها المسلحين داخل كفريا والفوعة حيث جرى العمل على تسريع خروجهم عبر إزالة العقبات التي تضعها بعض المجموعات المسلحة والتي تعمل على منع دخول الحافلات إلى تلك المناطقـ قبل إفشال الاتفاق.
 

من جهته، رئيس فرع الهلال الأحمر السوري بحماه قال إن عناصره مستعدة لإدخال سيارات الإسعاف والحافلات إلى كفريا والفوعة لإجلاء الأهالي.


وكان قد توقّع إجلاء نحو 15 ألف شخص من الأهالي، إلا أنه أشار إلى أن الأولوية هي للحالات الإنسانية.

المبعوث الروسي في جنيف: تبيّن أن هناك 3000 مسلح للنصرة وليس 200 كما قالت واشنطن

من جهته أعلن المبعوث الروسي لدى مقر الأمم المتحدة في جنيف أنّ عملية الإجلاء من شرق حلب كانت تجري بالتزام صارم بالقوانين الدولية.

وبحسب المبعوث الروسي فقد اتضح خلال تحرير شرق حلب أن المعلومات حول جرائم الجيش السوري في حلب مفبركة، كما تبيّن أنه كان هناك 3 آلاف مسلح تابع لـ "جبهة النصرة" في شرق حلب وليس 200 كما أعلنت واشنطن سابقاً.

دي ميستورا يدعو لإجراء مفاوضات كي لا تتحول مدينة إدلب إلى حلب اخرى

في السياق ذاته، دعا مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستافان دي ميستورا لإجراء مفاوضات كي لا تتحول مدينة إدلب التي سيلجأ إليها المسلحون وعائلاتهم إلى حلب أخرى على حد تعبيره.

وقال دي ميستورا في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية الفرنسي إن المدنيين الذين سيغادرون إلى غرب حلب ينبغي أن تكون الأمم المتحدة حاضرة حين يصلون إلى هناك. 

بدوره، قال الرئيس السوري بشار الأسد إنّ الوضع السوري والإقليمي والدولي قبل تحرير حلب ليس ذاته بعد تحريرها.

وأكدّ الأسد أنّ ما يحصل اليوم في حلب هو كتابة تاريخ خطه كل مواطن سوري منذ بدء الحرب على البلاد.

كيري يطالب وقف شامل لإطلاق النار في عموم سوريا

وطالب وزير الخارجية الأميركي جون كيري بوقف شامل لإطلاق النار في عموم سوريا، وبالتوجّه إلى طاولة المفاوضات بناء على القرار الأممي ألفين ومئتين وأربعة وخمسين.

ورأى كيري أنه بعد حلب سيكون من الصعب إعادة الأطراف المعارضة إلى طاولة الحوار، وسيستمر القتال إذا لم تفلح المعارضة  بحجز مقاعد تمثيلها في الحوار.

هولاند يتهم موسكو بعدم الوفاء بتعهداتها في سوريا

بدورها، بحثت قمة دول الاتحاد الأوروبي في بروكسل الملف السوري مع تطبيق اتفاق حلب.الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند اتّهم موسكو بعدم الوفاء بتعهداتها في سوريا.

في سياق مواز قرر الاتحاد الأوروبي تمديد العقوبات على روسيا على خلفية الأزمة الأوكرانية لمدة 6 أشهر على أن تتم المصادقة على القرار بشكل نهائي الأثنين المقبل.

الجامعة العربية تدين "جرائم الحرب" في سوريا

وفي القاهرة ندد مجلس الجامعة العربية بالعمليات العسكرية للجيش السوري في حلب.

ودعا المجلس في ختام اجتماع على مستوى المندوبين الدائمين المجتمع الدولي إلى الضغط على السلطات السورية لفتح ممرات إنسانية آمنة في حلب.

من جهته رفض الوفد اللبناني تأييد مشروع القرار تماشيا مع سياسة لبنان بالنأي عن الصراعات، وعدم تدخله بالشؤون الداخلية للدول.

اخترنا لك