نقاش في باريس حول إخفاقات التحالف الدولي ضد داعش

أنشئ التحالف الدولي لمحارية داعش في اواخر العام الماضي، والحرب الجوية التي لم تؤت ثمارها، وهذا موضع نقاش جديد بين أعضاء التحالف في باريس، لبحث ما يمكن القيام به لا سيما بعد النجاحات العسكرية التي حققها داعش في العراق وسوريا.

مواجهة داعش على طريقة أفلام هولييود الأميركية لم تعد تجدي
آلاف الغارات الجوية و"داعش" يتقدم في المدن والقرى في العراق وسوريا، وينقل القوافل عبر المناطق الشاسعة والمكشوفة. يستقبل المزيد من المقاتلين عبر تركيا تحديداً ويصدّر النفط يبيع الآثار والكنوز المنهوبة.

ولم يجد كبار السياسيين الأميركيين من كلمة لوصف فشل إدارتهم في مواجهة "داعش" غير الإنتكاسة. بينما على الأرض باتت الأوضاع أكثر تعقيداً وغموضاً وخطورة بقناعة الجميع، بالرغم من الجهود المضنية التي يقوم بها الجيشين السوري والعراقي وحلفائهما لمواجهة التنظيم الإرهابي، إضافة إلى "جبهة النصرة" بكل ما خلفهما من دعم عسكري ومالي وإعلامي فاق التوقعات.

إذا ما هو التوقع من إجتماع باريس الجديد؟ حسب وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس سيدور النقاش حول استراتيجية التحالف لا سيما بشأن معركة الانبار الدائرة حالياً، والتي سيقدم رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي تصوراته حول متطلباتها ودور التحالف.

ويقول المراقبون لاستراتيجية التحالف الدولي إنه ومنذ اليوم الأول لم تكن هذه الإستراتجية واضحة بما يكفي للتفاؤل بنتائجها. تغييب روسيا وإيران وسوريا عنها كان مثالاً واضحاً على نوايا واشنطن للتحكم بمسارات المعركة، بما يتوافق ومصالحها البعيدة المدى.

 النظر إلى خارطة إنتشار "داعش" يقدم الدليل ليس على فشل التحالف، بل يلقي بظلال من الشك والأسئلة على حقيقة الأهداف الفعلية للحملة الدولية، لا سيما مع تدفق التقارير عن دور أعضاء في التحالف كالسعودية وقطر وتركيا ودول هامشية أخرى في دعم وتمكين داعش والنصرة أيضاً في حربهما المفتوحة في العراق وسوريا.

التحالف الدولي في مراجعته لإستراتيجيته، يعود لإرتكاب الخطيئة نفسها برأي خبراء. البقاء على هامش المواجهة الفعلية ضد داعش وإحتواء التحالف على المتناقضات بين مستفيد ومريد ومناوئ لمشروع داعش والتنظيمات الإرهابية.

ومؤتمر باريس مناسبة برأي المراقبين للقول بأن إستمرار الأسس التي قام عليها التحالف سيؤدي بالضرورة إلى النتائج نفسها التي تحققت حتى الآن. مواجهة داعش على طريقة أفلام هولييود الأميركية لم تعد تجدي.

 

 

اخترنا لك