غزة وإرهاصات السلفية الجهادية

خلال السنوات الماضية ظهرت السلفية الجهادية في غزة بنسخ متعددة. قراءة في المشهد.

هذه الجماعات تسعى دائماً لتصوير حماس على أنها مهادنة لإسرائيل
ليست هذه المرة الأولى التي تظهر فيها إرهاصات سلفية جهادية في قلب غزة. في البدء كانت جلجلت، مجموعة منشقة عن حماس لم تجد إحتضاناً تنظيمياً فخطت طريقها على درب دموي رسمته لنفسها. كان دخول حماس سباق الإتخابات التشريعية الفلسطينية في بدايات القرن الحالي القشة التي قصمت ظهر البعير، والتي دفعت بمجموعة من شبان التيار السلفي الجهادي داخل حماس للنأي بأنفسهم، وتشكيل إطارات تنظيمية ربطت نفسها عقائدياً بالقاعدة من دون أن يثبت وجود رابط تنظيمي معها. وكانت نقطة التحول الرئيسية في العلاقة في آب أغسطس 2009، عندما إقتحمت قوات وزارة الداخلية التابعة لحكومة غزة مسجد إبن تيمية، بعد إعلان الشيخ عبد اللطيف موسى (المعروف بأبي النور المقدسي) أمير "جماعة التوحيد والجهاد"، وبتأييد من جند "أنصار الله" قيام الدولة الإسلامية في "أكناف بيت المقدس". يومها قتل موسى ومعه أبي عبد الله المهاجر السوري وعدد من أنصارهما وإنقطع نهائياً أي خيط ولو تاريخي يجمع بقايا هذه المجموعات مع حماس. كانت هذه الجماعات تسعى دائماً في خطابها الداخلي للضرب على حماس وتصويرها على أنها مهادنة لإسرائيل، رغم انها كجماعات إسلامية تنادي بالجهاد لم تظهر على ساحة القتال بشكل واضح في كل من عدواني 2012 و2014 اللتان شنتهما إسرائيل. ولم ينحصر هذا الأمر في غزة، بل ان الأرقام الرسمية تشير إلى وجود أكثر من 50 مقاتلاً مع "داعش" قدموا من الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 وأراضي السلطة الفلسطينية. وقرر هؤلاء أن يقاتلوا في سوريا والعراق وغير دولة عربية في إطار مشروع "داعش" الإقليمي، الذي يبدو حتى اللحظة بعيداً عن مقاربة الإحتلال الإسرائيلي لفلسطين، وحال الإحتلال الذي يسيطر على أولى القبلتين وثالث الحرمين، القدس الشريف.

اخترنا لك