إقتراب "داعش" من مدينة
تدمر اعتبره المعنيون بالآثار خطراً محدقاً يهدد واحدة من أقدم المدن التاريخية في
العالم.
لكن الأخطر من ذلك هو ما تحظى به هذه
المدينة من أهمية عسكرية استثنائية. تقدم "داعش" إليها لا يهدد
آثارها فقط، بل يفتح الطريق أمام التنظيم إلى حمص ودمشق، ويمكنه من التحكم في
طرق الإمداد إلى دير الزور.
ومحاولات التنظيم للسيطرة على مدينة
تدمر ليست عبثية بالتأكيد، بل تندرج ربما ضمن سياق إعادة توزيع الخرائط في سوريا
والعراق.
وبحسب الخبراء فهي محاولة للعمل على
ربط محاور من دير الزور والرقة وريفي حمص وحماة، نظراً إلى موقع تدمر الاستراتيجي
وسط سوريا.
كما أن السيطرة على السخنة سمحت "لداعش"
بقطع خطوط الإمداد عن منطقتي الشاعر وجزل اللتين تشهدان اشتباكات منذ عدة أشهر
وتحتويان على العديد من حقول النفط والغاز.
وتزامنت المعارك في محيط تدمر مع أعنف
الاشتباكات في الرمادي، التي يعتمد فيها التنظيم على الهجمات الانتحارية.
وتدمر قريبة أيضاً من محافظة
الأنبار ما يعني أن السيطرة عليها قد تسمح لداعش بمد جسور بين مناطق نفوذه مع
الإشارة إلى قرب هذه المدينة الأثرية أيضاً من الحدود الأردنية.
وأظهر داعش أكثر من مرة محاولته
لتأمين قاعدة ارتكاز وسط سوريا من خلال الهجمات المتكررة على حقل شاعر النفطي
ومطار «تي فور» العسكري القريب من تدمر.
وتدمر منطقة استراتيجية عسكرياً إضافة
إلى ما تمثله من رمز معنوي لكونها عاصمة لأهم الممالك في الشرق وجوهرة المواقع
الأثرية في الصحراء السورية المدرجة في قائمة التراث العالمي.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) لفهم كيفية استخدامك لموقعنا ولتحسين تجربتك. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط.
سياسية الخصوصية