الجزائر وحرية الإعلام... المشوار لا يزال طويلاً
لا تزال الجزائر أمام مشوار طويل لتحقيق الحرية المنشودة في الإعلام. فمنظمة "بلا حدود" لحرية الصحافة صنفت الجزائر في المرتبة 121 عالميا من بين 180 دولة لحرية الصحافة وحلت سادسة عربيا متقدمة على جارتيها تونس والمغرب.
بعد الإصلاحات السياسية الأخيرة التي أعقبت فوضى الربيع العربي قررت الجزائر الترخيص بإنشاء قنوات تلفزيونية خاصة. تجربة تخللتها تجاوزت زادت من حذر السلطة التي شددت الرقابة. في هذا السياق يقول عمار جيلالي رئيس لجنة الشؤون القانونية والحريات في البرلمان الجزائري "بعد الإصلاحات للرئيس بوتفليقة فتح قطاع الإعلام وأصبحت الممارسة الإعلامية حرة لكن هذه الحرية يجب أن تضمن احترام رموز الدولة وعدم فقدان الثقة مع المواطن مثلما رأينا في بعض البلدان بسبب الإعلام".
رجال المهنة يشتكون تدهور أوضاعهم الاجتماعية والمهنية. محمد بولوارث أحد هؤلاء. هو صحافي في جريدة "الجزائر" الجديدة مضى على عمله في الصحافة 22 سنة رغم ذلك يقول "لا زوجة لا بيت.. أوضاعي المهنية تتراجع رغم تجربتي" مضيفاً أن "حرية التعبير في تراجع".
بدوره يقول بلخضر داسة صحافي في جريدة "وقت الجزائر" "لم نلحق بالركب. مقارنة بالسنوات الماضية هناك تضيق على الصحفيين" متمنياً أن تتحسن الظروف.
تعزيز التجربة الإعلامية في الجزائر منوط بجهود مشتركة بين رجال المهنة وصناع القرار في عصر أصبح الإعلام طرفاً في معادلة الاستقرار. تجربة الإعلام في الجزائر مرت بمرحلة وصلت فيها الحرية إلى ذروتها، لكن بعد مد ما يسمى بالربيع العربي أصبحت هذه الحرية مقيدة باحترام الوحدة الوطنية وعدم الخوض في ما يـثير الفتنة والتفرقة مع احترام حق الوصول إلى المعلومة والرأي المخالف.