ماذا عن رسالة أوباما الأولى من نوعها إلى دول الخليج؟
في رسالة من الرئيس اوباما، قد تكون الأولى من نوعها إلى الدول الخليجية وفي ظل الحرب على اليمن، نبّه الرئيس الأميركي الدول الخليجية إلى أن سياستها الداخلية هي أكثر ما يهدد استقرارها، لا التهديدات الخارجية... فهل هي دعوةٌ مبطنةٌ لتغيير سياساتها الإقليمية؟
المتغيّرات التي ذكرها باراك أوباما في مقابلة "توماس
فريدمان"، ربما تتعدى ما أشار إليه صراحة بشأن عدم وجود منافذ سياسية أمام أهل
الخليج في بلدانهم.
لقاؤه الموعود مع الدول الخليجية الستّ في "كمب ديفيد"
الشهر المقبل على الأرجح، مخصص في معظمه لحثّ هذه الدول على الحيوية في مواجهة الأزمات
الاقليمية، كما قال.
في هذا الشأن، يقول فريدمان فيما سمّاه "عقيدة أوباما" إن البيت الأبيض يتوخى القطيعة مع سياسة عزل الدول وشن الحروب، وهو يدعو إلى تنشيط
الدبلوماسية لحلّ الخلافات.
لكن أوباما ربما لم يفكّر بتغيير عقيدة واشنطن السابقة
عن طيب خاطر، بل يتجّه إلى تغييرها نتيجة فشلها، نتيجة تطور قدرات القوى المناوئة لتدخل "الناتو"، كما ألمح أوباما بقوله كنّا على وشك أن نفعل شيئا في سوريا لكن المتغيرات كبيرة.
في هذا المنحى يذهب البيت الابيض للضغط على الدول الخليجية، لتغيير ما فشلت به منهجا للحكم في داخل بلدانها، وفي سياستها الإقليمية على السواء.
فهو يأمل تعقّل دول الخليج بالإنحناء أمام عاصفة المتغيرات، خشية انتقالها من تهديد قابل للحلّ، إلى مخاطر أكبر تنذر بتعميم الفوضى القاتلة.
أوباما أشار في هذا السياق إلى إتاحة الفرصة لإجراء حوار
خليجي مفيد مع إيران، لكنه ربما كان يلمّح كذلك إلى الحرب في اليمن، حيث تراهن السعودية على إقليم حضرموت
مع "داعش" إذا فشلت المراهنة على عدن وربما تجول أمور كثيرة أخرى في ذهن أوباما.
فالبيت الأبيض الذي يعوّل على الدبلوماسية، لا يتخلى عن
حلفائه، لكنه لا يتحمّل عبء كل أوزارهم، كاد في مقابلته أن يبوح بأن التزام واشنطن بحماية
أمن حلفائها، لا يعني أنصر أخاك ظالماً أو مظلوماً.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) لفهم كيفية استخدامك لموقعنا ولتحسين تجربتك. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط.
سياسية الخصوصية