إسرائيل: محاولات اللحظة الأخيرة لعرقلة الاتفاق النووي
مع اقتراب الموعد المحدد لتوقيع اتفاق نووي محتمل بين إيران والدول الكبرى، يرتفع منسوب القلق في إسرائيل، مترافقاً مع حملة تحريض وتحذير من انعاكاسات اتفاق كهذا.
رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو افتتح الحملة بتكرار تحذيراته من اتفاق مع إيران، منتهزاً الوضع المتفجر في اليمن لصب الزيت على نار الخلاف هناك. وقال نتنياهو "هذا الاتفاق كما يبدو يعزز كل مخاوفنا بل وأكثر"، مضيفاً أن "محور إيران-لوزان- اليمن خطر على الإنسانية ويجب وقفه".
بدوره توقع وزير الأمن موشيه يعالون "أن يوقع اتفاق سيء جداً مع إيران، وبدلاً من وضع إنذار حاسم لها فإن الغرب يدخلها عبر الباب الرئيسي إلى عائلة الشعوب". ومهما كانت نتيجة المحادثات، يرى محللون إسرائيليون أن اسرائيل تعيش الآن وضعاً إشكالياً صعباً فقدت فيه قدرتها القوية على التأثير، ما دفعها إلى استجداء الدول الكبرى لدعم موقفها. مراسل الشؤون السياسية في القناة العاشرة الإسرائيلية مؤاف فاردي وصف الأخبار الواردة من لوزان بأنها "سيئة جداً بالنسبة إلى إسرائيل التي نحجت في التأثير في بنود صغيرة لكن ليس في الصورة الإجمالية وبالتالي حكومة نتنياهو لا تستطيع التأثير وقدرتها على منع التوصل إلى اتفاق تكاد تصل إلى الصفر تقريباً" على حد قوله. أما ألون بن دافيد، مراسل الشؤون العسكرية في القناة نفسها فرأى أن الإسرائيليين "وصلوا إلى وضع تستجدي فيه إسرائيل الفرنسيين للتأثير في الأميركيين في ما خص التوصل إلى اتفاق وهذه سابقة" قائلاً "إن ما يجري الحديث عنه اتفاق سيء جداً". مراقبون قالوا إنه في الوقت الذي يرى فيه العالم الضوء في نهاية النفق، فإنهم في إسرائيل، خلافاً للآخرين، لا يرون سوى الظلمة. وفي ضوء عودة تلويح البعض في إسرائيل بالخيار العسكري ضد المنشآت النووية في إيران، رأت صحيفة هآرتس أن اللجوء الى هذا الخيار يبدو عملاً غير منطقي لأن الدول الكبرى متحدة في دعمها للاتفاق. وفي وضع كهذا، فإن إسرائيل تستطيع التأنيب واللوم لا الهجوم.