هبّت
"عاصفة الحزم" ضد اليمن بطلب من رئيس اليمن. طلب عبد ربه منصور هادي جاء
علنياً، أولا من مجلس الامن، ثم من دول الخليج بأن "أنقذونا من التمدد
الحوثي".
هذا هو
المسوغ القانوني الذي تحمله السعودية لكي تمضي في غاراتها الجوية في اليمن. لكن
ماذا يمكن أن تحقق غارات المملكة على جارها الفقير؟
تغرق الغارات
اليمنيين في ظلام دامس. ويقول يمنيون إن "عاصفة الحزم" تستهدف المجتمع
اليمني ونسيجه الوطني وبنية البلاد التحتية التي يمتد عمرها إلى أكثر من نصف قرن،
وتستهدف كذلك ما تبقى من دولة ومؤسسات وأمن وسكينة في البلاد.
ويقال الكثير في حجم "العاصفة".
فقد تحدثت مجلة "فورين بوليسي" عن "المغامرة السعودية الكبرى"،
مؤكدة أن المساهمات العسكرية ضد "داعش" في سوريا تعد "تافهة"،
مقارنة بالمساهمات العسكرية الدولية المستخدمة في "عاصفة الحزم".
ويتساءل
فلسطينيون أين كانت تلك القوة العسكرية الجبارة عندما بقيت غزة اشهراً تحت القصف
الاسرائيلي في أكثر من حرب وتستغيث عبثاً بالحكام العرب.
أما في الدول
المشاركة للسعودية في غاراتها فالغموض ما يزال يلف طبيعة التدخل المصري في العاصفة
الخليجية، ولم يصدر أي موقف رسمي حاسم في هذا الموضوع، بل اكتفت مصر بإرسال 4 سفن
حربية لتأمين باب المندب، وهو ما اعتبره خبراء عملاً دفاعياً وليس تدخلاً في اليمن.
أما باكستان فأوضحت
عبر وزير دفاعها أنها لم تعد بتقديم دعم عسكري للتحالف العشري، ونقلت "رويترز"
عن مسؤول عسكري باكستاني أنه سيكون من الصعب جداً أن تسهم باكستان بقوات، لأنها
منهكة بالفعل في مواجهة المتشددين على حدودها.
في حين سقط السودان
في مغطس "العاصفة" انطلاقاً من حاجته إلى ظهير اقتصادي بديل لإيران
بعدما سعى إلى تقليص تعاونه مع طهران إرضاء لمجلس التعاون الخليجي.
عاجلاً أم
آجلاً ستفقد الغارات وهجها، والحديث منذ الان بدأ عن تدخل بري ليس من شأنه إلا
خدمة أميركا وإسرائيل. هذا ما يؤكده مراقبون يلفتون إلى أن المسرح اليمني شديد
التعقيد في العمليات البرية. فأهل القبائل بطبيعتهم مسلحون ومقاتلون وبالتالي
عواصف يمنية داخلية ستخلفها "عاصفة الحزم"، فضلاً عن عواصف إرتدادية
داخل السعودية نفسها، ومنها إلى كل المنطقة بغياب أي خطة بديلة لدى الدول الخليجية
على وقع ما يردده كثيرون: لك الله يا يمن.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) لفهم كيفية استخدامك لموقعنا ولتحسين تجربتك. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط.
سياسية الخصوصية