صلات قربى واختلاط بين القبائل على طرفي الحدود السعودية اليمنية
القبائل في اليمن تتوزع على ثلاثة تجمعات تتركز جميعها في الشمال، ويبرز اختلاط وصلات قرابة ونسب بين مناطق سعودية متاخمة لمناطق اليمن الشمالية، لا سيما مع محافظة صعدة.
تمثل قبائل حاشد ووائل وبكيل وخولان أبرز التجمعات القبلية في محافظة صعدة التي تعد المعقل الأساسي للزيديين في اليمن. تقع صعدة في أقصى الشمال الغربي لليمن وتحدها محافظات الجوف وعمران وحجة من الجنوب، والحدود السعودية من الشمال، وتحديداً منطقتي جيزان ونجران، وهاتان المنطقتان ذواتا الأغلبية الإسماعيلية تقطنهما قبائل تربطها أواصر قربى مع قبائل شمال اليمن. لا سيما في نجران، حيث تقطن قبائل الحارث بن كعب ويام وولد عبدالله والمكارمة ويبرز فيها حجم الاختلاط القبلي مع محافظة صعدة، ولا سيما أن اليمنيين تربطهم صلات قرابة ونسب مع قبيلة حاشد، وكذلك مع فروع أخرى في المنطقة. أما في منطقة جيزان، فتسكن قبائل المسارحة والأشراف وآل سفيان وبني جابر وبني معين والعبادل وبني شبيل، وتعتبر من أصغر مناطق المملكة، وتتوزع مساحتها على سهولٍ ساحلية ومرتفعات وعرة تفصلها عن اليمن. قبل الحرب السعودية اليمنية عام 1934 كانت نجران وجيزان تتبعان لحكم الإمام الزيدي في اليمن، لكن معاهدة الطائف التي أنهت الحرب القصيرة بين الرياض وصنعاء قضت بتنازل الإمام يحيى حميد الدين للملك عبد العزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية عن أي حقٍ في الأراضي التي كانت بيد الأدارسة أو آل عايض، أو في نجران وبلاد يام، وبالتالي تم سلخها عن اليمن وضمها إلى المملكة السعودية.