كبقية الأعياد في غزة، يأتي عيد الأم مثخناً بجراح
عدوان إسرائيلي يخلف الأم بلا ولد، والولد بلا أمه. يأتي العيد مثقلاً بأوزار
احتلال لم تبق في قلب اليتيم متسعا ًلعيد ولم تدعْ للثكلى غير الحزن والهمّ.
لا عيد في غزة للأمهات. فالأحبة قد تفرّق جمعهم وغيّب
الثرى من ارتقى منهم شهداء. أم العبد سلبها الاحتلال أبناءها الثلاثة واليوم لا
تملك إلا الصبر والدعاء.
وتقول ام أحمد السكافي من غزة "إن شاء الله
يعوضني بأحد يقول لي ماما. إشتقت إلى هذه الكلمة وأتمنى أن يمنحني ربي الذرية
الصالحة وتقول لي يا ماما".
أما الأطفال فأطفأ جيش الاحتلال شموع عيدهم وأفرغه
من محتواه، فكيف يكون العيد بلا أم؟ وهل تنفع الاماني أن يعيد العيد أمهم الشهيدة
الى الحياة؟
ويقول أحد أطفال غزة من الذين قابلتهم كاميرا الميادين
إنه اشتاق إلى أمه، فيما يقول آخر إنه نال شهادة تقدير و"هي هدية لأمي في
عيدها".
وكما يحل عيد الأم حزيناً يرحل. فــ 300 سيدة استشهدن في العدوان الأخير، ومن
هنّ على قيد الحياة يتصدين لطوفان عناء الفقر والتشرد وإفرازات الحصار ومآسي
العدوان ويعشن حياة اللاحياة.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) لفهم كيفية استخدامك لموقعنا ولتحسين تجربتك. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط.
سياسية الخصوصية