هموم الإسرائيليين الإقتصادية تطغى على هواجسهم الأمنية والسياسية

على وقع المطالب بحلّ أزمة السكن، والحدّ من مستوى غلاء المعيشة جرت الإنتخابات الإسرائيلية، فهموم الإسرائيليين الإقتصادية باتت تطغى على هواجسهم الأمنية والسياسية، وهي سابقة تكاد تكون الأولى في تاريخ هذا الكيان،

خمس الإسرائيليين يعيشون تحت خط الفقر برغم ارتفاع الدخل
إقتصاد إسرائيل قد يكون الإقتصاد الأقوى في المنطقة، والسبب يعود إلى تنوّع قطاعاته الإنتاجية، من التكنولوجيا الفائقة، إلى التعدين والمعدات الالكترونية والأجهزة الطبية المتطورة، إلى المنتجات الزراعية والأغذية المصنّعة مروراً بالمواد الكيميائية ومعدات النقل، وصولاً إلى صقل الألماس حيث تعدّ إسرائيل واحدة من المراكز العالمية لهذه الصناعة، والأهم قطاع الغاز حديث العهد.
هذه القطاعات أتاحت لتل أبيب تحقيق ناتج محلي إجمالي بلغ نحو مئتين واثنين وسبعين مليار دولار العام الماضي،
وبلغ متوسط دخل الإسرائيلي السنوي، ثلاثة وثلاثين ألفا وخمسمئة دولار للفرد الواحد. لكن هذا الناتج الضخم لا ينسحب على كافة المقيمين داخل حدود العام ثمانية وأربعين،
معطيات تقرير الفقر الصادر عن مؤسسة التأمين الوطني الإسرائيلية، تؤكد أن خمسهم يعيشون تحت خط الفقر، بينهم سبعمئة وخمسين ألف طفل، هذه الأرقام وضعت إسرائيل في المرتبة الثالثة بأعلى معدلات الفقر بين دول منظمة التعاون والتنمية، التي انضمت إليها قبل خمس سنوات.
ويبدو أن أزمة السكن الجديدة القديمة، باتت الشغل الشاغل للإسرائيلين، الحكومة فشلت في الحد من المضاربات في سوق المساكن، ومع فتح صناديق الاقتراع  شهدت صحيفة "معاريف" مباراة في المقالات بين اسحاق هرتسوغ رئيس المعسكر الصهيوني وخصمه رئيس الحكومة الحالي بنيامين نتنياهو حيث وعد الإثنان بمعالجات جذرية لأزمة الإسكان.
وأظهر استطلاع للرأي أجرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" الأسبوع الماضي، أن خمسة وخمسين في المئة من الناخبين يعتقدون أن مسألة غلاء المعيشة هي القضية الأكثر الحاحا للمعالجة الحكومية.