تصريحات كيري حول التفاوض مع الأسد تستجلب ردات فعل غاضبة من الحلفاء
أثارت تصريحات وزير الخارجية الأميركي جون كيري بشأن التفاوض مع الرئيس السوري بشار الأسد موجة من الغضب، فقد هاجمت كل من فرنسا وبريطانيا وتركيا ما قاله كيري، فيما كشفت وزيرة الخارجية الأوروبية فيديريكا موغيريني عن لقاء الاتحاد ممثلين عن النظام السوري.
سريعاً نفضت واشنطن يدها من التصريح، تراجعت خطوة إلى الوراء، وقالت إن سياستها العامة لازالت هي نفسها، مؤكدة "ألا مستقبل للأسد في سوريا"، حيث قال المتحدث باسم الخارجية الأميركية "لم يقصد وزير الخارجية الأسد، بل ممثلين عن النظام السوري، يجب أن يجلسوا إلى الطاولة ويتفاوضوا مع المعارضة، إن أولويتنا التعاطي مع الخطر الذي يمثله المتطرفون الذين يستغلون الفوضى في سوريا". فرنسا تصدرت الدول المنتقدة؛ رئيس وزرائها أعرب عن أسفه لما قاله كيري، كذلك حذت بريطانيا حذوها، فيما تساءل وزير الخارجية التركي عن جدوى التفاوض مع النظام السوري. وحدها مفوضة الاتحاد الأوروبي للسياسة الخارجية فيديريكا موغيريني غردت خارج هذا السرب، معتبرة أن الصراع في سوريا لا ينتهي إلا بعملية سياسية انتقالية. تحاول واشنطن امتصاص غضب حلفائها، تقلل من أهمية ما قاله سيد دبلوماسيتها، لكن الرجل لا يعرف عنه أنه يكثر من زلات اللسان، خاصة إذا ما اقترن كلامه بتصريح مدير وكالة الاستخبارات المركزية جون برينان أن واشنطن وموسكو متفقتان على ضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة السورية، وعدم انهيارها. كما أن مسؤولين أميركيين سابقين، وعلى رأسهم السفير الأميركي السابق في دمشق روبرت فورد، أكدوا مراراً ألا حل للأزمة السورية من دون الأسد. ربما تمهد واشنطن الطريق لمرحلة جديدة مع دمشق، تحاول إحياء رميم العملية الدبلوماسية، إلا أن دمشق لم تبدو شديدة الانبهار بما قاله كيري، اكتفى رئيسها بالتعليق قائلاً إن مصيره بيد الشعب السوري فقط.