موقف واشنطن حيال سوريا: من شرط تنحي الأسد إلى التفاوض معه في النهاية
كثيرة هي المواقف التي صدرت عن الولايات المتحدة حيال سوريا في الآونة الأخيرة، وكل ذلك فيما المنطقة تعيش ملامح تغييرات قد تشهدها قواعد الاشتباك الدولي الاقليمي حيال العديد من الملفات الساخنة.
في لقائه أمير قطر أواخر الشهر الماضي قال أوباما إن سوريا "لا يمكنها أن تستقر تماماً إلا برحيل الأسد علماً أنه كان قد دعا منذ آب/ أغسطس 2011 إلى تنحي الرئيس الأسد عن السلطة وبينما وصفت وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون الرئيس الأسد بـ"المصلح" في بداية ما سمي بالربيع العربي عادت وقالت إنه "فقد الشرعية" وأوضحت هذه العبارة تتردد في معظم تصريحات المسؤوليين الأميركيين حتى اليوم. يمكن رصد ارتباك السياسة الأميركية في معالجة الملف السوري بتعدد المواقف والتصريحات وبإضفاء صفة شرعية على بعض أطراف المعارضة وخاصة الإئتلاف الوطني وبتقديم الدعم العسكري وغير العسكري لجماعات مختلفة من المعارضة المسلحة، وصولاً إلى تصريح أوباما الشهير بأن وجود معارضة سورية معتدلة هو نوع من الخيال.
بعد أن تجنبت إدارة أوباما التدخل العسكري رغم تحذيراتها "باجتياز الخط الأحمر" وتلقي الجماعات المسلحة التي تدعمها مثل "حزم" ضربات قاسمة على يد تنظيم داعش والنصرة يعتقد السفير الأميركي السابق روبرت فورد أن الطريقة الأفضل لمساعدة قوى المعارضة هي توسيع مدى الضربات الجوية لتشمل مناطق وجودها، واتخاذ خطوات لحماية المعارضة في الشمال والجنوب السوري وتقديم كل وسائل الدعم لها والعمل على تخفيف مظاهر القلق التركي من تبني ما أسماه الإنفصاليين الأكراد في سوريا. لا تزال الإدارة الأميركية حتى اليوم تحاول إيجاد الشروط التي تضغط باتجاه الحل السياسي التفاوضي وتبقى مشكلتها المركزية حسم موقفها بالتخلي الصريح والواضح عن شرط رحيل الأسد لتحقيق التسوية السياسية المنشودة.