هل تنجح محاولات إخراج "النصرة" من عباءة القاعدة؟
يتزايد الحديث أخيراً عن إمكانية فك جبهة النصرة ارتباطها بالقاعدة، أو الدعوة إلى ذلك في محاولة من أطراف إقليمية لتظهير النصرة على أنها قادرة على التحول إلى فصيل معتدل بعد خذلان الجيش الحر وغيره من الفصائل للدول الداعمة لهم، وعدم إظهارهم قدرة على هزم داعش أو الجيش السوري.
محاولات تأهيل النصرة، عادت منذ شهر. في مقابل نقضها بيعة الجولاني لأيمن الظواهري والقاعدة، تكسب دعماً خليجياً مالياً وسياسياً، واعترافاً بها فصيلاً من الجيش الحر وتفويضاً بمقاتلة داعش في التحالف ضد الإرهاب. هذا المرة رد العريدي بالرفض الواضح في تغريدة له على تويتر قال فيها "كلما قرأت ما يكتب عن فك ارتباط النصرة بالقاعدة ابتسمت". لا يبدو ثمن نقض البيعة ملائماً كي يبتسم العريدي. إذ يتهدد النصرة انشقاق المقاتلين الأجانب إذا ما نقضت البيعة، وهو ما أفقدها خلال القتال مع داعش الآلاف منهم الذين فضلوا خلافة البغدادي القائمة، على إمارة الجولاني النائمة. يقول الخبير العسكري تركي حسن "إن المحاولات لأن تتحول النصرة إلى الاعتدال ستفقد النصرة بريقها وبريق القاعدة وستتعرض للانقسام مما سينعكس سلباً عليها" معرباً عن اعتقاده "أن الاتجاه يذهب باتجاه التطرف وليس الاعتدال". كما أن سورية النصرة كضمانة لبعدها عن مشروع القاعدة العالمي، لا تغير أن اكثر قادتها السوريين جاؤوا من معسكراتها الأفغانية والعراقية ولا رجعة لبيعة الجولاني لأميره الظواهري. دفعت حركة حزم ومن قبلها جمال معروف وجبهة ثوار سوريا في إدلب وجبل الزاوية ثمن رهان ونقاش لا مكان له عن النصرة التي يمكن أن تتحول إلى فصيل "معتدل". وخلال ساعات أنهى الجولاني "حزم" التي بناها الأميركيون بعد أشهر من تصفية ثوار سوريا في الطريق نحو بناء إمارة للقاعدة في سوريا. خرجت النصرة أم لم تخرج من عباءة القاعدة، يبدو الأمر كالشجرة التي تخفي الغابة فأغلب الفصائل المسلحة في سوريا إما إخوانية المنشأ أو جهادية الهوى والتفكير والمشروع السياسي من الجبهة الشامية إلى جبهة أنصار الدين إلى جيش المهاجرين سواء بايعت الظواهري أم لم تبايعه.