في مثل هذا اليوم قبل 30 عاماً انتخب ميخائيل غورباتشوف أميناً عاماً للحزب الشيوعي السوفياتي، وزعيم إحدى أعظم دولتين أطلق آنذاك سياسة "البيرسترويكا"، لكنها سرعان ما أطاحته وأطاحت بلده وغيرت خريطة العالم. فما هو دور غورباتشوف في تغيير مجرى التاريخ في شهادات معاصريه؟
يحمّل الروسيون غورباتشوف قسطاً كبيراً من مسؤولية تفكك الاتحاد السوفييتي
الرّجل الذي يقال عنه إنه أنهى الحرب
الباردة يتّهم الغرب بقيادة الولايات المتحدة بإشعال حرب باردة جديدة يمكن أن
تتطور إلى حرب ساخنة. لكن بافل بالاشينكو الذي عمل سنوات كثيرة بصفته مترجماً شخصياً
لميخائيل غورباتشوف آخر زعيم سوفييتي، ورافقه في معظم لقاءاته الدولية، يرى أن
فرصة ترميم العلاقات بين روسيا والغرب لم تفتْ بعد.
ويقول بافل بالاشينكو، رئيس قسم
العلاقات الدولية في "صندوق غورباتشوف" إنه "للأسف
الوضع مقلق للغاية، ولكن بعد توقيع اتفاقيات مينسك الثانية ظهر ضوء في نهاية
النفق، وبصيص من الأمل بإمكانية إصلاح الموقف، لكن يجب أولاً العمل على إعادة بناء
الثقة".
وبعكس الغرب، يحمّل الروسيون غورباتشوف
قسطاً كبيراً من مسؤولية تفكك الاتحاد السوفييتي وزوال منظمة معاهدة وارسو، بمقابل
توّسع الناتو وما وصلتْ إليه علاقات روسيا بالغرب.
ويشير رئيس الأكاديمية الجيوسياسية
الروسية قسطنطين سيفكوف إلى
أن القيادة السوفييتية "مهدت آنذاك
لتدمير حلف وارسو وتفكيك الاتحاد السوفييتي، ومن ثم جاء نظام يلتسين الذي عرض
موارد بلادنا على الولايات المتحدة للنهب والبيع، ودمّر بشكل ممنهج قواتنا المسلحة
واقتصادنا الوطني".
وفي المقابل، يوجد أيضاً من يعتقد أن
"البيرسترويكا" كانتْ مطلباً جماهيرياً يتجاوب مع تطلعات شعوب الاتحاد
السوفييتي ودول المعسكر الاشتراكي سابقاً.
ويقول سيرغي ماركوف، عضو المجلس
الاجتماعي الروسي إن غورباتشوف "قدّم تنازلات في
الدرجة الاولى ليس للغرب، وإنما للشعب السوفييتي ولشعوب دول أوروبا الشرقية، التي
كانت تطالب بإطلاق المزيد من الحريات. ومن هذاالمنطلق كان سلوك غورباتشوف سليماً".
ولا
شك أن عوامل داخلية وخارجية كثيرة أسهمتْ بظهور عالم ما بعد
"البيرسترويكا"، وغورباتشوف نفسه يعترف بأنه وقع في أخطاء لأنه كان
رائداً وسلك طريقاً لم يسلكْه أحد قبله
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) لفهم كيفية استخدامك لموقعنا ولتحسين تجربتك. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط.
سياسية الخصوصية