معركة تكريت وقلق أميركي من تنامي الدور الإيراني في محاربة داعش
يعد استرداد تكريت خطوة مهمة في إطار استراتيجية الجيش العراقي لاستعادة مدينة الموصل من قبضة داعش، حرب يخوضها الجيش دون مساعدة أميركية وفي ظل الحديث عن الدعم الإيراني في هذه الحرب تتحدث الأوساط في الولايات المتحدة عن تنامي دور طهران في محاربة داعش في العراق.
فتحريرها يتطلب استعادة السيطرة على عدد من المدن والبلدات الهامة على الطريق الرئيس بين بغداد والموصل، بغية إنشاء مركز إمداد وتموين آمن للقوات العراقية. الحكومة العراقية أعلنت تأجيلها الهجوم على الموصل من جانب واحد، وانطلقت من دون التغطية الأمريكية لتحاصر تكريت أولى المدن التي ينبغي استعادتها لتأمين طرق الامداد. حشدت الحكومة قوة قوامها 30 ألف عنصر تدعمها ثلاث كتائب من قوات الشرطة وقوات الأمن ومنظمات الحشد الشعبي، بمساندة سلاح الجو ووحدات القوات الخاصة العراقية، واستطاعت الدخول من حي القادسية شمالي مدينة تكريت والاشتباك مع عناصر داعش مكبدة التنظيم خسائر بشرية كبيرة. بدء الحملة على تكريت أصاب الإدارة الأميركية بالدهشة، واتهمت بأنها وقعت فريسة غطرستها. اتهامات من داخل الإدارة الأمريكية، أتت وسط تصاعد الحديث عن الدور الإيراني في تقدم القوات العراقية، لا بل أن صحيفة نيويورك تايمز القريبة من الادارة ذهبت إلى القول إن الرئيس أوباما أصبح يعتمد بشكل متزايد على من سمتهم "المقاتلين الإيرانيين لاحتواء تمدد داعش"، فيما أرجع الناطق باسم البنتاغون، ستيف وورين، غياب الدور الأميركي، إلى مشاركة مكثفة من الإيرانيين في الهجوم. وبعيداً عما تقوله الأوساط الأميركية فإن المؤكد أن نجاح القوات العراقية والقوى المساندة في الهجوم على تكريت واستعادتها السيطرة تدريجياً على بعض البلدات والمدن، وصولاً إلى الموصل من دون مشاركة أميركية مباشرة، سيعزز بحسب المراقبين، من النزعة الاستقلالية عن الولايات المتحدة في العراق، وبدء هزيمة مشروعها للهيمنة عبر مناطق نفوذ تابعة ومقسمة عرقياً وطائفياً في هذا البلد.