المواجهة العراقية البرية تتقدم على ضربات التحالف.. المسكنات لا تقتل داعش

التقدم باتجاه تكريت يشير إلى أن القضاء على داعش ممكن بمشاركة الأطياف الرافضة للإرهاب كافة، لكنه يشير ربما إلى أن تحالف واشنطن يقاتل داعش بالمسكنات.

عنصران من الحشد الشعبي خلال معركة تحرير صلاح الدين (أ ف ب)
ما يرغم داعش على التقهقر هو تكاتف العشائر والحشد الشعبي مع الجيش العراقي في قتال عدو مشترك. فالمناطق التي كانت تسمى بيئة حاضنة للقاعدة وداعش تدل في قتالها داعش أنها كانت مربكة بعض الشيء تحت تأثيرات طارئة ووعود عرقوبية لم تحمها من الإرهاب الذي تتعرض له الفئات الأخرى في بعض المناطق.

 هذا التكاتف رجح كفة الميزان في الميدان الذي يندحر عنه داعش بشكل متسارع. لكنه كشف في الوقت نفسه أن تحالف واشنطن الذي ينأى بنفسه عن هذه المعارك يقاتل داعش بالحد الأدنى لغاية في نفس يعقوب.

التحالف لم يسلّح الجيش العراقي كما ينبغي حتى الآن على الرغم من العقود والاتفاقات ولم يقدم ما بوسعه لمواجهة خطر يهدد الحضارة والبقاء كما قدمت إيران بحسب ما يتضح على أرض الرافدين.

على عكس ما يعتقد تحالف واشنطن في ضرباته الجوية، تتقدم مواجهة داعش على الأرض من دون انتظار خطط واستراتيجيات يعد بها جنرالات الدول الغربية على غير عجلة من أمرهم حتى يتسنى لهم تفكيك وإعادة تركيب جغرافية العراق وسوريا. لكن داعش الذي يتقهقر على أرض الرافدين فقد دعماً مهولاً كانت تقدمه بعض الجماعات والدول الإقليمية على أمل تحقيق بعض المكاسب السياسية.

بيد أن داعش الذي فقد الدعم في العراق حين شعر الداعمون بتمدد المخاطر إلى عقر دارهم لا يزال محتضناً في سوريا بناء على المراهنة نفسها التي كانت في العراق. وكما تتقدم مواجهة داعش في العراق تتقدم مواجهة داعش والنصرة في سوريا بمنأى عن مسكنات تحالف واشنطن، فأهل مكة أدرى بشعابها.  

اخترنا لك