ركن الخطابة بقعة ساخنة للجدل في قلب لندن

ختام سلسلة "نافذة على بريطانيا" نتوقف فيه مع حديقة "الهايد بارك" التي تشتهر بركن الخطباء أو ما يسمى "سبكيرز كورنر" الذي يحلو للبعض أن يطلق عليه أيضاً إسم "برلمان الهايد بارك"، ويمتد تاريخ هذا الركن إلى 150عاماً حيث شهد نقاشات لأهم رجال الفكر والسياسة أمثال كارل ماركس ووليام موريس وجورج أورويل وتوني بن.

حديقة الـ"هايد بارك" تشتهر بركن الخطابة
لا يمكن لزائر لندن، أن يغفل زيارة "الهايد بارك" وسيستمتع أكثر في التنزه هنا إنّ قصد الحديقة يوم الأحد. هذه الزاوية حيث يتجمّع الناس تسمى ركن الخطباء حيث صيحات الخطباء تعلو وسط الجمهور. هذا يتحدّث عن ضرورة الرجوع للعهد الجديد (الإنجيل) وذاك يدعو إلى الإلحاد وثمةَ من  يدعو إلى الإسلام.
للخطابة هنا أصول وأعراف، فالإرتفاع عن الأرض ليس لإيصال الصوت فقط بل إحتراماً للأرض التي هي ملك للملكة. يتحلّق الناس من مختلف الألوان والأديان ويتناقشون، كما يحضر المشوشون والمشاغبون الذين يتفننون في تعطيل دوائر النقاش. قرب شارع العرب- "أيدجوار روود" من هذا المكان أيقظ حماسة بعضهم ودفعهم لممارسة بعض حقوقهم المفقودة في أوطانهم. لركن الخطابة حكاية مع التاريخ البريطاني، تاريخ بدأ عام 1855 حين إحتضن إحتجاجات الباعة ضد مشروع قانون منع التجارة يوم الأحد، وتوالت الأحداث والإحتجاجات حتى إنتزع حق التجمع والحديث في الأماكن العامة عام 1872. حيث نقف الآن خطبت شخصيات غيرت حفر إسمها في التاريخ أمثال كارل ماركس، لينين، جورج أورويل، والتر رودني، ونستون تشرشل وغيرهم من المشاهير.
ركن المتحدثين لا يزال رمزاً  تاريخياً لحرية التعبير ومقصداً سياحياً هاماً ، لكن أهميته تراجعت في صنع الأحداث السياسية وإنخفض عدد الخطباء وجمهور المستمعين فيه بسبب إنتشار وسائل التواصل الإجتماعي.

اخترنا لك