البيشمركة .. تسليح رأس حربة الحرب على داعش
ظلت قوات "البيشمركة" الكردية في شمال العراق رقما صعبا على المستوى العسكري سواء خلال فترة الصراع مع بغداد التي امتدت منذ نهاية الخمسينات وحتى عام 2003 أو الصراعات الداخلية التي حدثت في كردستان العراق بين حزبي الاتحاد الوطني والحزب الديمقراطي خلال منتصف تسعينات القرن الماضي أو خلال الفترة الحالية التي تخوض فيها هذه القوات معارك شرسة مع مسلحي ما يعرف بتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام.
-
-
الكاتب: محمد منصور
-
المصدر: الميادين نت
- 27 كانون الثاني 2015
قوات البيشمركة الكردية
على مستوى الخبرة العسكرية والميدانية حظيت هذه القوات
بخبرة واسعة نظرا لانخراطها الطويل الأمد في معارك عسكرية مع القوات العراقية
خصوصا خلال فترة الحرب العراقية-الإيرانية حتى عام 1991 حين استفادت من الضعف الذي
طرأ على الجيش العراقي الذي لم يستطيع التمسك بمواقعه التي وصل إليها في منطقة
كردستان العراق واضطر في النهاية إلى التراجع عنها لتصبح منطقة شمال العراق فعليا
من حينها وحتى الآن منطقة تتمتع بحكم ذاتي. كان لقوات البيشمركة دورا معاونا
للقوات الأمريكية أثناء غزو العراق عام 2003 واستفادت هذه القوات من كميات كبيرة
من الأسلحة والمعدات التابعة للجيش العراقي والتي شكلت مع ما غنمته منه خلال عام
1991 نواة التسليح الذي تستخدمه قوات البيشمركة حاليا.
كان الدور الأهم لهذه القوات هو بداية من منتصف العام الماضي
حين بدأت في شن هجوم معاكس على مسلحي "داعش" الذين نفذوا هجوما مفاجئا
على القوات العراقية في الموصل ومحافظة الأنبار أوائل حزيران - يونيو من العام الماضي.
هجوم البيشمركة هدف إلى وقف تمدد داعش في المنطقة الشمالية وإعادة السيطرة على
المناطق الواقعة في كردستان العراق والتي سقط بعضها في قبضة داعش خلال معارك العام
الماضي لدرجة كان فيها مسلحو التنظيم على بعد كيلومترات قليلة من أربيل. نجحت قوات
البيشمركة في تحقيق تقدم ملفت خلال الأشهر الأربعة الماضية وإن كانت المعارك
مستمرة بينها وبين داعش في محوري "مخمور - الكوير" قرب أربيل ومحور
كركوك بالإضافة إلى مشاركة قوات البيشمركة في القتال الدائر منذ أشهر في مدينة عين
العرب / كوباني السورية التي تحررت أخيراً. ولعل تحرير قضاءي سنجار وربيعة وفك
الحصار الذي كان مفروضا على الأيزيديين في جبل سنجار كان من أيضاً من بين أهم انجازات
قوات البيشمركة خلال المعارك الحالية.
تختلف التقديرات حول عديد قوات البيشمركة وتتراوح بين
100 ألف و200 ألف مقاتل. إلى جانب مخزونها من الأسلحة والذخائر، ومع بعد بدء
المعارك بينها وبين تنظيم داعش بدأت بعض الدول الأوروبية في تقديم الدعم العسكري
سواء على المستوى التدريبي أو التسليحي لقوات البيشمركة.
القوة المدرعة
تمتلك قوات البيشمركة دبابات قتال رئيسية تتنوع ما بين
دبابات "
تي-55" و"
تي-62" الروسية ودبابات "
تايب-69" الصينية والدبابات الروسية الخفيفة
"
بي تي-76" بالإضافة إلى دبابات روسية من نوع "
تي-72" حصلت عليها من مواقع تابعة للجيش العراقي
عقب الغزو الأمريكي عام 2003 بالإضافة إلى مصادرتها لبضعة دبابات من هذا النوع من
تنظيم داعش كان يستخدمها في قتال قوات البيشمركة بعد استيلائه عليها في سوريا.
قامت قوات البيشمركة بإعادة تجهيز الدبابات من نوع "تي- 55" والتي كان
معظمها مخزنا ودفعها إلى محاور القتال الرئيسية ليصبح هذا النوع هو رأس حربة
المجهود المدرع لقوات البيشمركة.
دبابات البيشمركة
ناقلات الجند المدرعة
ناقلات الجند
تمتلك قوات البيشمركة تشكيلة واسعة تتنوع ما بين
ما توفر لديها سابقا من أنواع روسية بالإضافة إلى عدة أنواع غربية منها ما صادرته
من معسكرات الجيش العراقي التي تم إخلاؤها عقب هجوم داعش على الموصل ومنها ما
زودتها به دول مثل ألمانيا. في ما يتعلق بالأنواع الروسية تمتلك قوات البيشمركة
أعدادا معقولة من ناقلات الجند روسية الصنع غنمتها من الجيش العراقي خلال فترات
الصراع العسكري بينهما خلال العقود الماضية مثل "
بي آر دي أم 2 -
بي أم بى1 -
أم تي أل بي -
أم تي أل بي يو" بالإضافة إلى عربة
القيادة الصينية "
تايب-63". وقد أجرت قوات البيشمركة بعض التعديلات
على بعضها مثل التعديل الذي أجرته على المدرعة "أم تي أل بي" التي تم
على متنها تثبيت مدفع مضاد للطائرات ثنائي من نوع "
زي يو-23".
كما تمتلك قوات البيشمركة أيضا أعداداً من ناقلات الجند المدرعة برازيلية الصنع من
نوعي "
أورتو إي إي 11" و"
كاسكافيل-إي إي 9" غنمتها أيضا من
الجيش العراقي في فترات سابقة. في ما يتعلق بالأنواع الغربية فقد تسلمت قوات البيشمركة
على مدار الأشهر الماضية أعدادا معقولة منها منحتها عدد من الدول مثل مدرعات
"
دينجو" من ألمانيا ومدرعات "
شيربا" من فرنسا بالإضافة إلى عدد كبير من
المدرعات وعربات الجيب أمريكية الصنع تحصلت عليها قوات البيشمركة من معسكرات الجيش
العراقي التي تم إخلاؤها عقب هجوم داعش على الموصل ومنها "
ناقلة الجند أم1117 -
عربة الجيب العسكرية هامفى - ن
اقلة الجند المدرعة الجنوب أفريقية ريفا -
ناقلة
الجند الأمريكية آي أل إي في بادجر-
ناقلة الجند الأمريكية كوغر".
المدفعية والهاون
بالنسبة لمدافع الهاون تمتلك قوات البيشمركة الهاون الروسي
من عياري "
82 ملم" و"
120 ملم" بالإضافة إلى الهاون الأمريكي من عياري
"
60 ملم" و"
81 ملم". تمتلك أيضا تشكيلة ضخمة من مدافع
الميدان تشمل أنواعا روسية الصنع مثل "
المدفع ذاتي الحركة فوزيدكا -
دى20 -
دى30 -
أم46 -
أم30" بالإضافة إلى قطع عدة من المدفع الأمريكي "
أم 198" استولت عليها قوات البيشمركة من مسلحي
داعش الذين سبق واستولوا عليها من مقرات الجيش العراقي في الموصل. كما أن قوات البيشمركة
أعادت تجهيز واستعمال المدفع البريطاني "
كيو أف 25 باوندر" من عيار 88 ملم والذي
يعود الى حقبة الحرب العالمية الثانية. بالإضافة إلى راجمات الصواريخ الروسية من نوع "بي أم 21 غراد" تمتلك قوات البيشمركة أيضا التطوير الايراني لهذه الراجمات المسمى "أتش أم 20" بالإضافة إلى راجمات الصواريخ قصيرة المدى من نوع "فجر 1" إيرانية الصنع محملة على عربات جيب إيرانية الصنع أيضا من نوع "سفير".
القدرة المدفعية والصاروخية
مضادات الطائرات
مضاد الطائرات
على الرغم من عدم وجود اي نشاط جوي قتالي لمسلحي داعش في
العراق إلا أن مضادات الطائرات تم استخدامها على نطاق واسع من قبل قوات البيشمركة
وذلك باستخدامها للاطلاق المباشر على أماكن تمركز مسلحي التنظيم . تمتلك قوات البيشمركة
عدة أنواع من المدفعية المضادة للطائرات منها " المدفع الروسي
زي يو23 بنسختيه الفردية والثنائية – المدفع الروسي ذاتي
الحركة
زي أس يو57 والذي أعادته قوات البيشمركة
للخدمة مرة أخرى بعد أن كان مخزنا - المدفع الروسي
أس 60 والذي قامت قوات البيشمركة بتثبيته على شاحنات عسكرية أمريكية الصنع واستخدم
بفعالية" بالإضافة إلى المدفع السويسري "
أورلكيون" والمدفع الفرنسي "
جيات 53" من عيار 20 ملم.
مضادات الدروع
عانت قوات البيشمركة خلال السنوات الماضية من نقص كبير في
الأسلحة الخفيفة المضادة للدروع حيث ظلت إلى فترة قريبة معتمدة فقط على القاذف الروسي
"
أر بي جي 7" بالإضافة إلى
القاذف اليوغسلافي "
أر بي أم-57" والمدفع عديم الارتداد
روسي الصنع من نوع "
أس بي جي 9" والصاروخ الروسي
الموجه بالسلك "
9-كاي-11
مالوتيكا" ولكن بعد بدء الهجوم على قوات داعش بدأت بعض الدول الأوروبية في
تقديم بعض الأنواع الجديدة التي تشكل إضافة إلى قوات البيشمركة مثل منظومة
ميلان التي منحتها ألمانيا لقوات البيشمركة
بواقع 30 قاذفا و500 صاروخ -القاذف
بانتزرفاوست 3 الألماني الذي أرسلت ألمانيا
منه 200 قاذف و2500 صاروخ - القاذف السويدي
كارل
غوستاف أم-3 الذي وصل منه إلى قوات البيشمركة 40 قاذفا وأكثر
من 1000 صاروخ - القاذف السويدي الخفيف
أيه تى-4. يضاف إلى ما سبق بعض الأنواع التي كانت في
تسليح كتائب الجيش العراقي التي هاجمتها داعش في الموصل واستولت عليها قبل أن
تغنمها منها قوات البيشمركة خلال المعارك مثل القاذف الأمريكي "
تاو" والمدفع عديم الارتداد امريكي الصنع
"
أم 40" وأعداد محدودة من القواذف الروسية من نوعي
"
كورنيت" و"
كونكورس". كما أن قوات البيشمركة غنمت عدداً من
القواذف الصينية من نوع "
أتش جاي-8" وثبتتها على متن عربات الجيب العسكرية
أمريكية الصنع من نوع "هامفي".
مضاد الدروع "كونكورس"
الأسلحة الخفيفة والمتوسطة
أسلحة متوسطة
تمتلك قوات البيشمركة أعدادا كبيرة من المدافع الرشاشة
الخفيفة والمتوسطة من صنع روسي منها "الرشاش الهجومي الخفيف
كلاشنيكوف - الرشاشات المتوسطة من أنواع (
أر بي كي -
بي كي -
دوشكا) بالإضافة إلى بندقية القنص الروسية من نوع
"
دراغونوف" وبندقية القنص الإيرانية المضادة للدروع
"
صياد 2". خلال الشهور الأخيرة بدأت عدد من الدول في
تزويد قوات البيشمركة بكميات من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة نذكر منها
"الرشاشات الألمانية
أم بي 5 -
جي 3 -
جي 36 – الرشاش الألماني المتوسط
أم جي 3 - الرشاش الأمريكي
أم 2 الذي زودت إيطاليا وفرنسا وبريطانيا
به قوات البيشمركة بكميات كبيرة - الرشاشات الأمريكية
أم 4 -
أم 16 - بنادق القنص الأمريكية من
نوعي
أم 40 -
أم 24. يضاف إلى ما سبق بعض الأسلحة التي غنمتها قوات
البيشمركة خلال معاركها مع مسلحي داعش مثل قاذف القنابل اليدوية الصيني "
كيو أل زي 87" وبندقية القنص
الصينية المضادة للدروع "
أم 99".
الطائرات
حتى الآن لا تمتلك قوات البيشمركة سلاحا جويا قتاليا وتعتمد
في الدعم الجوي اعتمادا أساسيا على المجهود الجوي لقوات التحالف الدولي وطيران
الجيش العراقي . تمتلك قوات البيشمركة حاليا عدداً من مروحيات النقل من نوع "
أم آي 8" بالإضافة إلى مروحيتين من نوع "
أم آي 17" تم الاتفاق مع الجيش العراقي على وجودهما
تحت سيطرة قوات البيشمركة للأغراض الهجومية باستخدام راجمات الصواريخ غير الموجهه
الملحقة بهما. يضاف إليهما عدد من المروحيات التي تمتلكها شرطة النقل الكردية والتي
هي في الأساس مخصصة لأغراض المراقبة وتم الدفع بها لخدمة ألوية البيشمركة المقاتلة
بعد تسليحها مثل المروحية الأمريكية "
بيل 206" بجانب استخدام أنواع أخرى في اغراض استطلاع
مناطق تمركز مسلحي داعش مثل المروحية الأمريكية "
بيل يو أتش-1" والمروحية
الأمريكية "
أم دي أكسبلورر". جدير بالذكر هنا أن
قوات البيشمركة بدأت فعليا في إنشاء نواة لقوة جوية حيث تمتلك حاليا عددا من
طائرات التدريب الأمريكية من نوع "
زينث ستول سي اتش 701".
مروحيات البيشمركة
التسليح وشمال العراق ما بعد داعش
قوات البيشمركة الكردية
قدمت بعض الدول الأوروبية دعما تدريبيا لقوات البيشمركة.
دربت الولايات المتحدة هذه القوات على تكتيكات القفز المظلي وأرسلت مستشارين
عسكريين إلى أربيل للدعم وقدم الهولنديون والبريطانيون تدريبات قتالية لقوات البيشمركة
على أراضي كردستان واستقدمت ألمانيا وإيطاليا ضباطا وجنودا تابعين للبيشمركة
لتدريبهم على الأسلحة الألمانية التي وصلت إلى القوات الكردية مثل القاذف المضاد
للدروع "بانزرفاوست 3" والمدفع الرشاش "أم جي 3" كما نفذت
فرنسا تدريبات عملية لقوات البيشمركة في كردستان على استخدام المدافع الفرنسية
المضادة للطائرات من عيار 20 ملم في استهداف السيارات المفخخة أثناء تحركها.
في المجمل نستطيع أن نقول أن قوات البيشمركة استفادت
كثيرا من الظروف الدولية خلال العقود الماضية في زيادة تسليحها من دون تكبد أعباء
مادية كبيرة وما وصل إليها من عتاد وسلاح خلال الشهور الماضية رفع كثيرا من قدراتها
التسليحية بدرجة تجعلها تقترب كثيرا من مستوى الجيش العراقي على المستوى التسليحي.
ولو نظرنا إلى أداء هذه القوات في المعارك ضد داعش سنجد انه أداء متطور باستمرار وجعل
الموقف الميداني في شمال العراق يتغير تغيرا ملحوظا إلا انه في نفس الوقت مازال
بطيئا. السؤال الأبرز هنا هو ما يتعلق بتدفق المساعدات العسكرية على قوات البيشمركة
وعدم وصولها إلى نفس المستوى بالنسبة للجيش العراقي. فعلى الرغم من أن المساعدات
الغربية لقوات البيشمركة قد لا تكون نوعية لكنها تبقى مهمة جدا وتجعل كفة قوات البيشمركة
أرجح من كفة الجيش العراقي على مستوى المعنويات وعلى مستوى العمليات وهو ما قد
يؤثر بشكل كبير في اي نزاع مستقبلي قد ينشأ في شمال العراق حين تضع الحرب مع داعش أوزارها
وتنفتح معارك جديدة قد تكون استنساخا لمعارك العقود الماضية بين أربيل وبغداد.