كيف حوّل ترامب وكلينتون تويتر الى حلبة قتال؟
توتير وفيسبوك ومواقع أخرى ككرة نار يزداد لهيبها مع اقتراب موعد الرئاسة الأميركية. مواقع لعبت دورها بامتياز في الانتخابات الرئاسية الأميركية لعام 2016.أداة يمتلكها الجميع. أثبتت قدرتها على خلق التفاعل والتأثير في الشارع الأميركي. ولكن هل تحسم هذه المواقع مَن سيفوز؟
عام 1960، ظنّ الذين استمعوا إلى المواجهة بين المُتنافسين للرئاسة الأميركية ريتشارد نيكسون وجون كينيدي عبر الراديو أنّ الأوّل سيفوز. ولكن مَن تابع المواجهة عبر التلفاز رجّح فوز كينيدي. الأخير أتقن لغة الصورة. أما اليوم، المُنافسة عاصفة بين المُرشّحين اللذين اختارا التبارز عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
اتّخذ ترامب من مواقع التواصل الاجتماعي وتحديداً تويتر ركيزةً أساسية لإطلاق العنان لأفكاره وما يجول في خاطره. روّج لنفسه مُستخدماً "الهاشتاغ".
من جهتها، أشارت صحيفة "ذي غارديان" البريطانية إلى أنّ المُرشّح الجمهوري ترامب استلهم نشاطه خلال حملته الإنتخابية من تجربة الرئيس الأميريكي باراك أوباما. وكان الأخير قد استخدم مواقع التواصل الاجتماعي خلال الحملتين لاستقطاب موالين له. وهكذا حوّل ترامب تويتر إلى مُكبّر للصوت حاصلاً على نحو 12 مليون مُتابع من دون أية تكلفة مادية. وباختصار قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية إنّ ترامب وفّر ما قيمته 2 مليار دولار. وهكذا يكون ترامب قد حصد في رصيده على تويتر مجموع 33 ألف تغريدة.
أما المُنافِسة الديمقراطية هيلاري كلينتون فيصل عدد مُتابعيها على موقع التواصل الاجتماعي توتير نحو 10 ملايين شخص. وفي رصيدها ما يُقارب تسعة آلاف تغريدة.
إلاّ أنّ موقع "تك ريبابليك"، وصف أداء الحملة الانتخابية لكلينتون على مواقع التواصل الاجتماعي بالرديء.
# تويت وريتويت
من جهته، حلّل الأستاذ درو مارغولين في " جامعة "كورنيل" التغريدات المُتعلّقة بالمواجهة الأولى الرئاسية بين ترامب وكلينتون، وأشار إلى أنّ مُعظم ردود الفعل كانت سلبية. وأضاف أنّ ترامب حصل على التغريدات الأكثر سلبية، لافتاً إلى أنّ "الجمهوريين عوضاً عن الترويج لمُرشّحهم، هاجموا كلينتون أو اكتفوا بالصمت".
وأشار موقع "فايس نيوز" إلى أنّ المُشاهدين لم يكتفوا بمُشاهدة المواجهة الأولى وإنما ناقشوها على "الشاشة الثانية" وهي مواقع التواصل الاجتماعي وبحثوا عن معلومات حول المُرشّحين.
واستناداً إلى معلومات قدّمها فيسبوك وتويتر وغوغل، ذكر موقع "فايس نيوز" أنّ ترامب حصل على مُعظم الاهتمام على مواقع التواصل الاجتماعي ولكنه لم يظهر كفاءته. أما كلينتون كانت المُرشّحة التي بُحث عن إسمها أكثر على موقع غوغل. وعلّق 18.6 مليون شخص على المواجهة عبر نشر التعليقات ومشاركتها والكبس على "زر الإعجاب". ورصد فيسبوك 55 مليون مشاهد للمواجهة بين المُتنافسين.
وحول ردود الفعل التي رصدها المُرشّحان، قال موقع "تك ريبابليك" إنّ التعليقات الواردة كانت سلبية قبل المواجهة الرئاسية الثالثة. كما أنّ ردود الفعل الإيجابية التي رصدتها كلينتون تُقارب 15.19% فيما 10.3% لأجل ترامب.
وكان موقع "بي بي سي" قد أشار إلى أنّ أكثر المواضيع التي تم تداولها على تويتر هي: الاقتصاد والعلاقات الخارجية والطاقة والبيئة والإرهاب والأسلحة.
الشارع ماذا يقول؟
إلاّ أنّ استطلاعاً للرأي أجرته صحيفة "نيويورك تايمز" وشبكة "سي بي أس" نشر الخميس3 نوفمبر/تشرين الثاني أشار إلى أن تقدّم المُرشّحة الديموقراطية للرئاسة الأميركية هيلاري كلينتون على خصمها الجمهوري دونالد ترامب لم يعد يتجاوز 3 نقاط، أي ما يوازي هامش الخطأ في الاستطلاع.
وفي الوقت الذي تعتبر فيه كلينتون الأوفر حظاً للوصول إلى كرسيّ الرئاسة الأميركية في 8 تشرين الثاني/نوفمبر الحاليّ، يظهر ترامب مُتقدماً بشكل كبير في الأيام الأخيرة خاصةً بعد تسريبات البريد الإلكتروني الأخيرة لكلينتون
إستطلاعات الرأي تبقى نتيجها غير محسومة وهو الأمر عينه على توتير وفيسبوك ومواقع أخرى. الحرب الرئاسية باتت ككرة نار يزداد لهيبها مع اقتراب موعد الرئاسة الأميركية. مواقع لعبت دورها بامتياز في الانتخابات الرئاسية الأميركية لعام 2016. آداة يمتلكها الجميع. أثبتت قدرتها على خلق التفاعل والتأثير في الشارع اميركي. ولكن من سيفوز؟ سؤال يبقى جوابه غير محسوم.