كلينتون وترامب يختتمان حملتهما الانتخابية منتصف الليلة
يختتم المرشحان للرئاسة الميركية دونالد ترامب وهيلاري كلينتون اليوم الإثنين حملتهما الانتخابية بمهرجانين قبيل منتصف الليل تماماً، وآخر استطلاعات الرأي تشير إلى تقلص الفارق بينهما بالرغم من تقدم طفيف للمرشحة الديموقراطية على منافسها الجمهوري.
وأشارت استطلاعات الرأي إلى تقلّص الفارق بين المرشحين بالرغم من تقدّم طفيف للمرشحة الديموقراطية على منافسها الجمهوري. وتعقد كلينتون التي تطمح أن تصبح أوّل إمرأة رئيسة للولايات المتحدة بعد 44 رئيساً، تجمّعين انتخابيين اليوم في بنسيلفانيا وثالثاً في ميشيغان، ورابعاً في شمال كارولاينا قبيل منتصف الليل. وفي بنسيلفانيا، ينضم إلى كلينتون الرئيس باراك أوباما وزوجته ميشيل، وزوجها بيل كلينتون وابنتهما تشيلسي. ويتوقّع أيضاً أن يظهر معها المغنيان بروس سبيرنغستين وجون بون جوفي. وكانت المرشحة الديمقراطية قدّمت نفسها على أنّها مرشحة "المصالحة" خلال المهرجان الأخير الأحد في مانشستر بولاية نيوهامشير. وقضت كلينتون الأيّام الأخيرة تهاجم خصمها الجمهوري باعتباره "لا يملك المقومات" لقيادة البلاد، وقالت في أوهايو "وصلنا إلى ساعة الحقيقة في هذه الانتخابات ...قيمنا الجوهرية على المحك".
وتعزز موقف المرشحة التي قالت إن خطّها في الرئاسة في حال فوزها سيكون استمرارية لعهد أوباما، مع زوال مخاطر ملاحقتها في قضية بريدها الإلكتروني.
وكان مدير مكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي آي) جيمس كومي أعلن نهار الأحد التمسك بقراره السابق الصادر في تموز/ يوليو والقاضي "بعدم وجود مبررات لمقاضاة كلينتون على استخدامها خادماً خاصاً لبريدها الإلكتروني حين كانت وزيرة للخارجية". وأشاع الإعلان عن إغلاق مسألة الحاسوب الخاص لكلينتون إرتياحاً في فريق حملتها، ولو أنه جاء متأخراً، قبل يومين فقط من الانتخابات. وإثر إعلان مدير الإف بي آي، علّق ترامب مؤكداً "أنها تحظى بحماية من نظام مغشوش"، وقال "رغم كل شيء هيلاري كلينتون مذنبة، هي تعرف ذلك، الأف بي آي يعرف ذلك، الناس يعرفون ذلك، والآن، يعود للشعب الأميركي أن يصدر حكمه في صناديق الاقتراع".
ترامب يختتم حملته الانتخابية في فلوريدا وشمال كارولاينا وبنسيلفانيا ونيوهامشير وميشيغان
ويهدف ترامب وكلينتون إلى جمع كلّ صوت يمكن أن يرجّح لصالحه كفّة الولايات الأساسية التي ستحسم نتيجة الانتخابات.
واستغلّ ترامب مشاعر الغضب والخيبة التي تحرك شريحة من الأميركيين في مواجهة العولمة والتغيرات الديموغرافية. ووعد بحلول بسيطة لجميع المشكلات المعقدة. كما أنّ المرشح الجمهوري لم يتردد في التفوّه بأكاذيب وإهانة النساء والمكسيكيين والسود والمسلمين، وهاجم منافسته بدون توقف، ونعتها بأبشع النعوت. لكنها ردت مساء الأحد مؤكدة أن "الغضب ليس خطة".ولا يكترث أنصار ترامب إن كان بطلهم الملياردير تجنّب دفع ضرائب فدرالية على ما يبدو منذ سنوات، وتحرّش بنساء فقد ظلّ داعموه أوفياء لقطب العقارات الذي اشتهر بثروته وبتقديمه برنامجاً ناجحاً من تلفزيون الواقع عنوانه "ذي آبرينتيس".
وفي طريقه إلى البيت الأبيض، كاد ترامب أنّ يُفكّك الحزب الجمهوري الذي شهد انقسامات عميقة فالعديد من قادة الحزب الجمهوري رفض ترامب وشخصياته الكبرى، ويعتزم البعض التصويت له إنّما على مضض، لا سيّما أن مواقف المرشح ليست على الدوام مطابقة لخط الحزب، ومن أبرزها موقفه المعارض للتبادل الحرّ.
الحملات الانتخابية أثارت بفضائحها اهتمام العالم الذي ينتظر نتائج الانتخابات
أمّا الأميركيون الذين أعرب 82% منهم عن اشمئزازهم في استطلاع للرأي أجري مؤخراً، فهم ينتظرون بفارغ الصبر نهاية هذه الحملة الطويلة بين مرشحين غير شعبيين بنسب تاريخية (50% لا يحبون كلينتون و62% لا يحبون ترامب).وقد شهدت الحملة الانتخابية لكلا الطرفين الكثير من الشتائم والفضائح والبذاءة.وبحسب متوسط لاستطلاعات الرأي الأخيرة أورده موقع "ريل كلير بوليتيكس" تحظى كلينتون بـ44,9% من نوايا الأصوات على المستوى الوطني مقابل 42,7% لترامب. وفي فلوريدا، الولاية الأساسية التي يتحتم على دونالد ترامب الفوز بها للاحتفاظ بحظوظه الرئاسية، تتوزع نوايا الأصوات بين 47% لكلينتون مقابل 46% لترامب. ويتقدم ترامب على كلينتون في أوهايو بـ46,3% مقابل 43,5%.
أمّا في شمال كارولاينا، تحظى كلينتون بـ47,3% مقابل 45,8% لترامب.وكان فوز كلينتون يبدو محتوماً، وهي تتمتع بخبرة طويلة في السياسة، حيث كانت سيدة أولى وسيناتورة ووزيرة خارجية. إلاّ أنّ العديد من الأميركيين لا يحبونها ويشككون في نزاهتها.وكانت المعركة أصعب مما كان متوقعاً في مواجهة ترامب، الشعبوي الذي لا يتمتع بأي خبرة سياسية غير أنه يحظى بدعم شعبي لا يضعف، وهو يقدم نفسه على أنه دخيل على السياسة ومعارض لهيئات السلطة.في الصين، كانت الحملة فرصة فريدة استغلّها النظام الصيني لتعزيز دعايته، إذ ندّدت وسائل الإعلام بثغرات النظام الديموقراطي.أما في روسيا، انتقد الرئيس فلاديمير بوتين مؤخرا "الهستيريا" المسيطرة برأيه في الولايات المتحدة التي اتهمت موسكو بالسعي للتأثير على الانتخابات الرئاسية لصالح دونالد ترامب من خلال عمليات قرصنة معلوماتية استهدفت الحزب الديمقراطي.