سليم الحص... رجل الوحدة العربية في زمن تجزئة المجزَّأ

إنه رجل الوحدة العربية في زمن تجزئة المُجزَّأ، وهو القائل إنّ مصيرنا كعرب يكتب في فلسطين، إنه الرئيس سليم الحص، أبزر مواقفه من القضايا العربية في هذا التقرير.

وصفت إحدى الصحف العربية سليم الحص بذهب العروبة الخالص
"سليم الحص....ذهب العروبة الخالص".
هكذا عنونت إحدى الصحف العربية صدر اوراقها يوماً في صباح عروبة قاتم، ليس لأنه من جيل العروبة الرائد وليس لأنه المثقف النيرّ فتلك صفات رماها بعض معاصريه في لحظة اشتباه معاصرة.

رئيس الوزراء العربي الذي شهدت حكومته في لبنان أول انسحاب من أرض عربية دون قيد أو شرط بفعل مقاومة وقف خلفها غير عابىء بانقسام داخلي أو ضغط خارجي.

مصيرنا كعرب يكتب في فلسطين، هكذا لخص الحص القضية المركزية التي لم يبدل فيها تبديلا، في زمن القضايا الهامشية التي انقسم حولها النظام الرسمي العربي والنخب العربية على حد سواء.
وفي زمن الإحتلال الأميركي للعراق صدح الرجل بصوته محذّراً من الفتنة التي سيجلبها الإحتلال بين عربي وكردي وسني وشيعي، والتي ستنتقل بالعدوى لتعم المنطقة برمتها.
تلك نظرة  تعطي الأقطار المبعثرة فوق الجغرافيا صفة الجسد الواحد، تستشرف الوباء الذي حل بالمجتمعات العربية... ولازال.
وقف سليم الحص ضد تجريد المقاومة من سلاحها، وأطلق النار على القرار الدولي 1959، معتبراً أنه كتب بالحبر الأميركي لمصلحة اسرائيل.
وما ان حلّ فصل الربيع الدامي في الساحات العربية حتى سجّل الحص موقفاً داعماًَ لحراك الشعوب لاحظاً الفرق بين حركة الشعب وتحريك الإقتتال الداخلي الدموي.
في وقت مبكر من عمر الازمة السورية قال الحص أن إنهاء الأزمة في سوريا من شأنه تحصين الأمة العربية، وفي تونس قال إن ما وصلت إليه الثورة ينعش قلب كل عربي وييشّر بمستقبل أفضل.

 في ليبيا طالب العرب بالالتفات إلى جرحٍ غائر في بلد طالب بالديمقراطية فقتل بسيف القبيلة.

وفي مصر اليوم، استصرخ الحص عبد الناصر من الأمس كحاجة لوطن يعيش مخاضاً داخلياً... ولوطن أكبر مجزأ الأجزاء.
يستذكر ذاك الزمن الجميل.

تلك مواقف لذاك الرجل من ذاك الزمن، فللتاريخ رجال يسيرون خلف صفحات أيامه وسليم الحص هو لحظة اختزال الجسد لأمة تتحرك داخله.




  

اخترنا لك