من صفاته النادرة بالطبقة السياسية اللبنانية بل تكاد تنعدم هي عدم توظيفه للانتماء الطائفي في المعترك السياسي وعدم تسييس الطائفة التي ينتمي إليها، ولهذا السبب نجح بأن يقود دفة لبنان في أحلك الظروف، خلال الحرب الأهلية بين 1975 و1990. كان له دور محوري في الحفاظ على وحدة البلاد ومنع المزيد من التدهور الأمني.

في العلاقة مع سوريا كان قامة شامخة باستقلاليته وعدم الرضوخ لأي أمر من الأوامر إذا رأى أنه يتناقض مع المصلحة اللبنانية. وهو في الحقيقة عروبي كبير إنما نجح في التوفيق بين عروبته ولبنانيته. وكان دائماً سنداً كبيراً للمقاومة اللبنانية ولحزب الله ضد إسرائيل. يجب أن لا ننسى أن حكومته هي التي أشرفت على تحرير البلاد من الاحتلال الإسرائيلي عام 2000.  

وأنا كنت حاضراً معه، رأيته وزيراً للخارجية ناجحاً للغاية فطريقة مخاطبته للسفراء أو المسؤولين الأجانب كانت طريقة رصينة وموضوعية ولا يخضع للكلام الممكن أن يخرج من بعض الدبلوماسيين المتعجرفين، بل يستمر في أفكاره ومبادئه متمسكاً بها دون أن يزيح عنها قيد أنملة كما إنه خطيب كبير.